ﺟﺪﻳﺪ اﻟﻤﻮﻗﻊ

العناية بالمساجد

الخطب
التصنيف : تاريخ النشر: الأحد 5 شهر رمضان 1444هـ | عدد الزيارات: 924 القسم: خطب الجمعة

الحمدُ لله الذي جعلَ المساجدَ محلاً لذكرهِ وعبادتِهِ. وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ أَكْرَمَنَا بتعظيمه والخشوع له ومحبته. وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُه وَرَسُولُهُ أكثر الناس خشيةً ومحبةً وذكرًا لربه، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا.

أَمَّا بَعْدُ:

فَاِتَّقُوا اللهَ -أَيُّهَا المُؤَمِّنُونَ:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُون}[الحشر: 18].

عبادَ الله: المساجدُ جديرةٌ بكل عناية، فهي بيوتُ اللهِ في أرضهِ، وأحبُّ ما في البلادِ إليه وأشرفُها منزلةً، وهي مَجْمَعُ عبادِ الله لأداءِ حقِّه، وهي أيضًا مواضعُ التوجيه والإرشاد والتعليمِ والدعوةِ إلى الله عزَّ وجلَّ، والتعاونُ على الخير، وهي مركزُ الإشعاع الذي عمَّ الدنيا منذ عهد النبي عليه الصلاة والسلام، فقد كان عامرًا مسجده بالتوجيه والإرشاد والخطب العظيمة النافعة، وتوجيه الأمة إلى ما فيه صلاحها ونجاتها.

عباد الله: إن تعمير المساجد يكون حسيا ، ومعنويا ، أما تعميرها الحسي، فيكون بعمارةً قويةً سليمة لا يخشى من خطرها، ، قال عثمان رضي الله عنه لما أنكروا عليه ما فعل في مسجد النبي عليه الصلاة والسلام من تعميره عمارة جديدة بالحجارة قال: "إن الناس غيروا بيوتهم وحسنوا بيوتهم ولم تكن على حالها الأولى، فمسجد رسول الله ﷺ أولى بأن يعتنى به ويلاحظ"، هذا معنى ما قال رضي الله عنه وأرضاه، وقال أيضًا: إني سمعت النبي يقول عليه الصلاة والسلام: " مَن بَنَى مَسْجِدًا يَبْتَغِي به وجْهَ اللَّهِ - بَنَى اللَّهُ له مِثْلَهُ في الجَنَّةِ." (صحيح البخاري)، ولهذا اعتنى بتحسين بناية المسجد وتقويتها وتحسين منظرها حتى تكون منشطة ومشجعة على المجيء إليها والصلاة فيها ، فهكذا تكون المساجد جيدة سليمة نظيفة تعين على الحضور إليها، والاجتماع فيها، وليس فيها ما يشغل الناس من النقوش والكتابات.

عباد الله: لقد كانَ رسولُ اللهِ -صلّى اللهُ عليهِ وسلّمَ- يعتني بالمسجدِ أشدّ الاعتناءِ ويهتمُّ بشؤونِهِ دائماً، وينظرُ فيما يصلُحه حتى يؤدي المسلمونَ فيه العبادةَ في خشوعٍ وطمأنينةٍ. ومما يدلُّ على فضلِ الاعتناءِ بها: حديثُ أبي هريرةَ -رضي الله عنهُ-: أنّ رجلاً أسود أو امرأةً سوداءَ كان يَقُمُّ المسجدَ (أي يُنَظَّفُهُ)، فماتَ، فسألَ النبيُّ -صلى اللهُ عليهِ وسلّمَ- عنه، فقالوا ماتَ. قال: "أَفَلا كَنْتُمْ آذَنْتُمُونِي بِهِ؟ دُلُّونِي عَلَى قَبْرِهِ، أَوْ قَالَ: قَبْرِهَا، فَأَتَى قَبْرَهَا فَصَلّى عَلَيْهَا"(رواه البخاري ومسلم).

وعن سمرةَ بن جندبٍ قال: "أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَتَّخِذَ الْمَسَاجِدَ فِي دِيَارِنَا وَأَمَرَنَا أَنْ نُنَظِّفَهَا"(رواه أحمد، وصححه الألباني). وعن عائشةَ -رضي اللهُ عنها- قالتْ: "أمرَ رسولُ اللهِ -صلّى اللهُ عليهِ وسلّمَ- ببناءِ المساجدِ في الدُّورِ وأنْ تُنَظّفَ وتُطَيّبَ"( صحيح الترمذي للألباني).

عباد الله : لقد حظيت المساجدُ في بلادنا برعاية عظيمةٍ ، واهتمامٍ بالغٍ من ولاةِ الأمر - حفظهم الله- حسيًّا ومعنويًا ، واهتموا بالعناية بها وعمارتها ، بل جعل ولاة الأمر لأهل الخير عبر منصة "إحسان" مجالا للمساهمة في بناء المساجد ، زاد الله بلادنا أمنا وأمانا ، ووفق ولاة أمرنا لكل خير.

باركَ اللهُ لي ولكُم في القرآنِ العظيم ونفعنِي وإيَّاكم بما فيهِ من الآياتِ والذِّكرِ الحكيمِ.،

الخطبة الثانية :

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليماً.

أما بعد: عباد الله أما تعميرالمساجد المعنوي فالمقصود أن يصلى فيها وأن تعمر بطاعة الله وقراءة القرآن ، وإقامة حلقات العلم فيها، ونحو ذلك.

وإن من العناية بالمساجد المجيءُ إليها بخشوع ورغبة صادقة في الخير، مجيء المشتاق لهذا المسجد لتؤدي حق الله فيه، ولتشتركَ مع إخوانك في هذه العبادة العظيمة التي هي عمود الإسلام.

هَذا وصلُّوا وسلّموا على الخليل المصطفى والنبيّ المجتبى محمد بن عبد الله فقد أمركم الله بذلك، فقال جل من قائل عليماً: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)[الأحزاب: ٥٦].

اللهم صل على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه إلى يوم الدين، وارض اللهم عن الخلفاء الأربعة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعنا معهم بفضلك وكرمك ، اللهم وفق ولي أمرنا وولي عهده لما تحب وترضى.وهيء لهما البطانة الصالحة الناصحة، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات .إنك سميع قريب مجيب الدعوات.

٤ رمضان ١٤٤٤ هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

4 + 7 =

/500
جديد الخطب الكتابية
روابط ذات صلة
الخطب السابق
الخطب الكتابية المتشابهة الخطب التالي