الدرس التاسع: الإيمان بالقدر

الدرس
التصنيف : تاريخ النشر: الإثنين 30 رجب 1436هـ | عدد الزيارات: 2184 القسم: شرح كتاب الأربعين النووية -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَال: بَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوْسٌ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيْدُ بَيَاضِ الثِّيَاب شَدِيْدُ سَوَادِ الشَّعْرِ لاَ يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ وَلاَ يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ حَتَّى جَلَسَ إِلَى النبي صلى الله عليه وسلم فَأَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ وَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ أَخْبِرْنِي عَنِ الإِسْلاَم، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (الإِسْلاَمُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدَاً رَسُولُ الله،وَتُقِيْمَ الصَّلاَة، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ،وَتَصُوْمَ رَمَضَانَ، وَتَحُجَّ البيْتَ إِنِ اِسْتَطَعتَ إِليْهِ سَبِيْلاً قَالَ: صَدَقْتَ. فَعَجِبْنَا لَهُ يَسْأَلُهُ وَيُصَدِّقُهُ، قَالَ: فَأَخْبِرْنِيْ عَنِ الإِيْمَانِ، قَالَ: أَنْ تُؤْمِنَ بِالله،وَمَلائِكَتِه،وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ،وَالْيَوْمِ الآَخِر،وَتُؤْمِنَ بِالقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ قَالَ: صَدَقْتَ، قَالَ: فَأَخْبِرْنِيْ عَنِ الإِحْسَانِ، قَالَ: أَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ السَّاعَةِ، قَالَ: مَا الْمَسئُوُلُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ قَالَ: فَأَخْبِرْنِيْ عَنْ أَمَارَاتِها، قَالَ: أَنْ تَلِدَ الأَمَةُ رَبَّتَهَا،وَأَنْ تَرى الْحُفَاةَ العُرَاةَ العَالَةَ رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُوْنَ فِي البُنْيَانِ ثُمَّ انْطَلَقَ فَلَبِثَ مَلِيَّاً ثُمَّ قَالَ: يَا عُمَرُ أتَدْرِي مَنِ السَّائِلُ؟ قُلْتُ: اللهُ وَرَسُوله أَعْلَمُ، قَالَ: فَإِنَّهُ جِبْرِيْلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِيْنَكُمْ) رواه مسلم

الإيمان بالقدر

هو التصديق بأن كل ما يجري في هذا الكون هو بتقدير الله تعالى وإرادته لحكمة يعلمها الله تعالى لقول الله تعالى "إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ" (القمر 49)، ودل عليه قوله تعالى "وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ "(الصافات 96) فهو التصديق بعلم الغيب المشار إليه بقوله "ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير" وفي رواية ابن عباس قال صلى الله عليه وسلم "واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف" ورواه الترمذي عن ابن عباس قال كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي "يا غلام إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك.. "الحديث وقال الترمذي هذا حديث حسن صحيح

والإيمان بالقدر يتضمن أربعة أمور

الأول : أن تؤمن بعلم الله المحيط بكل شيء، وقد ذكر الله عزّ وجل العلم في آيات كثيرة جملة وتفصيلاً قال الله عزّ وجل في الجملة "وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ" (البقرة 282)وقال تعال "اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا "(الطلاق 12) أي أخبرناكم بهذا "لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاَطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً" هذا مجمل، أما التفصيل فقال الله تعالى "وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا" (الأنعام 59)، كلمة ما اسم موصول، وكل اسم موصول فهو مفيد للعموم، فكل شيء في البرّ الله سبحانه وتعالى يعلمه، وكذلك كل شيء في البحر فالله سبحانه وتعالى يعلمه، وقوله تعالى "وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ" أي ورقة في أي شجرة إلا يعلمها يعلم متى سقطت، وأين سقطت، وكيف سقطت "وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ" الأنعام 59 أي حبة، سواء كانت كبيرة، أو صغيرة في ظلمات الأرض إلا يعلمها الله عزّ وجل ، فإذا قدرنا أن حبة بر غاصت في قاع البحر، ففوقها طين، وفوق الطين ماء، وكان ذلك ليلاً أي في ظلمة الليل، وكانت السماء ممطرة، والغيوم متلبدة وكان الجو مغبرّاً فإن الله يعلمها

وإذا حقق العبد الإيمان بعلم الله، وأنه جلّ وعلا محيطٌ بكل شيء أوجب له ذلك الخوف من الله، وخشيته، والرغبة فيما عنده جل وعلا ، لأن كل حركة تقوم بها فالله يعلمها

ثانياً: الإيمان بأن الله تعالى كتب في اللوح المحفوظ، مقادير كل شيء إلى يوم القيامة، قال الله عزّ وجل "وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ" (يس 12) أي في كتاب، وقال عزّ وجل "وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ" الأنبياء 105 وهو اللوح المحفوظ "أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ" (الأنبياء 105)وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم "أن الله لما خلق القلم قال له: اِكْتُبْ، قَالَ رَبِّ: وَمَا أَكْتُبُ قَالَ: اكتُبْ مَا هُوَ كَائِنٌ، فَجَرَى فِيْ تِلْكَ السَّاعةِ بِمَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ" أخرجه أحمد وأبو داود فأمر الله القلم أن يكتب؛ ولكن كيف يوجه الخطاب إلى الجماد

الجواب عن ذلك: نعم، من الله يصح لأنه هو الذي ينطق الجماد ثم إن الجماد، بالنسبة إلى الله عاقل يصحّ أن يوجه إليه الخطاب، قال تعالى "ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ" فصلت11 فوجّه الخطاب إليهما، وذكر جوابهما والجواب لجمع العقلاء (طائعين) دون طائعات. والحاصل أن الله أمر القلم أن يكتب، وقد امتثل القلم، لكنه أشكل عليه ماذا يكتب، فقال: ربي وماذا أكتب، قال: اكتب ماهو كائن إلى يوم القيامة ولا شك أن الله أعلمه بما هو كائن إلى يوم القيامة فكتب في تلك اللحظة بما هو كائن إلى يوم القيامة سبحان الله من يحصي الحوادث والوقائع إلا الله عزّ وجل ، وهذا اللوح المحفوظ مشتمل عليها

وقد أورد الطبراني في كتابه المعجم الكبير حديثاً عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال "إن الله خلق لوحاً محفوظا من درة بيضاء صفحاتها من ياقوتة حمراء، قلمه نور، وكتابه نور، لله فيه في كل يوم ستون وثلثمائة لحظة، يخلق، ويرزق، ويميت، ويحيي، ويعز، ويذل، ويفعل ما يشاء"‏ وقد ظهر في الآونة الأخيرة ما يسمّى ذاكرة التخزين تتسع الذاكرة الصغيرة إلى كتب كثيرة، وهو من صنع الآدمي، وأقول هذا تقريباً لا تشبيهاً،لأن اللوح المحفوظ أعظم من أن نحيط به

ثالثاً: أن تؤمن بأن كل ما حدث في الكون فهو بمشيئة الله تعالى،فلا يخرج شيء عن مشيئته أبداً . ولهذا أجمع المسلمون على هذه الكلمة "ماشاء الله كان وما لم يشأ لم يكن" فأي شيء يحدث فهو بمشيئة الله وهذا عام، لما يفعله عزّ وجل بنفسه وما يفعله العباد،فكله بمشيئة الله، ودليل ذلك قول الله عزّ وجل "وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ" البقرة 253 وقال عزّ وجل "وَلَوْ شَاءَ ربك مَا فَعَلُوهُ" (الأنعام 112)وقال عزّ وجل "لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ * وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ "(التكوير 28-29)" فكل ما حدث فهو بمشيئة الله، وإذا آمن الإنسان بهذا سلم من عمل الشيطان، فإذا فعل فعلاً وحصل خلاف المقصود، لم يقل ليتني لم أفعل، لأن الذي فعله قد شاءه الله عزّ وجل ولابد أن يكون، لكن إن كان ذنباً تاب واستغفر

