الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد
المدرج لغة : اسم مفعول من ( أَدْرَجْتُ ) الشيء في الشيء إذا أدخلته فيه .
واصطلاحا : ما غُيِّرَ سياق إسناده أو أُدْخِلَ في متنه ما ليس منه بلا فَصْلٍ .
أقسامه
المدرج قسمان : مدرج الإسناد ، ومدرج المتن
أولا : مدرج الإسناد
هو ما غُيِّرَ سياق إسناده
ومن صوره : أن يسوق الراوي الإسناد فيعرض له عارض فيقول كلاما من قِبَلِ نفسه فيظن بعض مَنْ سمعه أن ذلك الكلام هو متن ذلك الإسناد فيرويه عنه كذلك .
مثاله
قصة ثابت بن موسى الزاهد في روايته ( من كثرت صلاته بالليل حَسُنَ وجهه بالنهار ) ، وأصل القصة أن ثابت بن موسى دخل على شريك بن عبد الله القاضي وهو يُمْلِي ويقول ( حدثنا الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ... ) وسكت ليكتب المُسْتَمْلِي ، فلما نظر إلى ثابت قال ( من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار ) وقصد بذلك ثابتا لزهده وورعه ، فظنَّ ثابت أنه متن ذلك الإسناد فكان يُحَدِّث به .
ثانيا : مدرج المتن
هو ما أُدخل في متنه ما ليس منه بلا فَصْلٍ
والمدرج أقسامه ثلاثة :
أ- أن يكون الإدراج في أول الحديث وهو قليل لكنه أكثر من وقوعه في وسطه .
ب- أن يكون الإدراج في وسط الحديث وهو أقل من الأول .
ج- أن يكون الإدراج في آخر الحديث وهو الغالب .
ودواعي الإدراج متعددة أشهرها ما يلي :-
أ- بيان حكم شرعي .
ب- استنباط حكم شرعي من الحديث قبل أن يتم الحديث .
ج- شرح لفظ غريب في الحديث .
ويدرك الإدراج بعدة أمور منها :
أ- وروده منفصلا في رواية أخرى .
ب- التنصيص عليه من بعض الأئمة المطلعين .
ج- إقرار الراوي نفسه أنه أدرج هذا الكلام .
د- استحالة كونه صلى الله عليه وسلم يقول ذلك .
والإدراج حرام بإجماع العلماء من المحدثين والفقهاء وغيرهم ، ويستثنى من ذلك ما كان لتفسير غريب ، فإنه غير ممنوع ولذلك فعله الزهري وغيره من الأئمة .
أشهر المصنفات فيه:
أ- الفصل للوصل المدرج في النقل ، للخطيب البغدادي .
ب- تقريب المنهج بترتيب المدرج ، لابن حجر وهو تلخيص لكتاب الخطيب وزيادة عليه .
وبالله التوفيق
12 - 8 - 1441هـ