التحذير من استقدام الكفار

الخطب
التصنيف : تاريخ النشر: الخميس 27 ذو الحجة 1434هـ | عدد الزيارات: 2572 القسم: خطب الجمعة

الحمد لله رب العالمين، حذرنا من الثقة بالكفار فقال "وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّار"هود:113. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وهو الله الواحد القهار، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المصطفى المختار صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه البررة الأطهار، والمهاجرين منهم والأنصار وسلم تسليماً كثيراً

أما بعد

أيها الناس: اتقوا الله تعالى واحذروا من الفتن المضلّة وتجنبوا أسباب الشر فإن الفتن تكثر في آخر الزمان فيجب على المسلم أن يعرفها ليتجنبها

قال حذيفة بن اليمان رضي الله عنه "كان الناس يسألون النبي صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني"رواه البخاري ومسلم. وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن كثرة وقوع الفتن في آخر الزمان وحذر أمته منها، فيجب على المسلم أن يهتم بهذا الأمر غاية الاهتمام ويخاف من الوقوع في الفتن غاية الخوف، ويسأل الله السلامة منها، والفتنة قد تكون في الخير وقد تكون في الشر، قال تعالى "وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ"الأنبياء:35 أي نختبركم بالشدة والرخاء لننظر كيف شكركم وصبركم، ومن الخير الذي ابتلي به المسلمون في هذه البلاد كثرة الأموال مما حمل الكثير منهم على الأشر والبطر والإسراف والتبذير فعرضوا أنفسهم وبلادهم لأسوأ العقوبات، فمما سببه الغنى تساهل المسلمين بشأن الكفار وتناسى خطرهم وعداوتهم، فصار الكثير من الأغنياء والمترفين يسافر إلى بلاد الكفار بعوائلهم لا لشيء إلا للنزهة وقضاء الوقت، وقد يكون لأسوأ من ذلك هو فساد الأخلاق ومشاركة الكفار في لهوهم ومجونهم والابتعاد عن بلاد المسلمين وأخلاقهم لأنهم لا يحصلون فيها على ما تشتهي نفوسهم الأمارة بالسوء

والسفر إلى بلاد الكفار لا يجوز إلا لغرض مباح من تجارة أو علاج أو دراسة لا يمكن الحصول عليها في بلاد المسلمين، مع تمكن المسلم من إظهار دينه والمحافظة على عقيدته وابتعاده عن موطن الشر وأهله حتى يعود إلى بلاده كما ذهب منها متمسكاً بدينه وعقيدته مبغضاً للشر وأهله محباً للخير وأهله، ومما سببه توفر المال بأيدي بعض الناس جلب الكفار إلى بلاد المسلمين باسم عمال أو خدم أو سائقين أو مربين مما كثر عدد الكفار في بلاد المسلمين مع اختلاطهم بهم واطلاعهم على أسرار المسلمين مما سبب سريان عادات الكفار وأخلاقهم أيضاً وربما أديانهم الكفرية بين المسلمين وتأثر الشباب والأطفال والجهال بتلك الأخلاق وتلك العقائد الفاسدة وبعض المسلمين يأتمن الكافر على ماله وعلى محارمه وأولاده ناسياً أو متناسياً قول الله تعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ" آل عمران 118 ، ففي هذه الآية الكريمة ينهى الله سبحانه وتعالى عباده المؤمنين من اتخاذ الكفار بطانة، وبطانة الرجل هم خاصة أهله الذين يطلعون على داخل أمره، ويبين سبحانه ما يكنه هؤلاء الكفار ويضمرونه في أنفسهم من عداوة للمؤمنين وأنهم يسعون للإضرار بهم بكل غال ورخيص وبكل ما يستطيعون من مكر وخديعة، وأنهم يودون أن يشقوا على المسلمين ويضايقوهم كلما سنحت لهم الفرصة، وقد ذكر لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه غلاماً من أهل الحيرة حافظاً كاتباً، وطلب منه أن يتخذه كاتباً، فامتنع من ذلك وقال قد اتخذت إذاً بطانة من دون المؤمنين قال الحافظ ابن كثير رحمه الله ففي هذه الآية مع هذا الأثر دليل على أن أهل الذمة لا يجوز استعمالهم في الكتابة التي فيها استطالة على المسلمين واطلاع على دواخل أمورهم التي يخشى أن يفشوها إلى الأعداء وهذا جانب من جوانب ضررهم على المسلمين وهناك جوانب كثيرة من أهمها تأثيرهم على المسلمين بجلب المذاهب الكفرية والأفكار الإلحادية وتلقينها لأولاد المسلمين خصوصاً إذا تولوا تربيتهم

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم

الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الهادي الأمين

أما بعد

نواصل ذكر أضرار استقدام الكفار منها جلبهم لوسائل الإفساد الخلقي من الخمور والمخدرات والمسكرات عن طريق الخفية وإيصالها إلى أيدي شباب المسلمين وسفهائهم

ومنها إفسادهم للنساء وللعوائل والبيوت إذا استخدموا سائقين أو خدماً أو طباخين، ومنها أنهم يسحبون ثروة المسلمين ويتقوون بها على الكفر وعلى محاربة المسلمين، فلا يجوز للمسلم أن يجلب كافراً إلى بلاد المسلمين لما في ذلك من الأضرار البالغة على المستقدم وعلى المجتمع الإسلامي لكن إذا اضطر صاحب العمل إلى جلب عمال أجانب فعليه أن يختار عمالاً مسلمين وهم والحمد لله كثير

ومن صلحت نيته وبذل الأسباب النافعة يسر الله له وكان قدوة في الخير، هذا مع أن البعض أو الكثير من الذين يستقدمون الأجانب يستقدمونهم من غير حاجة، وإنما يستقدمونهم من باب المباهاة والمفاخرة ومجاراة الآخرين ليظهر أمام الناس أن لديه سائقاً أو لديه خدم ليفتخر بذلك

هذا وصلوا على نبيكم كما أمركم الله بذلك في محكم كتابه بقوله "إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين ءامنوا صلوا عليه وسلموا تسليما"الأحزاب:56. وقال عليه الصلاة والسلام من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا.رواه مسلم. اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وارض اللهم عن الأربعة الخلفاء الأئمة الحنفاء أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن الصحابة أجمعين وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين وانصر عبادك الموحدين وأعل بفضلك كلمة الحق والدين اللهم إنك تعلم أن الرافضة في إيران ولبنان والعراق قد تكالبوا على إخواننا أهل السنة في سوريا اللهم اجعل كيدهم في نحورهم وزلزل الأرض من تحت أقدامهم واجعل تدبيرهم تدميراً لهم اللهم احفظ بلاد المسلمين من فتن دخول الكفار إلى بلادهم ويسر دخولهم في الإسلام ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.البقرة:201.

عباد الله: أذكروا الله يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.العنكبوت:45.

1434-12-26هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

9 + 2 =

/500
جديد الخطب الكتابية