الدرس 172: باب ما جاء في المصورين

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد

قول المصنف: باب ما جاء في المصورين".

يريد المؤلف من هذا الباب بيان أن التصوير من جملة الكبائر التي تقدح في التوحيد وتعرض فاعله لغضب الله ، وتنقص إيمانه ، والمصورون هم الذين يضاهئون بخلق الله في تصوير الحيوانات إذا كان المُصَوَّر من ذوي الأرواح.

ومناسبة هذا الباب للتوحيد أن في التصوير خلقا وإبداعا يكون به المصور مشاركا لله في هذا الخلق والإبداع.

قوله: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "قال الله تعالى ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي فليخلقوا ذرة أو ليخلقوا حبة أو ليخلقوا شعيرة" أخرجه البخاري ومسلم

جاء الحديث في صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه بهذا اللفظ "قالَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: ومَن أظْلَمُ مِمَّنْ ذَهَبَ يَخْلُقُ كَخَلْقِي، فَلْيَخْلُقُوا ذَرَّةً أوْ لِيَخْلُقُوا حَبَّةً أوْ شَعِيرَةً "، وجاء في مسلم بهذا اللفظ :"قالَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: ومَن أظْلَمُ مِمَّنْ ذَهَبَ يَخْلُقُ خَلْقًا كَخَلْقِي، فَلْيَخْلُقُوا ذَرَّةً أوْ لِيَخْلُقُوا حَبَّةً أوْلِيَخْلُقُوا شَعِيرَةً"

قوله:"ومَن أظْلَمُ مِمَّنْ ذَهَبَ يَخْلُقُ كَخَلْقِي" ينتهي سند هذا الحديث إلى الله عز وجلَّ ويسمَّى حديثا قدسيَّاً، وهذا استفهام بمعنى النفي، أي لا أحد اظلم ممن عمل هذا العمل، والمراد التحذير والتنفير، وهذا الأسلوب جاء في القرآن في مواضع كقوله تعالى:"وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا"(الأنعام 21)

قوله :"يَخْلُقُ كَخَلْقِي" أي يصور كتصويري، فإن كانت عندهم قوة (فَلْيَخْلُقُوا ذَرَّةً) يكون لها صفات الذرة من العقل والمشي وغيرها ومع صغر هذه الذرة وهي (النملة) فهي حيوان عجيب ، ( أوْ لِيَخْلُقُوا حَبَّةً أوْ شَعِيرَةً )لها صفات من الإنبات والنفع للناس .

وبالله التوفيق

1435/4/25 هـ