الدرس 380 الصداق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد

تعريفه

هو العوض الواجب للمرأة على الرجل بالنكاح ويسمى الصدقة والنحلة والمهر والفريضة والأجر .ويسمى صداقا لإشعاره بصدق رغبة الزوج في الزوجة

حكمه

الصداق واجب دل على وجوبه الكتاب والسنة والإجماع أمّا الكتاب فقوله تعالى :(وءاتو النساء صدقاتهم نحلة)سورة النساء آية 4

وأمّا السنة فإن الرسول صلى الله عليه وسلم تزوج وأصدق زوجاته وقد ثبت في البخاري ومسلم أنه أعتق صفية وجعل عتقها صداقها "ما أصْدَقَهَا؟ قالَ: نَفْسَهَا، أعْتَقَهَا وتَزَوَّجَهَا،" أخرجه البخاري.

وأمّا الإجماع فقد أجمع المسلمون على مشروعية الصداق وأنه شرط في صحة النكاح

نوع الصداق

الأصل فيه أن يكون مالا من نقود أو عقار أو غيرهما ويجوز أن يكون غير ذلك مثل :تعليم شيء من القرآن أو شيء من العلوم الشرعية المباحة لما ثبت في البخاري ومسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم زوج رجلا امرأة بما معه من القرآن بعد أن أمره أن يبحث عن مال ولو خاتم من حديد فلم يجد شيئا

تسميته في العقد

يسمى تسمية الصداق في العقد حسما للنزاع ويجوز عدم تسميته لقوله تعالى (لاجناح عليكم إن طلقتم النساء مالم تمسوهن أو تفرضوا لهن فريصة)سورة البقرة آية236

حالات إستحقاق الزوجة للصداق أو بعضه

أولا-إذا مات الزوج ولو قبل الدخول أو طلق بعد الدخول استقر لها المهر كاملا بإجماع أهل العلم

ثانيا-إذا طلقها قبل الدخول فإن كان المهر مسمى فلها النصف

لقوله تعالى (وإن طلقتموهن من قبل أن تمسوهن وقد فرضتم لهن فريضة فنصف مافرضتم )سورة البقرة آية237

وإن طلقها قبل الدخول ولم يسم مهرا فلها المتعة بقدر يسر الزوج وعسره لقوله تعالى :(ومتعوهن على الموسع قدره وعلى المقتر قدره )سورة البقرة آية 237

وهو حق لها فإن تنازلت عنه جاز لقوله تعالى :(إلا أن يعفون أو يعفوا الذي بيده عقدة النكاح وإن تعفوا أقرب للتقوى )سورة البقرة237

تخفيف المهر

يسن تخفيف المهر لحديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال(إِنَّ مِنْ يُمْنِ الْمَرْأَةِ: تَيْسِيرَ خِطْبَتِهَا ، وَتَيْسِيرَ صَدَاقِهَا ، وَتَيْسِيرَ رَحِمِهَا )رواه أحمد في مسنده وصححه اللباني في إرواء الغليل

ويختلف التخفيف بإختلاف الأشخاص والبلدان والأزمان فالتخفيف بالنسبة للأغنياء غير التخفيف بالنسبة للفقراء .والتخفيف في البلدان الغنية غير التخفيف في البلدان الفقيرة

تعجيل المهر وتأجيله

يجوز تعجيل المهر قبل الدخول ويجوز تأجيله بعده كما يجوز تقديم بعضه وتأجيل بعضه الآخر حسب المتفق عليه

وبالله التوفيق

1433-10-15 هـ