الدرس 261: أحاديث سُئل عن صحتها 2

الدرس
التصنيف : تاريخ النشر: الأحد 16 ربيع الأول 1437هـ | عدد الزيارات: 2228 القسم: تهذيب فتاوى اللجنة الدائمة -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

حديث (لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة) رواه البخاري ومسلم .

ضرب الدف لإعلان النكاح مشروع للنساء خاصة، واستعمال المزامير والموسيقى ونحوها من آلات اللهو والاستماع إليها ممنوع؛ لما ورد من الأدلة الشرعية في تحريم ذلك.

أما حديث (ملعون ملعون ملعون...) إلخ فلا نعلم له أصل.

حديث (صلاة الليل والنهار مثنى مثنى) قال الهيثمي حديث صحيح رواته كلهم ثقات، وقول الدارقطني ذكر النهار مزيد على الروايات فهو وهم من البارقي- ممنوع؛ لأنه ثقة احتج به مسلم وزيادة الثقة مقبولة

أصل حديث (بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء) في صحيح مسلم، فقد أخرجه عن أبي هريرة رضي الله عنه

وأما زيادة (قيل: من الغرباء؟... إلخ)، فقد أخرجها الإمام أحمد في المسند؛ وأخرج أيضا عن عبد الرحمن بن سنة (بالنون المفردة) أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول (بدأ الإسلام غريبا، ثم يعود غريبا كما بدأ، فطوبى للغرباء قيل يا رسول الله، من الغرباء قال الذين يصلحون إذا فسد الناس...) وبهذا نعلم أن الحديث صحيح

حديث (ما ساء عمل أمة قط إلا زخرفوا مساجدهم) هذا الحديث رواه ابن ماجه، عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو حديث ضعيف؛ لأن في سنده جبارة بن المغلس ، وهو ضعيف

حديث مسلم (سيكون في ثقيف كذاب ومبير) المبير هو الذي يسفك الدماء ويعتدي على الناس ويظلمهم، ومنهم الحجاج بن يوسف الثقفي

تحمل أحاديث ذم السبق إلى الشهادة والمسارعة إلى أدائها قبل الاستشهاد على المستخفين بأمر الشهادة الذين لا يتحرون الصدق فيها ولا يبالون لضعف دينهم وقلة خوفهم من الله ويحمل حديث الثناء على من يؤدي الشهادة قبل أن يسألها على من تعينت عليه الشهادة فأداها قبل أن يسألها إثباتا للحق وخوفا من ضياعه، لعدم من يشهد سواه. وراجع في ذلك فتح الباري وفتح المجيد لمزيد الفائدة

ومراد السائل الجمع بين حديث في مسلم (ألا أخبركم بخير الشهداء الذي يأتي بشهادته قبل أن يسألها) وحديث (إن بعدكم قوما......يشهدون ولا يستشهدون) في البخاري

حديث صفوان بن سليم ، قال (قيل: يا رسول الله أيكون المؤمن جبانا قال نعم قيل له أيكون المؤمن بخيلا قال نعم قيل له أيكون المؤمن كذابا قال لا) رواه مالك مرسلا، وهو كما قال المنذري حديث مرسل، والمرسل من قسم الأحاديث الضعيفة

حديث (إن لله عبادا اختصهم بحوائج يفزع الناس إليهم في حوائجهم أولئك الآمنون من عذاب الله) رواه الطبراني في الكبير وذكر المناوي في فيض القدير أن لفظ رواية الطبراني فيه خلقًا خلقهم لحوائج الناس بدل عبادا اختصهم وقال قال الهيثمي فيه شخص ضعفه الجمهور وأحمد بن طارق الراوي عنه لم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح، وهذا يدل على ضعف الحديث سندا، وعلى فرض صحته يستفاد منه الحث على قضاء حوائج الناس، من بذل مال وتعليم علم وإرشاد سائل وإغاثة ملهوف، وإنما يكون ذلك من الأحياء لا من الأموات، وفيه مشروعية الاستعانة بالأحياء في قضاء المصالح ودفع المكروه؛ أخذًا بالأسباب العادية مع التوكل على الله، وليس فيه دلالة على الفزغ إلى الأموات واللجوء إليهم في قضاء الحاجات وكشف الكربات؛ للنصوص الدالة على أن ذلك شرك بالله تعالى

حديث (رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر) قال العراقي في كتابه المغني عن حمل الأسفار في الأسفار في تخريج ما في الإحياء من الأخبار رواه البيهقي في الزهد من حديث جابر، وقال هذا إسناد فيه ضعف، وقال المناوي في فيض القدير شرح الجامع الصغير إسناده ضعيف ونقل السيوطي في الدرر المنتثرة عن ابن حجر، أنه قال في كتابه تسديد القوس في كلامه على هذا الحديث هو مشهور على الألسنة، وهو من كلام إبراهيم بن أبي عبلة في [الكنى] للنسائي

