الدرس الحادي والثلاثون باب الدعاء إلى شهادة أن لا إله إلا الله (5)

الدرس
التصنيف : تاريخ النشر: الجمعة 22 صفر 1434هـ | عدد الزيارات: 1834 القسم: شرح وتحقيق كتاب التوحيد -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

وبعد

قوله: "المسألة التاسعة : أن معنى أن يوحدوا الله ، معنى : شهادة أن لا إله إلا الله"، تؤخذ من قول الرسول صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل :": إنَّكَ سَتَأْتي قَوْمًا أهْلَ كِتَابٍ، فَإِذَا جِئْتَهُمْ، فَادْعُهُمْ إلى أنْ يَشْهَدُوا أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، "، وفي رواية أخرى"إنَّكَ تَقْدَمُ علَى قَوْمٍ مِن أهْلِ الكِتَابِ، فَلْيَكُنْ أوَّلَ ما تَدْعُوهُمْ إلى أنْ يُوَحِّدُوا اللَّهَ تَعَالَى" صحيح البخاري.

" المسألة العاشرة : أن الإنسان قد يكون من أهل الكتاب وهو لا يعرفها، أو يعرفها ولا يعمل بها" ، مراده بقوله : لا يعرفها أو يعرفها : شهادة أن لا إله إلا الله، تؤخذ من قوله ": إنَّكَ سَتَأْتي قَوْمًا أهْلَ كِتَابٍ، فَإِذَا جِئْتَهُمْ، فَادْعُهُمْ إلى أنْ يَشْهَدُوا أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، "


"المسألة الحادية عشرة: التنبيه على التعليم بالتدريج تؤخذ من قوله صلى الله عليه وسلم لمعاذ :"فَادْعُهُمْ إلى أنْ يَشْهَدُوا أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، فإنْ هُمْ أطَاعُوا لكَ بذلكَ، فأخْبِرْهُمْ أنَّ اللَّهَ قدْ فَرَضَ عليهم خَمْسَ صَلَوَاتٍ في كُلِّ يَومٍ ولَيْلَةٍ، فإنْ هُمْ أطَاعُوا لكَ بذلكَ، فأخْبِرْهُمْ أنَّ اللَّهَ قدْ فَرَضَ عليهم صَدَقَةً تُؤْخَذُ مِن أغْنِيَائِهِمْ فَتُرَدُّ علَى فُقَرَائِهِمْ "

"المسألة الثانية عشرة: البداءة بالأهم فالأهمتؤخذ من أمره صلى الله عليه وسلم معاذا بالتوحيد يدعو إليه أولا ، ثم الصلاة ثم الزكاة .
"المسألة الثالثة عشرة: مصرف الزكاة "، تؤخذ من قوله "فأخْبِرْهُمْ أنَّ اللَّهَ قدْ فَرَضَ عليهم صَدَقَةً تُؤْخَذُ مِن أغْنِيَائِهِمْ فَتُرَدُّ علَى فُقَرَائِهِمْ،"

"المسألة الرابعة عشرة : كشف العالم الشبهة عن المتعلم "، المراد بالشبهة هنا شبهة العلم، فيزال ما كان عنده من جهل.

"المسألة الخامسة عشرة : النهيُّ عن كرائم الأموال .تؤخذ من قوله صلى الله عليه وسلم :"، فَإِيَّاكَ وكَرَائِمَ أمْوَالِهِمْ،"

"المسألة السادسة عشرة :اتقاء دعوة المظلوم ".تؤخذ من قوله صلى الله عليه وسلم: "واتَّقِ دَعْوَةَ المَظْلُومِ."

"المسألة السابعة عشرة : الاخبار بأنها لا تحجبتؤخذ من قوله صلى الله عليه وسلم: " فإنَّه ليسَ بيْنَهُ وبيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ."

"المسألة الثامنة عشرة : من أدلة التوحيد ما جرى على سيد المرسلين، وسادات الأولياء من المشقة والجوع والوباء" في هذا إشارة إلى قصة المجاعة التي أصابت المسلمين يوم خيبر إذ وقع فيها في عهد النبي صلى الله عليه وسلم جوع عظيم حتى إنهم هَمُّوا بأكل الحُمُر ،ففي صحيح البخاري" أَصَابَتْنَا مَجَاعَةٌ يَومَ خَيْبَرَ فإنَّ القُدُورَ لَتَغْلِي، قالَ: وبَعْضُهَا نَضِجَتْ، فَجَاءَ مُنَادِي النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لا تَأْكُلُوا مِن لُحُومِ الحُمُرِ شيئًا، وأَهْرِقُوهَا." ، وأما الوباء فهو ما وقع في عهد علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وأما المشقة فظاهرة،ووجه كون ذلك من أدلة التوحيد أن الصبروالتحمل في مثل هذه الأمور يدل على الإخلاص