رابعاً: الخلق، ومعناه: الإيمان بأن الله سبحانه وتعالى خلق كل شيء، فنؤمن بعموم خلق الله تعالى لكل شيء، قال تعالى "وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً" (الفرقان 2)فكل شيء مخلوق لله السموات، والأرضون، والبحار والأنهار والكواكب والشمس والقمر والإنسان الكل مخلوق لله عزّ وجل وحركات الإنسان مخلوقة لله،لأن الله تعالى خلق الإنسان وأفعاله، وإذا كان هو مخلوقاً فصفاته وأفعاله ولا شك، فأفعال العباد مخلوقة لرب العباد عزّ وجل ، وإن كانت باختيار العباد وإرادتهم لكنها مخلوقة لله، وذلك لأن أفعال العباد ناشئة عن إرادة جازمة وقدرة تامة، وخالق الإرادة والقدرة هو الله سبحانه

وخلاصة ما ذكرناه أن مراتب القدر أربعة: العلم ، والكتابة ، والمشيئة ، والخلق، وسوف أفصل فيما يحتاج إلى تفصيل لم أذكره آنفاً

أولاً: العلم قال تعالى "وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ ..." (الأنعام 59) أن علم الله قبل وقوعه وبعد وقوعه علم كامل علم أنه سيكون وعلم بوقوعه

الثانية : الكتابة وهي أنواع

الأول: الكتابة العامة في اللوح المحفوظ

الثاني: الكتابة العُمريّة، وهي أن الجنين في بطن أمه إذا تم له أربعة أشهر بعث الله إليه الملك الموكل بالأرحام، وأمرَ أن يكتب أجله ورزقه وعمله وشقي أو سعيد

الثالث: الكتابة الحولية، وهي التي تكون ليلة القدر، قال تعالى "فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ"(الدخان 4) يعني يبيّن ويفصل

وما كتب في الصحف التي في أيدي الملائكة فهو فيه تغيير قال تعالى "يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ"(الرعد 39) وأما الكتاب هو اللوح المحفوظ الذي لا تغير فيه

وهناك دعاء باطل "اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه" بل الدعاء يرد القضاء كما قال صلى الله عليه وسلم "لا يرد القدر إلا الدعاء" أخرجه أحمد وابن ماجه

المرتبة الثالثة: المشيئة : أفعال العباد بمشيئة الله وهم لا يجبرون على الفعل ولا على الترك بل هم مخيرون وما يفعلونه مكتوب عليهم من قبل غير أنهم لا يعلموا بذلك وإذا أجبر على الفعل فلا يأثم قال تعالى: " وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ "(لقمان 34)

المرتبة الرابعة: الخلق: فكل ما في الكون فهو مخلوق لله عزّ وجل

من فوائد الحديث في القدر

أن القدر ليس فيه شر، وإنما الشر في المقدور، فالقدر بالنسبة لفعل الله كله خير لقوله صلى الله عليه وسلم "وَالشّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ" أخرجه مسلم، أي لا ينسب إليك، فنفس قضاء الله تعالى ليس فيه شرٌّ أبداً، لأنه صادر عن رحمة وحكمة، لأن الشر المحض لا يقع إلا من الشرير ،والله خير وأبقى

فنقول المفعولات والمخلوقات هي التي فيها الخير والشر، أما أصل فعل الله وهو القدر فلا شرّ فيه، مثال ذلك: قول الله تعالى "ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ"(الروم 41) هذا بيان سبب فساد الأرض، وأما الحكمة "لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ"(الروم 41) والله قدر الشر ليعرف به الخير وليلجأ الناس إلى الله ويتوبوا إليه وأختم بالقول الإيمان بالقدر أن تؤمن بأن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطئك لم يكن ليصيبك

جعلنا الله من المؤمنين العاملين المخلصين

وصلى اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجميعن

وبالله التوفيق

1436/7/26 هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

6 + 8 =

/500
جديد الدروس الكتابية
الدرس 128 الجزء الثالث ‌‌ تحريم الأغاني  - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 127 الجزء الثالث ‌‌مضاعفة الحسنات ومضاعفة السيئات  - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 126 ‌‌بيان حرمة مكة ومكانة البيت العتيق - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 125 ‌‌حكم إعفاء اللحية - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 124 الجزء الثالث ‌‌أهمية الغطاء على وجه المرأة - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 123 الجزء الثالث ‌‌حكم قيادة المرأة للسيارة - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر