الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد
قول المصنف:"باب من هزل بشيء فيه ذكر الله أو القرآن أو الرسول"
هذا الباب لبيان حكم المستهزئين بالله وبالقرآن وبالرسول صلى الله عليه وسلم وأن حكمهم أنهم مرتدون إن كانوا مسلمين ، وأن الاستهزاء ردة وكفر ، فجواب الشرط (فقد كفر)؛ لأن هذا من نواقض الإسلام بإجماع المسلمين ، سواء كان جادا أو مازحا ، حيث لم يستثن الله إلا المكره، قال تعالى :"مَن كَفَرَ بِاللَّهِ مِن بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ "(النحل 106)،
قول المصنف:" وقول الله تعالى: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لا تعتذروا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ " (التوبة آية 66)
يقول الله تعالى مخاطبا لرسوله صلى الله عليه وسلم "وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ"، أي سألت المنافقين الذين تكلموا بكلمة الكفر استهزاءً. "لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ "، أي يعتذرون بأنهم لم يقصدوا الاستهزاء والتكذيب ، وإنما قصدوا الخوض في الحديث واللعب. " قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ " لم يعبأ الله باعتذارهم ؛ لأن الاستهزاء على وجه الخوض واللعب لا يكون صاحبه معذورا؛ لأنه لا يجتمع الإيمان بالله وكتابه ورسوله والاستهزاء بذلك في قلب ؛ لأن ذلك عين الكفر ؛فإن قيل : كيف قال : كفرتم بعد إيمانكم ، وهم لم يكونوا مؤمنين؟ قيل: معناه : أظهرتم الكفر بعدما أظهرتم الإيمان
وبالله التوفيق
وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
1434/5/27 هـ