وأما حديث (من تعلم لغة قوم أمن مكرهم) فلم نجده فيما اطلعنا عليه من كتب أهل الحديث، ولعله قول بعض السلف، ومعناه صحيح، فإن من تعلم لغة قوم فجالسهم علم ما يتحدثون فيه فأمن مكرهم به، وأما ما يقتضيه من الترغيب في تعلم اللغات الأجنبية فإنه مشروع عند الحاجة؛ فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر زيد بن ثابت أن يتعلم لسان اليهود؛ ليكون واسطة مأمونة موثوقة بينه وبين اليهود في نقل كلامه إليهم وكلامهم إليه

حديث (علموا بنيكم الرمي، فإنه نكاية العدو) قال الذهبي ضعيف، وقال فيه الدارقطني متروك

ولفظ (علموا أبناءكم السباحة والرماية، ونعم لهو المرأة في بيتها المغزل، وإذا دعاك أبواك فأجب أمك) وفي سنده سليم بن عمرو الأنصاري ، قال الذهبي في الميزان روى عنه علي بن عياش خبرا باطلا وساق هذا الحديث

لكن تعلم الرماية جاء فيه أحاديث صحيحة تدل على شرعيته، وهو داخل في عموم قوله تعالى: وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ

وهذه الإجابة رد على سائل عن حديث: علموا أولادكم الرماية والسباحة وركوب الخيل

حديث (أبغض الحلال إلى الله الطلاق ) صححته اللجنة وقالت الحديث متصلاً لا مرسلاً ومتنه ليس فيه نكارة؛ لأنه ليس في إحلال الطلاق وبغضه تنافي؛ لأن الله سبحانه حكيم عليم أحله للعباد عند حاجتهم إليه وكرهه لهم عند عدم الحاجة إليه، ومن هذا الباب قوله صلى الله عليه وسلم (أحب البلاد إلى الله مساجدها، وأبغض البلاد إلى الله أسواقها) أخرجه الإمام مسلم

حديث (من صلى في مسجدي أربعين صلاة دون أن يفوته فرض غفر الله ما تقدم من ذنبه) الحديث ضعيف ومضطرب؛ لاختلاف وقع في متنه وسنده

حديث (كل دعاء محجوب حتى يصلى على النبي صلى الله عليه سلم) ليس بصحيح

حديث (إن الله تعالى يحب الفقير المتعفف أبا العيال) قال الذهبي: ضعفوه، وقال الحافظ العراقي سنده ضعيف

حديث (إن الله تعالى يحب الحيي الحليم المتعفف، ويبغض البذيء الفاجر السائل الملح) ضعيف جداً

حديث (ليس الغنى عن كثرة العرض، ولكن الغنى غنى النفس) رواه البخاري ومسلم

حديث (من تزوج فقد أحرز شطر دينه، فليتق الله في الشطر الثاني) قال ابن الجوزي لا يصح

حديث (إذا رأيتم الرجل يعتاد المسجد فاشهدوا له بالإيمان) قال الإمام أحمد حديث دراج منكر

حديث (إذا دعوت الله فادع ببطون كفيك، ولا تدع بظهورهما فإذا فرغت فامسح بهما وجهك) قال ابن الجوزي لا يصح، وقال البخاري منكر

وقالت اللجنة إذا كان الدعاء عبادة مشروعة ولم يثبت في مسح الوجه بالكفين عقبه سنة قولية ولا عملية، بل روي ذلك من طرق ضعيفة، فمسح الوجه بهما بعد الدعاء غير مشروع

حديث (صلِّ ليلة الجمعة أربع ركعات.....) أنكره ابن كثير

حديث (إن الله بعث نبيا يسمى حنظلة بن صفوان وأن قومه قتلوه) نقله ابن كثير عن السهيلي في كتاب البداية، ولم يذكر السهيلي ولا ابن كثير له سندًا ولم ينسبه لأحد، ومثل هذا لا يعتمد عليه

حديث (إن أول الناس يدخل الجنة يوم القيامة العبد الأسود) غير صحيح فيما نعلم

وبالله التوفيق

وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

1437/3/16 هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

8 + 9 =

/500
جديد الدروس الكتابية
الدرس 130 الجزء الثالث ‌‌طائفة الصوفية المتسولة: - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 129 الجزء الثالث الغزو الفكري . - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 128 الجزء الثالث ‌‌ تحريم الأغاني  - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 127 الجزء الثالث ‌‌مضاعفة الحسنات ومضاعفة السيئات  - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 126 ‌‌بيان حرمة مكة ومكانة البيت العتيق - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
الدرس 125 ‌‌حكم إعفاء اللحية - تهذيب وتحقيق فتاوى ابن باز -- للشيخ د . مبارك بن ناصر العسكر
روابط ذات صلة