ﺟﺪﻳﺪ اﻟﻤﻮﻗﻊ

الدرس 357: صلاة الجماعة

الدرس
التصنيف : تاريخ النشر: الإثنين 14 محرم 1440هـ | عدد الزيارات: 1189 القسم: تهذيب فتاوى اللجنة الدائمة -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين... أما بعد؛

أداء الصلاة جماعة في المساجد شعيرة من شعائر الإسلام على المسلم المحافظة عليها .
ولا يسوغ أداء الصلاة في غير المساجد إلا إذا وجد مسوغ شرعي قال عز وجل (في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال*رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقامة الصلاة)النور:36-37.
ورفعها إنما يكون في المقام الأول بأداء الصلاة فيها.

وقال (إنما يعمر مساجد الله من ءامن بالله واليوم الآخر) التوبة:18.
ومن أهم أوجه عمارتها أداء الصلاة فيها وقد استأذن من الرسول صلى الله عليه وسلم أبن أم مكتوم أن يصلي في بيته لكونه رجل أعمى ولا قائد له قال له عليه الصلاة والسلام (أتسمع النداء )قال نعم قال (فأجب).
فصلاة الجماعة من شعائر الإسلام الظاهرة وأن أداءها في المسجد واجب على الرجال البالغين.
والركعة إنما تدرك بإدراك الإمام راكعاً ولو لم يدرك المأموم إلا جزءاً يسيراً ما دام قد ركع قبل رفع الإمام من الركوع .
المصاب بالسلس ملزم أن يجعل حافظاً على ذكره يمنع من تسرب البول على بدنه وعلى أرض المسجد ويصلي حسب حاله فإذا لم يتمكن من ذلك فإنه لا يجوز له الحضور إلى المسجد ويصلي في بيته ويعذر بترك الصلاة مع الجماعة علماً أنه يكتب له إن شاء الله أجر المصلي مع الجماعة لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح (إذا مرض العبد أو سافر كتب الله له ما كان يعمل صحيحاً مقيماً) .

ويباح لك ترك الجماعة في المسجد حال مرضك وفي حال تهييج التكييف لمرضك.

ويلزمك أداؤها مع جماعة المسلمين في الأوقات التي لا تشغل فيها وسائل التبريد والله تعالى ينظر إلى قلوب العباد وأعمالهم ويعلم سرائرهم وما تُخفي صدورهم.

قول الإمام (يرحمكم الله) بعد قول (استووا) يتركها لعدم ورود الدليل على ذلك.
قراءة الإمام (الم) السجدة و(هل أتى على الإنسان)في صلاة الفجر سنة لفعل النبي صلى الله عليه وسلم ولكن لا يداوم على ذلك لئلا يظن أنه واجب.

إذا كان المصلي مريضاً يعجز عن السجود على الأرض فإنه يومئ بسجوده حسب استطاعته ولا يشرع له أن يتخذ شيئاً مرتفعاً كوسادة أو جزء متحرك من كرسي ونحو ذلك لحديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى مريضاً يصلي على وسادة فرمى بها وقال (صل على الأرض إن استطعت وإلا فأومئ إيماء واجعل سجودك أخفض من ركوعك)رواه البيهقي بسند قوي .
وبسؤال عن صحة الصلاة لمن يقطن فندق دار التوحيد بمكة المكرمة خلف إمام الحرم .
بعد دراسة اللجنة للاستفتاء أجابت بأنه ما دام أن المصلين في المصلى الواقع بجوار المسجد الحرام ويطل على ساحته ويرون المصلين المتابعين للإمام أمامهم متصلة صفوفهم ويسمعون صوت الإمام المنقول عبر الأجهزة المكبرة للصوت المسحوبة من المسجد فإنه تجوز الصلاة في المصلى المذكور مع الإئتمام بإمام الحرم المكي .
إذا انصرف العاملون من الصلاة بسبب وقوع حادث وبغى اثنان والأيسر منهما مسبوق بركعة والأيمن مدرك للصلاة من أولها مع الإمام فالأولى أن يكمل كل واحد منهما صلاته منفرداً .
إذا كان مصلى النساء يقع إلى جانب صفوف المصلين من جهة اليمين كما ذكر السائل فإن المشروع أن تكون صفوف النساء خلف الرجال لقول النبي صلى الله عليه وسلم (خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها وخير صفوف النساء آخرها)آخرجه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

ولا يجوز للمأموم رجلاً كان أو امرأة أن يتقدم على الإمام لقول النبي صلى الله عليه وسلم (إنما جعل الإمام ليؤتم به) أخرجه البخاري ومسلم .
ولأن من تقدم على إمامه لم يتمكن من الإئتمام به

ولا بأس بأن تكون صفوف النساء في مصلاهن بمحاذاة صفوف المصلين من الرجال من اليمين أو اليسار في المسجد على ألا يتقدمن عن محاذاة الإمام مفصولات عن الرجال .
يقول السائل إذا صلى الإمام وقرأ الفاتحة ولم يفرق بين الغين والقاف في (المغضوب عليهم) وجعلها المقضوب عليهم فهل صلاتنا السابقة خلفه صحيحة .
الجواب يجب أن يستبدل هذا الإمام بإمام سليم اللسان يستطيع النطق بالحروف على أصلها لأن قراءة الفاتحة ركن من أركان الصلاة في كل ركعة .

