الدرس 344 الانتحار

المقال
التصنيف : تاريخ النشر: السبت 19 جمادى الأولى 1434هـ | عدد الزيارات: 2196 القسم: الفوائد الكتابية

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:

الانتحار: هو قتل الإنسان نفسه عمداً

حكمه: محرم، وهو كبيرة من كبائر الذنوب وقد ثبت تحريمه بالكتاب والسنة قال تعالى:" ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما" (النساء آية 29)

وقال تعالى :"ولا تلقوا بأيدكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين" ( البقرة آية 195)

وقال صلى الله عليه وسلم :" مَن تَرَدَّى مِن جَبَلٍ فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَهو في نَارِ جَهَنَّمَ يَتَرَدَّى فيه خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا، وَمَن تَحَسَّى سُمًّا فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَسُمُّهُ في يَدِهِ يَتَحَسَّاهُ في نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا، وَمَن قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ، فَحَدِيدَتُهُ في يَدِهِ يَجَأُ بِهَا في بَطْنِهِ في نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا " صحيح البخاري.

وفي حديث سهل بن سعد رضي الله عنه في قصة الرجل الذي جرح جرحاً شديداً في إحدى الغزوات فوضع ذباب سيفه بين ثدييه وتحامل عليه فقتل نفسه "فقالَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: إلى النَّارِ " رواه البخاري ومسلم.

بناء على هذه الأدلة ونحوها فإنه يحرم على الإنسان أن يتسبب في إلحاق الضرر بنفسه كما حرم عليه إلحاق الضرر بغيره

الحكمة من تحريم الانتحار:

إن الإنسان ملك لخالقه ومولاه ولا يجوز لأحد البتة أن يتصرف في ملك غيره بدون إذنه لا عقلاً ولا شرعاً وأنت أيها الإنسان في حقيقة الأمر مؤتمن على أمانات كثيرة أعظمها نفسك التي بين جنبيك وقد أمرك الله تعالى بالحفاظ عليها شأن سائر الودائع حتى يستردها منك ربك متى شاء سبحانه وتعالى

والمنتحر بفعله هذا قد ارتكب جريمتين عظيمتين هما

أولاً: عدم الرضا بقضاء الله وقدره وضعفه عن الصبر عليه

ثانياً: التعدي على ما لا يملكه

فسعادة المرء وهدايته لا تتأتى إلا بإتباعه هدى الله وشقاؤه وضلاله بسبب إعراضه عن ذكره قال الله تعالى :" فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى*ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى" (طه 123،124)

وبالله التوفيق

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

1434/5/18 هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

1 + 9 =

/500
روابط ذات صلة
المقال السابق
الفوائد الكتابية المتشابهة المقال التالي