الدرس 244 خلق الملائكة عليهم السلام

المقال
التصنيف : تاريخ النشر: الأربعاء 19 ذو القعدة 1436هـ | عدد الزيارات: 2359 القسم: الفوائد الكتابية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قال الله تعالى : "شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم" (آل عمران: 18) وقال :" لكن الله يشهد بما أنزل إليك أنزله بعلمه والملائكة يشهدون " (النساء : 166) وقال تعالى :" وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون ومن يقل منهم إني إله من دونه فذلك نجزيه جهنم كذلك نجزي الظالمين " (الأنبياء 26-29) وقال تعالى :" تكاد السماوات يتفطرن من فوقهن والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الأرض ألا إن الله هو الغفور الرحيم " (الشورى:5) وقال تعالى :" الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم إنك أنت العزيز الحكيم " (غافر:7، 8)

وقال تعالى : " فإن استكبروا فالذين عند ربك يسبحون له بالليل والنهار وهم لا يسأمون" (فصلت: 38) وقال:" ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون يسبحون الليل والنهار لا يفترون " (الأنبياء:19- 20) وقال تعالى :" وما منا إلا له مقام معلوم وإنا لنحن الصافون وإنا لنحن المسبحون " (الصافات 164-166) وقال تعالى:" وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا وما بين ذلك وما كان ربك نسيا " (مريم 64) وقال تعالى :" وإن عليكم لحافظين كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون" ( الانفطار 10 - 12) وقال تعالى :" وما يعلم جنود ربك إلا هو" (المدثر : 31) وقال تعالى :" والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار " (الرعد : 23 - 24) وقال تعالى :" الحمد لله فاطر السماوات والأرض جاعل الملائكة رسلا أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق ما يشاء إن الله على كل شيء قدير" (فاطر : 1) وقال تعالى :" ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا الملك يومئذ الحق للرحمن وكان يوما على الكافرين عسيرا" (الفرقان : 25 - 26)

وقال تعالى:" وقال الذين لا يرجون لقاءنا لولا أنزل علينا الملائكة أو نرى ربنا لقد استكبروا في أنفسهم وعتوا عتوا كبيرا يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ للمجرمين ويقولون حجرا محجورا " (الفرقان : 21 22) وقال تعالى :" من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين (البقرة : 98 ) وقال تعالى :" يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون " (التحريم : 6) والآيات في ذكر الملائكة كثيرة جدا يصفهم تعالى بالقوة في العبادة وفي الخلق ، وحسن المنظر ، وعظمة الأشكال ، وقوة الشكل في الصور المتعددة كما قال تعالى :" ولما جاءت رسلنا لوطا سيء بهم وضاق بهم ذرعا وقال هذا يوم عصيب وجاءه قومه يهرعون إليه ومن قبل كانوا يعملون السيئات" (هود : 77 - 78) الآيات والملائكة تبدو لهم في صورة شباب حسان امتحانا واختبارا حتى قامت على قوم لوط الحجة ، وأخذهم الله أخذ عزيز مقتدر وكذلك كان جبريل يأتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم في صفات متعددة؛ فتارة يأتي في صورة دحية بن خليفة الكلبي ، وتارة في صورة أعرابي ، وتارة في صورته التي خلق عليها له ستمائة جناح ما بين كل جناحين كما بين المشرق والمغرب ، كما رآه على هذه الصفة مرتين؛ مرة منهبطا من السماء إلى الأرض ، ومرة عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى ، وهو قوله تعالى :" علمه شديد القوى ذو مرة فاستوى وهو بالأفق الأعلى ثم دنا فتدلى " (النجم : 5 - 8) أي جبريل كما ذكر عن غير واحد من الصحابة منهم ؛ ابن مسعود ، وأبو هريرة ، وأبو ذر، وعائشة فكان قاب قوسين أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى أي إلى عبد الله محمد صلى الله عليه وسلم ، ثم قال : " ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى " (النجم : 13 - 14) وكل ذلك المراد به جبريل.