"المسألة التاسعة عشرة : قوله " لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ "الخ علمٌ من أعلامِ النبُوَّة، أي من دلائل النبوة حيث أخبر صلى الله عليه وسلم بذلك لأن هذا حصل فعلي بن أبي طالب يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله " ففي صحيح مسلم من رواية سلمة بن الأكوع رضي الله عنه: "لأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ، أَوْ لَيَأْخُذَنَّ بالرَّايَةِ غَدًا رَجُلٌ يُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسولُهُ، أَوْ قالَ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسولَهُ"

"المسألة العشرون : تفله في عينيه علم من أعلامها أيضا"؛ لأنه بصق في عينيه فبرأ كأن لم يكن به وجع .

"المسألة الحادية والعشرون:فضيلة علي رضي الله عنه" ؛ فقد اختاره النبي صلى الله عليه وسلم من بين الجميع مع فضلهم ومكانتهم، فقالَ صلى الله عليه وسلم :" أيْنَ عَلِيُّ بنُ أبِي طالِبٍ. فقالوا: يَشْتَكِي عَيْنَيْهِ يا رَسولَ اللَّهِ، قالَ: فأرْسِلُوا إلَيْهِ فَأْتُونِي بهِ. فَلَمَّا جاءَ بَصَقَ في عَيْنَيْهِ ودَعا له، فَبَرَأَ حتَّى كَأَنْ لَمْ يَكُنْ به وجَعٌ، فأعْطاهُ الرَّايَةَ، ".

"المسألة الثانية والعشرون: فضل الصحابة في دوكهم تلك الليلة وشغلهم عن بشارة الفتح" كان شغلهم الشاغل أن يكون كلٌ منهم ممَّن يحبُه الله ورسولُه كما جاء في رواية مسلم عن سلمة بن الأكوع.

"المسألة الثالثة والعشرون: الإيمان بالقدر ؛ لحصولها لمن لم يسعَ لها ومنعها عمَّن سعى"، لأن الصحابة غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجو أن يعطاها، ولم يعطَوْها، وعليٌ بن أبي طالب مريض ولم يسع لها ومع ذلك أعطي الراية.

" المسألة الرابعة والعشرون: الأدب في قوله :"علَى رِسْلِكَ "، ووَجْهُه أنه أمره بالتمهل .

"المسألة الخامسة والعشرون: الدعوة إلى الإسلام قبل القتال"؛ لقوله صلى الله عليه وسلم "حتَّى تَنْزِلَ بساحَتِهِمْ، ثُمَّ ادْعُهُمْ إلى الإسْلامِ،".

" المسألة السادسة والعشرون:أنه مشروع لمن دُعُوا قبل ذلك وقوتلوا" أي أنه يستحب، إذا بلغت القومَ الدعوةُ أن يدعوا مرة أخرى قبل أن يُبدأوا بالقتال.

" المسألة السابعة والعشرون: الدعوة بالحكمة ؛ لقوله : اخبرهم بما يجب عليهم" ؛ لأن من الحكمة أن تأمرهم بالإسلام أولا ثم تخبرهم بما يجب عليهم من حق الله.

" المسألة الثامنة والعشرون:المعرفة بحق الله في الإسلام" يؤخذ من قوله صلى الله عليه وسلم :"، فَإِذَا جِئْتَهُمْ، فَادْعُهُمْ إلى أنْ يَشْهَدُوا أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ،"

"المسألة التاسعة والعشرون: ثواب من اهتدى على يديه رجل واحد"، تؤخذ من قوله صلى الله عليه وسلمفَو اللَّهِ لَأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بكَ رَجُلًا واحِدًا، خَيْرٌ لكَ مِن أنْ يَكونَ لكَ حُمْرُ النَّعَمِ.".

"المسألة الثلاثون: الحلف على الفُتْيَا"، لقوله عليه السلام " فَو اللَّهِ لَأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بكَ رَجُلًا واحِدًا ...".

وبالله التوفيق

22 - 2 - 1434هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

4 + 4 =

/500
جديد الدروس الكتابية
الدرس 128 الجزء الثالث ‌‌ تحريم الأغاني  - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 127 الجزء الثالث ‌‌مضاعفة الحسنات ومضاعفة السيئات  - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 126 ‌‌بيان حرمة مكة ومكانة البيت العتيق - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 125 ‌‌حكم إعفاء اللحية - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 124 الجزء الثالث ‌‌أهمية الغطاء على وجه المرأة - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 123 الجزء الثالث ‌‌حكم قيادة المرأة للسيارة - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر