الدرس 111 باب قول الله تعالى: إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ 2

الدرس
التصنيف : تاريخ النشر: الأحد 14 ربيع الثاني 1434هـ | عدد الزيارات: 1914 القسم: شرح وتحقيق كتاب التوحيد -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعدُ :

يقول المصنف " قال الله تعالى:" إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ ءامَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ " (التوبة 18)

لما نفى الله تعالى عمارة المساجد عن المشركين بقوله تعالى :"مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَن يَعْمُرُواْ مَسَٰجِدَ ٱللَّهِ شَٰهِدِينَ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِم بِٱلْكُفْرِ ۚ أُوْلَٰٓئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَٰلُهُمْ وَفِى ٱلنَّارِ هُمْ خَٰلِدُونَ"(التوبة 17) ، إذ لا تنفعهم ، فالشرك يحبط ذلك ، كما قال تعالى :" " (الفرقان 23) ،

قوله تعالى: إِنَّمَا يَعْمُر مساجد الله . "إنما": أداة حصر، وأضاف سبحانه المساجد إلى نفسه تشريفا لأنها موضع عبادته والمراد بعمارة مساجد الله العمارة المعنوية، وهي عمارتها بالصلاة والذكر وقراءة القرآن ونحوها، وكذلك الحسية بالبناء الحسي فإن عمارتها به حقيقة لا تكون إلا ممن ذكرهم الله لأن من يعمرها وهو لم يؤمن بالله واليوم الآخر لم يعمرها حقيقة لعدم انتفاعه بهذه العمارة فالعمارة النافعة الحسية والمعنوية من الذين ءامنوا بالله واليوم الآخر.

قوله: مَنْ ءامَنَ بِاللَّهِ ،الإيمان بالله: هو الاعتقاد الجازم بوجوده سبحانه وتعالى، وربوبيته، وألوهيته، وأسمائه وصفاته .

قوله :" وَالْيَوْمِ الْآخِرِ" هو يوم القيامة ، وسمي بذلك ؛ لأنه لا يوم بعده.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ويدخل في الإيمان بالله واليوم الآخر كل ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم ، مما يكون بعد الموت مثل فتنة القبر وعذابه ونعيمه؛ لأن الإنسان إذا مات قامت قيامته وارتحل إلى دار الجزاء . ويقرن الله الإيمان به بالإيمان باليوم الآخر كثيرا لأن الإيمان باليوم الآخر يحمل الإنسان إلى الإمتثال، فإنه إذا ءامن أن هناك بعثا وجزاء حمله ذلك على العمل لذلك اليوم ، ولكن من لا يؤمن باليوم الآخر لا يعمل إذ كيف يعمل لشيء وهو لا يؤمن به ، قوله تعالى: " وأقام الصلاة ": هو أداء الصلاة بأفعالها، وركوعها، وسجودها، وخشوعها، والتذلل بين يدي الملك الحق- عز وجل- والتفكر فيما يقرأ من القرآن والأذكار.
قوله تعالى: "وآتى الزكاة " الزكاة: هي المال الذي أوجبه الشارع في الأموال الزكوية وتختلف مقاديرها حسب ما تقتضيه حكمة الله عز وجل
قول الله تعالى: وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ ؛ أي خشيةَ تعظيمٍ وعبادة.

قوله تعالى:" فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ " (التوبة 18)

" فَعَسَى " وعد من الله ، والله لا يخلف وعده. " أُولَئِكَ"أي الذين اتصفوا بهذه الصفات : الإيمان بالله ، واليوم الآخر ، وأقام الصلاة ، وآتى الزكاة ، ولم يخش إلا الله "أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ" أي المهتدين إلى الحق .

وبالله التوفيق

وصلِّ اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

1434/4/14 هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

2 + 5 =

/500
جديد الدروس الكتابية
الدرس 130 الجزء الثالث ‌‌طائفة الصوفية المتسولة: - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 129 الجزء الثالث الغزو الفكري . - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 128 الجزء الثالث ‌‌ تحريم الأغاني  - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 127 الجزء الثالث ‌‌مضاعفة الحسنات ومضاعفة السيئات  - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 126 ‌‌بيان حرمة مكة ومكانة البيت العتيق - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 125 ‌‌حكم إعفاء اللحية - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر