الدرس 162 أحداث السنة الثامنة من الهجرة (34)

المقال
التصنيف : تاريخ النشر: الخميس 30 ربيع الأول 1438هـ | عدد الزيارات: 1637 القسم: الفوائد الكتابية

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد

وفد بني عامر وقصة عامر بن الطفيل وأربد بن قيس لعنهما الله

قال ابن إسحاق : قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفد بني عامر ، فيهم : عامر بن الطفيل وأربد بن قيس بن جزء بن خالد بن جعفر وجبار بن سلمى بن مالك بن جعفر وكان هؤلاء الثلاثة رؤساء القوم وشياطينهم ، وقدم عامر بن الطفيل عدو الله ، على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يريد الغدر به ، وقد قال له قومه : يا عامر إن الناس قد أسلموا فأسلم قال : والله لقد كنت آليت ألا أنتهي حتى تتبع العرب عقبي ، أفأنا أتبع عقب هذا الفتى من قريش ؟ ! ثم قال لأربد : إن قدمنا على الرجل ، فإني سأشغل عنك وجهه ، فإذا فعلت ذلك فاعله بالسيف فلما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عامر بن الطفيل يا محمد ، خالني قال : " لا والله حتى تؤمن بالله وحده " قال : يا محمد ، خالني قال : وجعل يكلمه ، وينتظر من أربد ما كان أمره به ، فجعل أربد لا يُحِيرُ شيئا ، فلما رأى عامر ما يصنع أربد قال : يا محمد ، خالني قال : " لا حتى تؤمن بالله وحده لا شريك له " فلما أبى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أما والله لأملأنها عليك خيلا ورجالا فلما ولى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اللهم اكفني عامر بن الطفيل " فلما خرجوا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عامر لأربد : أين ما كنت أمرتك به ، والله ما كان على ظهر الأرض رجل أخوف على نفسي منك ، وايم الله لا أخافك بعد اليوم أبدا قال: لا أبا لك لا تعجل علي، والله ما هممت بالذي أمرتني به إلا دَخلْت بيني وبين الرجل حتى ما أرى غيرك ، أفأضربك بالسيف؟ وخرجوا راجعين إلى بلادهم ، حتى إذا كانوا ببعض الطريق بعث الله ، عز وجل ، على عامر بن الطفيل الطاعون في عنقه ، فقتله الله في بيت امرأة من بني سلول ، فجعل يقول : يا بني عامر ، أغدة كغدة البكر في بيت امرأة من بني سلول ؟

روى الزبير بن بكار عن مولة أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم وهو ابن عشرين سنة ، وبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومسح يمينه ، وساق إبله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فصدقها بنت لبون ، ثم صحب أبا هريرة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعاش في الإسلام مائة سنة ، وكان يسمى ذا اللسانين ; من فصاحته

قال ابن إسحاق : ثم خرج أصحابه حين واروه ، حتى قدموا أرض بني عامر شاتين ، فلما قدموا أتاهم قومهم ، فقالوا : ما وراءك يا أربد ؟ قال : لا شيء ، والله لقد دعانا إلى عبادة شيء لوددت لو أنه عندي الآن ، فأرميه بالنبل حتى أقتله الآن فخرج بعد مقالته بيوم أو يومين معه جمل له يبيعه ، فأرسل الله تعالى عليه وعلى جمله صاعقة فأحرقتهما


روى ابن هشام عن ابن عباس قال: وأنزل الله عز وجل في عامر وأربد "اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَىٰ وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ ۖ وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ* عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ * سَوَاءٌ مِّنكُم مَّنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَن جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ* لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ۗ " الرعد :( 8 – 11)، يعني محمدا صلى الله عليه وسلم ، ثم ذكر أربد وقتله ، فقال الله تعالى (وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ ۚ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ* هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ) الرعد : (11 - 13)

وبالله التوفيق

وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

1438-03-30 هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

1 + 1 =

/500
روابط ذات صلة
المقال السابق
الفوائد الكتابية المتشابهة المقال التالي