الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد؛
قول المصنف: قول الله تعالى: أَيُشْرِكُونَ مَا لَا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ * وَلَا يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْرًا وَلَا أَنفُسَهُمْ يَنصُرُونَ (الأعراف 191 -192)
أراد المؤلف بهذه الترجمة بيان ما عليه أهل الشرك في عهد النبي صلى الله عليه وسلم عندما دعاهم وقاتلهم فبين بطلان ما هم عليه من عبادة غير الله ممن هذا وصفه ، وبهذا الوصف فإنهم لا يستحقون العبادة ، قال تعالى:" أَيُشْرِكُونَ"وهذا استفهام للتوبيخ، "مَا لَا يَخْلُقُ شَيْئًا" فهم لا يخلقون حتى النملة، "وَهُمْ يُخْلَقُونَ "أي وهم مخلوقون، فكيف ينفعهم غيرهم فهم إما جماد لا يعقلون أو أحياء لا يسمعون أو أموات لا يجيبون من دعاهم، "وَلَا يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْرًا"؛ لأن المعبودين ليسوا نصرا لعابديهم، "وَلَا أَنفُسَهُمْ يَنصُرُونَ"، هم أيضا عاجزون عن نصر أنفسهم، لا يحمون أنفسهم، وفي الآية صفات هؤلاء المعبودين من دون الله وهي أربعة :
الأول : أنهم لا يخلقون شيئا
الثاني : أنهم مخلوقون مربوبون .
الثالث : أنهم لا يستطيعون لهم نصرا
الرابع : أنهم لا ينصرون أنفسهم .
وقوله تعالى :" وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ الآية ،(فاطر آية 13) "
وصف الله آلهتهم بأربع صفات كذلك :
1- أنهم لا يملكون شيئا حتى القطمير وهو اللفافة التي تكون على نواة التمر.
2- أنهم لا يسمعون دعاء من دعاهم .
3- أنهم لو سمعوا مااستجابوا .
4- أنهم يكفرون يوم القيامة بشرك هؤلاء .
فهذه حالة المشركين أنهم خسروا الدنيا والآخرة
وبالله التوفيق
وصلَّ اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
1434-3-2هـ