الدرس 241 العرب في التاريخ

المقال
التصنيف : تاريخ النشر: الخميس 25 ربيع الثاني 1437هـ | عدد الزيارات: 1690 القسم: الفوائد الكتابية

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

الصحيح المشهور أن العرب العاربة قبل إسماعيل ، والعرب العاربة منهم عاد وثمود وطُسُم وجديس وأميم وجرهم والعماليق ، وأمم آخرون لا يعلمهم إلا الله وكل هؤلاء كانوا قبل الخليل عليه الصلاة والسلام ، وفي زمانه أيضا وأما العرب المستعربة فهم عرب الحجاز من ذرية إسماعيل بن ابراهيم عليهما السلام ، وأما عرب اليمن ; وهم حمير فالمشهور أنهم من قحطان وذكروا أنهم كانوا أربعة إخوة ; قحطان وقاحط ومقحط وفالغ وقحطان بن هود من سلالة إسماعيل عليه الصلاة والسلام حكاه ابن إسحاق وغيره

وقد روى البخاري عن سَلَمة رضي الله عنه قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على قوم من أسلم يتناضلون بالسوق فقال : ارموا بني إسماعيل ، وأنا مع بني فلان - لأحد الفريقين - فأمسكوا بأيديهم فقال : ما لكم ؟ ! قالوا : وكيف نرمي وأنت مع بني فلان ؟ فقال : ارموا وأنا معكم كلكم انفرد به البخاري

وفي بعض ألفاظه ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان راميا ارموا وأنا مع ابن الأدرع فأمسك القوم فقال : ارموا وأنا معكم كلكم قال البخاري : وأسلم بن أفصى بن حارثة بن عمرو بن عامر من خزاعة يعني : وخزاعة فرقة ممن كان تمزق من قبائل سبأ حين أرسل الله عليهم سيل العرم، وكانت الأوس والخزرج منهم وقد قال لهم عليه الصلاة والسلام ارموا بني إسماعيل فدل على أنهم من سلالته ، والجمهور على أن العرب القحطانية من عرب اليمن وغيرهم ليسوا من سلالة إسماعيل ، وعندهم أن جميع العرب ينقسمون إلى قسمين : قحطانية وعدنانية فالقحطانية شِعبان : سبأ وحضرموت والعدنانية شِعبان أيضا : ربيعة ومضر ابنا نزار بن معد بن عدنان ، والشِعب الخامس وهم قضاعة وإنهم لم يزالوا في جاهليتهم ، وصدر من الإسلام ينتسبون إلى عدنان فلما كان في زمن خالد بن يزيد بن معاوية كانوا أخواله انتسبوا إلى قحطان فقال في ذلك أعشى بن ثعلبة في قصيدة له

أبلغ قضاعة في القرطاس أنهم***لولا خلائف آل الله ما عتقوا

قالت قضاعة إنا من ذوي يمن***والله يعلم ما بروا وما صدقوا
وقد ذكر أبو عمرو السهيلي أيضا من شعر العرب ، ما فيه ابداع في تفسير قضاعة في انتسابهم إلى اليمن وأنهم من قحطان وهو قول ابن إسحاق والكلبي ، وطائفة من أهل النسب قال ابن إسحاق : وهو قضاعة بن مالك بن حمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان وقد قال بعض شعرائهم وهو عمرو بن مرة - صحابي له حديثان -

يا أيها الداعي ادعنا وأبشر***وكن قضاعيا ولا تنزر
نحن بنو الشيخ الهجان الأزهر***قضاعة بن مالك بن حمير

النسب المعروف غير المنكر***في الحجر المنقوش تحت المنبر

قال بعض أهل النسب هو قضاعة بن مالك بن عمرو بن مرة بن زيد بن حمير ، قال أبو عمر ابن عبد البَر : ولا يختلفون أن جهينة بن زيد بن سود بن أسلم بن عمران بن الحاف بن قضاعة ، قبيلة عقبة بن عامر الجهني ; فعلى هذا قضاعة في اليمن في حمير بن سبأ

وقال محمد بن سلام البصري النسابة : العرب ثلاثة جراثيم (والجراثيم هي أصل الشيء ومصدره ومجتمعه)، العدنانية والقحطانية وقضاعة قيل له : فأيهما أكثر العدنانية أو القحطانية ؟ فقال : ما شاءت قضاعة إن تيامنت فالقحطانية أكثر ، وإن تمعددت فالعدنانية أكثر وهذا يدل على أنهم يتلومون في نسبهم ، وقد قال الله تعالى:" يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ" (الحجرات 13) قال علماء النسب : يقال شعوب ، ثم قبائل ، ثم عمائر ، ثم بطون ، ثم أفخاذ ، ثم فصائل ، ثم عشائر والعشيرة أقرب الناس إلى الرجل ، وليس بعدها شيء

وقد روى البخاري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّى يَخْرُجَ رَجُلٌ مِن قَحْطَانَ، يَسُوقُ النَّاسَ بعَصَاهُ." وكذا رواه مسلم عن قتيبة، قال السهيلي : وقحطان أول من قيل له : أبيت اللعن ، وأول من قيل له : أنعم صباحا

1437/4/52 هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

9 + 4 =

/500
روابط ذات صلة
المقال السابق
الفوائد الكتابية المتشابهة المقال التالي