الدرس 179 أحداث السنة الثامنة من الهجرة 49

المقال
التصنيف : تاريخ النشر: الأحد 12 ربيع الأول 1438هـ | عدد الزيارات: 1526 القسم: الفوائد الكتابية

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد

مجيء أخت رسول الله صلى الله عليه وسلم من الرضاعة إليه وهو بالجعرانة ، واسمها الشيماء

روى ابن إسحاق عن بعض بني سعد بن بكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم هوازن : " إن قدرتم على بجاد - رجل من بني سعد بن بكر - فلا يفلتنكم " وكان قد أحدث حدثا ، فلما ظفر به المسلمون ساقوه وأهله ، وساقوا معه الشيماء بنت الحارث بن عبد العزى ، أخت رسول الله صلى الله عليه وسلم من الرضاعة ، قال : فعنفوا عليها في السوق ، فقالت للمسلمين : تعلموا والله إني لأخت صاحبكم من الرضاعة فلم يصدقوها حتى أتوا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم


روى أبو داود عن عمر بن السائب: بلغه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان جالسا يوما ، فجاءه أبوه من الرضاعة ، فوضع له بعض ثوبه ، فقعد عليه ، ثم أقبلت أمه ، فوضع لها شق ثوبه من جانبه الآخر ، فجلست عليه ، ثم جاء أخوه من الرضاعة ، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فأجلسه بين يديه وقد تقدم أن هوازن بكمالها متوالية برضاعته من بني سعد بن بكر ، وهم شرذمة من هوازن ، فقال خطيبهم زهير بن صرد : يا رسول الله ، إن ما في الحظائر أمهاتك وخالاتك وحواضنك فامنن علينا من الله عليك ، وقال فيما قال

امنن على نسوة قد كنت ترضعها ** إذ فوك يملؤه من محضها درر

امنن على نسوة قد كنت ترضعها ** وإذ يزينك ما تأتي وما تذر

فكان هذا سبب إعتاقهم عن بكرة أبيهم ، فعادت فواضله صلى الله عليه وسلم عليهم قديما وحديثا ، خصوصا وعموما

وروى الواقدي عن محمد بن شرحبيل قال : كان النضير بن الحارث بن كلدة من أحلم الناس ، فكان يقول : الحمد لله الذي من علينا بالإسلام ، ومن علينا بمحمد صلى الله عليه وسلم ، ولم نمت على ما مات عليه الآباء وقتل عليه الإخوة وبنو العم ثم ذكر عداوته للنبي صلى الله عليه وسلم ، وأنه خرج مع قومه من قريش إلى حنين وهم على دينهم بعد قال : ونحن نريد إن كانت دائرة على محمد أن نعين عليه ، فلم يمكنا ذلك ، فلما صار بالجعرانة ، فوالله إني لعلى ما أنا عليه إن شعرت إلا برسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : " أنضير " قلت : لبيك قال : " هذا خير مما أردت يوم حنين مما حال الله بينك وبينه " قال : فأقبلت إليه سريعا ، فقال : " قد آن لك أن تبصر ما كنت فيه توضع " قلت : قد أرى أنه لو كان مع الله غيره لقد أغنى شيئا ، وإني أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اللهم زده ثباتا " قال النضير : فوالذي بعثه بالحق لكأن قلبي حجر ثباتا في الدين وتبصرة بالحق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الحمد لله الذي هداه

وبالله التوفيق

وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

1438-03-12 هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

3 + 4 =

/500
روابط ذات صلة
المقال السابق
الفوائد الكتابية المتشابهة المقال التالي