وسدرة المنتهى في السماء السابعة، إذ يغشى السدرة ما يغشى قيل: غشيها نور الرب جل جلاله، وورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح البخاري عن صفة البيت المعمور أنه يدخله في كل يوم سبعون ألف ملك ، لا يعودون إليه آخر ما عليهم. وذكر عليه السلام أنه وجد إبراهيم الخليل عليه السلام مستندا ظهره إلى البيت المعمور ووجه المناسبة في هذا ; أن البيت المعمور في السماء السابعة بمنزلة الكعبة في الأرض وقد روى سفيان الثوري أن ابن الكواء سأل علي بن أبي طالب ، عن البيت المعمور فقال : هو مسجد في السماء يقال له الضراح ، وهو بحيال الكعبة من فوقها ، حرمته في السماء كحرمة البيت في الأرض ، يصلي فيه كل يوم سبعون ألفا من الملائكة لا يعودون إليه أبدا وهكذا روى علي بن ربيعة ، وأبو الطفيل ، عن علي مثله وروى الطبراني عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" البيت المعمور في السماء يقال له الضراح ، وهو على مثل البيت الحرام بحياله ، لو سقط لسقط عليه ، يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ، ثم لا يرونه قط ، وإن له في السماء حرمة على قدر حرمة مكة " يعني في الأرض وهكذا قال العوفي ، عن ابن عباس ، ومجاهد ، وعكرمة ، والربيع بن أنس ، والسدي ، وغير واحد وقال قتادة : ذكر لنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : يوما لأصحابه: هل تدرون ما البيت المعمور ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم قال : فإنه مسجد في السماء بحيال الكعبة ، لو خر لخر عليها ، يصلي فيه كل يوم سبعون ألف ملك ، إذا خرجوا منه لم يعودوا آخر ما عليهم

وقد ورد في صفة جبريل عليه السلام أمر عظيم : قال الله تعالى : " علمه شديد القوى " (النجم : 5) ، قالوا: كان من شدة قوته أنه رفع مدائن قوم لوط ، وكن سبعا بمن فيها من الأمم ، وكانوا قريبا من أربعمائة ألف ، وما معهم من الدواب والحيوانات رفع ذلك كله على طرف جناحه حتى بلغ بهن عنان السماء ، حتى سمعت الملائكة نباح كلابهم وصياح ديكتهم ، ثم قلبها فجعل عاليها سافلها فهذا هو شديد القوى وقوله :" ذو مرة " أي خلق حسن وبهاء وسناء ، كما قال في الآية الأخرى : " إنه لقول رسول كريم " التكوير : 19 أي : جبريل رسول من الله كريم حسن المنظر " ذي قوة " أي : له قوة وبأس شديد عند ذي العرش مكين أي : له مكانة ومنزلة عالية رفيعة عند الله ذي العرش المجيد " مطاع ثم أمين" أي : مطاع في الملأ الأعلى ذي أمانة عظيمة ، ولهذا كان هو السفير بين الله وبين أنبيائه عليهم السلام الذي ينزل عليهم بالوحي فيه الأخبار الصادقة ، والشرائع العادلة وقد كان يأتي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وينزل عليه في صفات متعددة كما قدمنا وقد رآه على صفته التي خلقه الله عليها مرتين ، له ستمائة جناح كما روى البخاري عن الشيباني قال : سألت زرا ، عن قوله :" فكان قاب قوسين أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى " (النجم : 9 10) قال : حدثنا عبد الله يعني ابن مسعود : أن محمدا صلى الله عليه وسلم رأى جبريل له ستمائة جناح

وفي الصحيحين من حديث عامر الشعبي ، عن مسروق قال :" قُلتُ لِعَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: يا أُمَّتَاهْ، هلْ رَأَى مُحَمَّدٌ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم رَبَّهُ؟ فَقالَتْ: لقَدْ قَفَّ شَعَرِي ممَّا قُلْتَ، أيْنَ أنْتَ مِن ثَلَاثٍ مَن حَدَّثَكَهُنَّ فقَدْ كَذَبَ: مَن حَدَّثَكَ أنَّ مُحَمَّدًا صلَّى اللهُ عليه وسلَّم رَأَى رَبَّهُ فقَدْ كَذَبَ، ثُمَّ قَرَأَتْ: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الأنعام: 103]، {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ} [الشورى: 51]. ومَن حَدَّثَكَ أنَّه يَعْلَمُ ما في غَدٍ فقَدْ كَذَبَ، ثُمَّ قَرَأَتْ: {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا} [لقمان: 34]. ومَن حَدَّثَكَ أنَّه كَتَمَ فقَدْ كَذَبَ، ثُمَّ قَرَأَتْ: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ} [المائدة: 67] الآيَةَ، ولَكِنَّهُ رَأَى جِبْرِيلَ عليه السَّلَامُ في صُورَتِهِ مَرَّتَيْنِ. " صحيح البخاري.

ومن صفة إسرافيل عليه السلام ; وهو أحد حملة العرش ، وهو الذي ينفخ في الصور بأمر ربه نفخات ثلاثة ; أولاهن : نفخة الفزع ، والثانية : نفخة الصعق ، والثالثة : نفخة البعث والصور : قرن ينفخ فيه ، كل دارة منه كما بين السماء والأرض ، وفيه موضع أرواح العباد حين يأمره الله بالنفخ للبعث ، فإذا نفخ تخرج الأرواح تتوهج ، فيقول الرب جل جلاله : وعزتي وجلالي لترجعن كل روح إلى البدن الذي كانت تعمره في الدنيا فتدخل على الأجساد في قبورها ; فتدب فيها كما يدب السم في اللديغ فتحيا الأجساد ، وتنشق عنهم الأجداث ، فيخرجون منها سراعا إلى مقام المحشر
ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كيف أنعم ، وصاحب القرن قد التقم القرن ، وحنى جبهته ، وانتظر أن يؤذن له ؟ قالوا : كيف نقول يا رسول الله ؟ قال : قولوا : حسبنا الله ونعم الوكيل على الله توكلنا رواه أحمد ، والترمذي من حديث عطية العوفي ، عن أبي سعيد الخدري

وروى الإمام أحمد عن أبي سعيد قال : ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم صاحب الصور فقال : عن يمينه جبريل ، وعن يساره ميكائيل عليهم السلام

وفي صحيح مسلم ، عن عائشة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قام من الليل يصلي يقول اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل ، فاطر السماوات والأرض ، عالم الغيب والشهادة ، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون ، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك ، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم وقال تعالى : من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال البقرة : 98 عطفهما على الملائكة لشرفهما فجبريل ملك عظيم قد تقدم ذكره ، وأما ميكائيل فموكل بالقطر والنبات ، وهو ذو مكانة من ربه عز وجل ، ومن أشراف الملائكة المقربين

وروى الإمام أحمد عن عمارة بن غزية الأنصاري : أنه سمع حميد بن عبيد مولى بني المعلى يقول : سمعت ثابتا البناني يحدث عن أنس بن مالك ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لجبريل : ما لي لم أر ميكائيل ضاحكا قط فقال : ما ضحك ميكائيل منذ خلقت النار فهؤلاء الملائكة المصرح بذكرهم في القرآن ، وفي الصحاح هم المذكورون في الدعاء النبوي : اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل فجبريل ينزل بالهدى على الرسل لتبليغ الأمم ، وميكائيل موكل بالقطر والنبات اللذين يخلق منهما الأرزاق في هذه الدار ، وله أعوان يفعلون ما يأمرهم به بأمر ربه يصرفون الرياح والسحاب كما يشاء الرب جل جلاله وقد روى ابن كثير أنه ما من قطرة تنزل من السماء إلا ومعها ملك يقدرها في موضعها من الأرض ، وإسرافيل موكل بالنفخ في الصور للقيام من القبور ، والحضور يوم البعث والنشور ليفوز الشكور ، ويجازى الكفور فذاك ذنبه مغفور وسعيه مشكور ، وهذا قد صار عمله كالهباء المنثور وهو يدعو بالويل والثبور

فجبريل عليه السلام موكل بإنزال الهدى ، وميكائيل موكل بالرزق ، وإسرافيل موكل بالنفخ في الصور وأما ملك الموت فليس بمصرح باسمه في القرآن ، ولا في الأحاديث الصحاح

وقد قال الله تعالى : قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم إلى ربكم ترجعون السجدة : 11 وله أعوان يستخرجون روح العبد من جثته ثم يصعدون بها ، فإن كانت صالحة فتحت لها أبواب السماء ، وإلا غلقت دونها ، وألقي بها إلى الأرض قال الله تعالى : وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم حفظة حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين الأنعام : 61 - 62

وعن ابن عباس ، ومجاهد ، وغير واحد أنهم قالوا : إن الأرض بين يدي ملك الموت مثل الطست يتناول منها حيث يشاء وقد ورد أن ملائكة الموت يأتون الإنسان على حسب عمله إن كان مؤمنا أتاه ملائكة بيض الوجوه بيض الثياب طيبة الأرواح ، وإن كان كافرا فبالضد من ذلك عياذا بالله العظيم من ذلك

وروى أبو هريرة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث بطوله ، وفيه : ويأمر الله إسرافيل بنفخة الصعق ، فينفخ نفخة الصعق ; فيصعق أهل السماوات ، وأهل الأرض إلا من شاء الله ، فإذا هم قد خمدوا ، جاء ملك الموت إلى الجبار عز وجل ، فيقول : يا رب قد مات أهل السماوات والأرض إلا من شئت فيقول الله وهو أعلم بمن بقي : فمن بقي ؟ فيقول : يا رب بقيت أنت الحي الذي لا يموت ، وبقيت حملة عرشك ، وبقي جبريل وميكائيل فيقول : ليمت جبريل وميكائيل فينطق الله العرش فيقول : يا رب يموت جبريل وميكائيل فيقول : اسكت فإني كتبت الموت على كل من كان تحت عرشي فيموتان ، ثم يأتي ملك الموت إلى الجبار عز وجل ، فيقول : يا رب قد مات جبريل وميكائيل فيقول الله وهو أعلم : بمن بقي فمن بقي ؟ فيقول : بقيت أنت الحي الذي لا يموت ، وبقيت حملة عرشك ، وبقيت أنا فيقول الله : لتمت حملة عرشي فيموتون ، ويأمر الله العرش فيقبض الصور من إسرافيل ، ثم يأتي ملك الموت فيقول : يا رب قد مات حملة عرشك فيقول الله وهو أعلم بمن بقي فمن بقي ؟ فيقول : بقيت أنت الحي الذي لا يموت ، وبقيت أنا فيقول الله : أنت خلق من خلقي خلقتك لما رأيت فمت فيموت ، فإذا لم يبق إلا الله الواحد القهار الأحد الصمد الذي لم يلد ، ولم يولد ، ولم يكن له كفوا أحد كان آخرا كما كان أولا

وذكر تمام الحديث بطوله رواه الطبراني ، وابن جرير ، والبيهقي ورواه الحافظ أبو موسى المديني في كتاب الطوالات
ومن الملائكة المنصوص على أسمائهم في القرآن : هاروت ، وماروت، وهما ملكان كريمان

ومن الملائكة المسمين في الحديث : منكر ونكير عليهما السلام ، وقد استفاض في الأحاديث ذكرهما في سؤال القبر موكلان بسؤال الميت في قبره ، عن ربه ، ودينه ، ونبيه ، ويمتحنان البر والفاجر، أجارنا الله من عذاب القبر، وثبتنا بالقول الثابت آمين

وروى البخاري عن عروة : أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم حدثته : أنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم : هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد ؟ قال : لقد لقيت من قومك ، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة ، إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال ، فلم يجبني إلى ما أردت ، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي ، فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب ، فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني ، فنظرت فإذا فيها جبريل فناداني فقال : إن الله قد سمع قول قومك لك ، وما ردوا به عليك ، وقد بعث لك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم فناداني ملك الجبال فسلم علي ، ثم قال : يا محمد فقال : ذلك فما شئت : إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين فقال النبي صلى الله عليه وسلم : بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا ورواه مسلم من حديث ابن وهب به

وبالله التوفيق

وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

18-11-1436 هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

3 + 1 =

/500