من أخل بحرف من حروفها واستبدله بغيره فإنه لم يقرأها قراءة صحيحة ويجب عليه تعلم الفاتحة ليقرأها على الوجه الصحيح ولا يجوز له أن يستمر على هذه الحالة وهو يستطيع تداركها .
وأما صلاتكم خلفه فيما مضى فلا تلزمكم إعادتها لأنكم لم تعلموا الحكم الشرعي في ذلك ولطول المدة والمشقة في قضاء الصلوات التي صليت خلفه.
س صلينا مع الإمام وبعد أن رفع من الركوع انصرف ثم تقدم الذي خلفه وشرع في قراءة الفاتحة فسبح المأمون ولكنه استمر ثم ركع مرة ثانية وتابعناه .
ج ما فعله الإمام يعتبر خطأ لأن الواجب عليه أن يبني على الركعة التي صليتموها مع الإمام الأول ويكمل ما بقى من الصلاة لكن ما فعلتموه عن جهل منكم ومنه تعذرون به وتصح صلاتكم إن شاء الله.
س يؤم بالناس رجل باكستاني حافظ للقرآن وبعد الصلاة سألوه أين الله فقال في كل مكان .
ج صلاتهم صحيحة فيما مضى ولا تلزمهم إعادتها وعليهم أن يلتمسوا إماماً لا مطعن في عقيدته وألا يمكنوا الشخص المسؤول عنه من إمامة مسجدهم .
يجوز للمأمومين الاقتداء بإمام يصلي في خيمة غير خيمتهم إذا كانوا يرونه أو يرون بعض المصلين المقتدين به ولو في بعض الصلاة بشرط أن لا يتقدموا على الإمام .
السنة أن يكون المصلون في دور واحد مع توالي الصفوف وتراصها حسب الإمكان ويجوز صلاة بعض المأمومين في القبو ولو كان الإمام في دور آخر وعلى من يصلي في القبو ألا يتقدم على الإمام ومتى انقطع صوت الإمام عمن يصلي في القبو فيصلي بهم أحدهم ويتم بهم ما بقى من صلاتهم أو يتمون فرادى.
س صلى بنا إمام وركع ولم نعلم بركوعه إلا بعد الرفع من الركوع حيث كنا في سجدة التلاوة .
ج من ترك ركنا من أركان الصلاة فإن الركعة التي ترك فيها الركن تبطل وتقوم التي بعدها مقامها لأن الركن لا يسقط عمداً ولا سهواً وبناء على ذلك فعليكم إعادة الصلاة لترككم ركنا من أركان الصلاة ولأنه طال زمن الفصل .
التورك سنة في التشهد الآخير من كل صلاة فيها تشهدان فيكون في المغرب والظهر والعصر والعشاء أما الفجر والجمعة وكل صلاة ثنائية ولو مقصورة أو نافلة فليس بها تورك فالتورك يكون في التشهد الذي يعقبه سلام من الصلاة الثلاثية والرباعية فإذا كان المأموم مسبوقاً ودخل مع الإمام في الركعة الثانية فإنه إذا جلس الإمام للتشهد الأخير سيبقى على هذا المسبوق ركعة فلا يتورك في هذه الحال لأن توركه وإن كان تشهداً أخيراً بالنسبة لإمامه لكنه ليس تشهداً أخيراً بالنسبة له ولكن إذا قضى الصلاة بعد سلام الإمام وجلس للتشهد الأخير فإنه يتورك.
والخشوع خشوعان واجب ومستحب ؛فالواجب هو الطمأنينة في جميع أعمال الصلاة حتى يؤديها كاملة وهي أن تسكن وتستقر أعضاؤه بقدر الإتيان بالذكر الواجب وهو المراد في قوله (قد أفلح المؤمنون*الذين هم في صلاتهم خاشعون)المؤمنون:1-2 .
وهو المراد في حديث المسيء في صلاته وهذه الطمأنينة ركن من أركان الصلاة التي لا تصح بدونها
والمستحب هو الطمأنينة التي يحضر فيها القلب ويتدبر القرآن والذكر ويحصل معها العناية بإكمال الصلاة وأداء ما يستحب فيها من أفعال وأقوال.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
1440/1/14 هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

2 + 3 =

/500
جديد الدروس الكتابية
الدرس 118 الجزء الثالث ‌‌هل الرسول أوصى بالخلافة لعلي رضي الله عنه ؟ - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 116 الجزء الثالث حكم التوسل بالموتى وزيارة القبور - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 115 الجزء الثالث ‌‌حكم ما يسمى بعلم تحضير الأرواح  . - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 114 الجزء الثالث ‌‌إيضاح الحق في دخول الجني في الإنسي والرد على من أنكر ذلك  . - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 113 الجزء الثالث : تابع الدروس المهمة لعامة الأمة - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
روابط ذات صلة
الدرس السابق
الدروس الكتابية المتشابهة الدرس التالي