الدرس 56

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

وبعد

هذه أحاديث لا يجوز الاستشهاد بها ولا الاستئناس بذكرها:

1- " مَنْ قلد عالماً لقي اللهَ سالماً "

لا أصل له ، وقد سُئل عنه رشيد رضا ، رحمه الله ، فأجاب في مجلة المنار بقوله : ليس بحديث .

2- " جلس صلى الله عليه وسلم على مِرفَقة حرير "

لا أصل له ، كما أشار لذلك الحافظ الزيلعي . وهذا حق فإنه يحرم الجلوس على الحرير كما يحرم لبسه للرجال والأحاديث الصحيحة في ذلك كثيرة

3- " عاديُّ الأرض لله وللرسول ، ثم لكم من بعد ، فمن أحيا أرضاً ميتة فهي له ، وليس لمحتجر حق بعد ثلاث سنين "

منكر بهذا التمام ، أخرجه أبو يوسفَ صاحبُ أبي حنيفة قال : حدثني ليث عن طاوس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فذكره

وهذا إسناد ضعيف فيه ثلاثُ علل :

الأولى : الإرسال من طاوس ، فإنه تابعي .

الثانية : ضعف ليث وهو ابن أبي سليم لاختلاطه كما قال ابن حبان .

الثالثة : أبو يوسف فيه ضعف من قِبَل حفظه .

4- " إن حادينا نامَ فسمعنا حاديَكم فملتُ إليكم ، فهل تدرون أنَّى كان الحداء ؟ قالوا : لا والله ، قال : إن أباهم مُضَر خرج إلى بعض رعاته فوجد إبله قد تفرقت ، فأخذ عصا فضرب بها كف غلامه ، فعدا الغلام في الوادي وهو يصيح : يا يداه يا يداه ، فسمعت الإبلُ فعطفت عليه ، فقال مضر : لو اشتق مثل هذا لانتفعت به الإبل واجتمعت ، فاشتق الحِداء"

موضوع ، رواه ابن الجوزي في ( تلبيس إبليس ) من طريق أبي البختري وهبُ عن طلحةَ المكي عن بعض علمائهم

وهذا مع إرساله موضوع ، والمتهم به أبو البختري هذا ، وهو وهب بن وهب المدني القاضي ، قال عنه ابن معين : كان يكذب عدو الله ، وقال أحمد : كان يضع الحديث وضعاً.

‌‌5 - " من فقه الرجل المسلم أن يصلح معيشته، وليس من حبك الدنيا طلب ما يصلحك ".
ضعيف جدا.
رواه ابن عدي عن سعيد بن سنان عن أبي الزاهرية عن أبي شجرة عن عبد الله بن عمر مرفوعا، وقال: " سعيد بن سنان أبو مهدي الحمصي عامة ما يرويه غير محفوظ ". وفي " التقريب ": " متروك رماه الدارقطني وغيره بالوضع ".

6 - " من فقه الرجل رفقه في معيشته ".
ضعيف.
رواه أحمد ومن طريقه الثعلبي في " تفسيره " وابن عدي وابن عساكر عن أبي بكر بن أبي مريم عن ضمرة بن حبيب عن أبي الدرداء مرفوعا.
قال ابن عدي: " أبو بكر بن أبي مريم الغالب على حديثه الغرائب، وقل ما يوافقه عليه الثقات، وهو ممن لا يحتج به."

7 - " خذوا من القرآن ما شئتم لما شئتم ".
لا أصل له فيما أعلم.
وقال السيد رشيد رضا في " المنار " : " لم أره في شيء من كتب الحديث "

8 - " ليس بكريم من لم يتواجد عند ذكر الحبيب ".
موضوع.
ذكره محمد بن طاهر المقدسي في " صفوة التصوف " ومن طريقه أبو حفص عمر السهروردي صاحب " عوارف المعارف ":قال ابن تيمية في رسالة " السماع والرقص ": " هذا حديث مكذوب موضوع باتفاق أهل العلم بهذا الشأن.

9 - "كان يقرأ في صلاة المغرب ليلة الجمعة (قل يا أيها الكافرون) ، و (قل هو الله أحد) ، ويقرأ في العشاء الآخرة ليلة الجمعة (الجمعة)، و (المنافقين) ".
ضعيف جدا.
أخرجه ابن حبان والبيهقي الشطر الأول منه من طريق سعيد بن سماك بن حرب: حدثني أبي سماك ابن حرب - قال: ولا أعلم إلا - عن جابر بن سمرة قال: فذكره. وأخرجه أيضا في كتابه " الثقات " في ترجمة سعيد هذا، وقال: " والمحفوظ عن سماك أن النبي صلى الله عليه وسلم فذكره "

وهذا من تناقض ابن حبان، فإنه من جهة يعله بالإرسال ويبين أنه لا يصح موصولا عن جابر بن سمرة، ومن جهة أخرى يورد الموصول في " صحيحه "! وعلة الحديث سعيد بن سماك، فقد قال ابن أبي حاتم عن أبيه: " متروك الحديث "، وتوثيق ابن حبان إياه من تساهله الذي عرف به عند المحققين، وقد يغتر به كثير ممن لا تحقيق عندهم، فيصححون أحاديث كثيرة تقليدا له، من ذلك هذا الحديث.

‌‌10- " كان يصلي في شهر رمضان في غير جماعة بعشرين ركعة والوتر ".
موضوع.
أخرجه ابن أبي شيبة في " المصنف " وعبد بن حميد في " المنتخب من المسند " والطبراني في " الكبير " وفي " الأوسط " كما في " المنتقى منه " للذهبي وفي " زوائد المعجمين " وابن عدي في " الكامل " والخطيب في " الموضح " وأبو الحسن النعالي في " حديثه " وأبو عمرو بن منده في " المنتخب من الفوائد " والبيهقي في " السنن الكبرى " كلهم من طريق أبي شيبة إبراهيم بن عثمان عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس مرفوعا، وقال الطبراني: " لا يروى عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد ".
وقال البيهقي: " تفرد به أبو شيبة وهو ضعيف ". وكذا قال الهيثمي: إن أبا شيبة ضعيف، وقال الحافظ ابن حجربعد ما عزاه لابن أبي شيبة: " إسناده ضعيف "

والله المستعان

25 - 11 - 1441هـ