الدرس 209 التخبيب على الرسول محمد صلى الله عليه وسلم

المقال
التصنيف : تاريخ النشر: السبت 18 شوال 1437هـ | عدد الزيارات: 1587 القسم: الفوائد الكتابية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " لقد أُخِفتُ في اللَّهِ وما يُخافُ أحدٌ . ولقد أوذيتُ في اللَّهِ وما يُؤذى أحدٌ . ولقد أتت عليَّ ثلاثونَ من بينِ يومٍ وليلةٍ وما لي ولبلالٍ طعامٌ يأْكلُهُ ذو كبدٍ إلاَّ شيءٌ يواريهِ إبطُ بلالٍ" صحيح الترمذي للألباني.


وقال محمد بن إسحاق وحدب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عمه أبو طالب ومنعه ، وقام دونه ، ومضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أمر الله مظهرا لدينه لا يرده عنه شيء ، فلمَّا رأتْ قريشٌ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يَعتبهم من شيء أنكروه عليه من فراقهم ، وعيب آلهتهم ، ورأوا أن عمه أبا طالب قد حدب عليه ، وقام دونه ، فلم يُسلمه لهم ، مشى رجال من أشراف قريش إلى أبي طالب : عُتبة وشيبة اِبنا ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي، وأبو سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس، وأبو البَختري ، واسمه العاص بن هشام بن الحارث بن أسد بن عبد العُزى بن قصي، والأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العُزى، وأبو جهل ، واسمه عمرو بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ،والوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يَقَظة بن مُرة بن كعب بن لؤي، ونبيه ومنبه اِبنا الحجاج بن عامر بن حذيفة بن سعيد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي ،والعاص بن وائل بن سعيد بن سهم قال ابن إسحاق أو من مشى منهم فقالوا يا أبا طالب إن ابن أخيك قد سبَّ آلهتنا ، وعاب ديننا ، وسفَّه أحلامنا ، وضلَّل آباءنا ، فإما أن تكفه عنَّا وإما أن تخلي بيننا وبينه ، فإنك على مثل ما نحن عليه من خلافه فنكفيكه فقال لهم أبو طالب قولا رفيقا ، وردهم ردا جميلا ، فانصرفوا عنه ومضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ما هو عليه ، يظهر دين الله ويدعو إليه ، ثم شرى الأمر بينه وبينهم ، حتى تباعد الرجال وتضاغنوا ، وأكثرت قريش ذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بينها ، فتآمروا عليه، وحضَّ بعضهم بعضا عليه ، ثم إنهم مشوا إلى أبي طالب مرة أخرى ، فقالوا يا أبا طالب إن لك سنا وشرفا ومنزلة فينا ، وإنا قد استنهيناك من ابن أخيك ، فلم تنهه عنا ، وإنا والله لا نصبر على هذا : من شتم آبائنا ، وتسفيه أحلامنا ، وعيب آلهتنا ، حتى تكفه عنا أو ننازله وإياك في ذلك ، حتى يهلك أحد الفريقين أو كما قالوا ثم انصرفوا عنه ، فعظم على أبي طالب فراق قومه وعداوتهم ، ولم يطب نفسا بإسلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا خذلانه

قال ابن إسحاق أيضاً: إن قريشا حين عرفوا أن أبا طالب قد أبى خذلان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإسلامه ، وإجماعه لفراقهم في ذلك وعداوته ، مشوا إليه بعُمارة بن الوليد بن المغيرة فقالوا له يا أبا طالب هذا عُمارة بن الوليد أنهد فتى في قريش ، وأجملْه فَخُذه ، فلك عقله ونصره ، واتخذه ولدا فهو لك ، وأسلم إلينا ابن أخيك هذا الذي قد خالف دينك ودين آبائك ، وفرق جماعة قومك ، وسفه أحلامها ، فنقتله ، فإنما هو رجل برجل قال والله لبئس ما تسومونني ! أتعطونني ابنكم أغذوه لكم ، وأعطيكم ابني تقتلونه ! هذا والله ما لا يكون أبدا قال فقال المطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف بن قصي والله يا أبا طالب لقد أنصفك قومك ، وجهدوا على التخلص مما تكره ، فما أراك تريد أن تقبل منهم شيئا فقال أبو طالب للمطعم والله ما أنصفوني ، ولكنك قد أجمعت خذلاني ، ومظاهرة القوم علي ، فاصنع ما بدا لك أو كما قال ، فحقب الأمر ، وحميت الحرب ، وتنابذ القوم ، ونادى بعضهم بعضا ، فقال أبو طالب عند ذلك شعرا، يُعرض بالمطعم بن عدي ويعم من خَذَله من بني عبد مناف ، ومن عاداه من قبائل قريش ، ويذكر ما سألوه وما تباعد من أمرهم

وبالله التوفيق

وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

18-10-1437 هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

9 + 7 =

/500
روابط ذات صلة
المقال السابق
الفوائد الكتابية المتشابهة المقال التالي