ﺟﺪﻳﺪ اﻟﻤﻮﻗﻊ

صفة الصلاة

الخطب
التصنيف : تاريخ النشر: الخميس 15 رجب 1440هـ | عدد الزيارات: 1137 القسم: خطب الجمعة

الحمدلله نحمده و نستعينه و نستغفره و نتوب إليه و نعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده و رسوله صلى الله عليه و على آله و أصحابه و من تبعهم بإحسان و سلم تسليماً كثيرا .

أما بعد....

أيها الناس: اتقوا الله تعالى وأقيموا الصلاة فإن الصلاة عمود دينكم ولن يقوم البنيان بدون عموده ولا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة ، أقيموا الصلاه " إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا " النساء:103"

أقيموا الصلاة كما أُمرتم صلوا كما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أسبغوا الوضوء واستقبلوا القبلة قوموا لله مخلصين فاستقبلوا وجهه بقلوبكم وبيته بأبدانكم واعلموا أن الله قِبل وجه المصلي اطمئنوا في صلاتكم لا تصلوها وأنتم عجالى ، فلا صلاة بدون طمأنينة فعن أبي هريرة رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل المسجد، فدخل رجل ، فصلى ، ثم جاء ، فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فرد النبي صلى الله عليه وسلم عليه السلام، فقال: ارجع فصل فإنك لم تصل، فصلى، ثم جاء، فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ارجع فصل، فإنك لم تصل، ثلاثًا، فقال: والذي بعثك بالحق، فما أحسن غيره، فعلمني، قال: إذا قمت إلى الصلاة فكبر، ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن، ثم اركع حتى تطمئن راكعًا، ثم ارفع حتى تعتدل قائمًا، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدًا، ثم ارفع حتى تطمئن جالسًا، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدًا، ثم افعل ذلك في صلاتك كلها."رواه البخاري ومسلم

أيها المسلمون :

إن من صلى بدون طمأنينة فلا صلاة له كما قال رسول صلى الله عليه وسلم لهذا الرجل "ارجع فصل فإنك لم تصل".

اقرأوا الفاتحة في كل ركعة فإنه "لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب"رواه البخاري و مسلم واقرأوا معها في الفجر سورة من طوال المفصل وفي المغرب من قصاره ومن طواله أحياناً فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم ربما قرأ في المغرب بسورة طويلة : فقد قرأ مرة بالأعراف ومرة بالصافات ومرة بحم الدخان و مرة بسورة محمد ومرة بالمرسلات .

واقرأوا في الظهر والعصر والعشاء الآخرة من أوساط المفصل وأطيلوا الركعة الأولى من صلاة الظهر لفعل النبي صلى الله عليه وسلم فقد كان الرجل يأتي من البقيع ويلحق بالركعة الأولى مع النبي صلى الله عليه وسلم .

وطوال المفصل من ق إلى عم وأوساطه من عم إلى الضحى و من قصاره من الضحى إلى آخر القرآن.

ارفعوا أيديكم عند تكبيرة الإحرام إلى المناكب أو إلى الأذنين ثم ضعوا اليمنى على مفصل كف اليسرى على صدوركم بعد التكبير وانظروا إلى موضع سجودكم و لا تلتفتوا في الصلاة ولا ترفعوا أبصاركم إلى السماء فقد قال صلى الله عليه وسلم " لينتهين أقوام عن رفع أبصارهم إلى السماء أو لا ترجع إليهم"رواه مسلم.

استفتحوا الصلاة بعد ذلك فقولوا "سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك"أخرجه مسلم.

أو قولوا"اللهم باعد بيني و بين خطاياي كما باعدت بين المشرق و المغرب ،اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس اللهم اغسلني من خطاياي بالماء و الثلج و البرد"متفق عليه .

ثم قولوا اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم ثم اقرأوا الفاتحة و ما تيسر من القرآن ثم اركعوا مكبرين وارفعوا أيديكم عند الركوع وضعوها على ركبكم مفرقة الأصابع وجافوها عن جنوبكم واعتدلوا في ركوعكم فسووا ظهوركم و ساووها مع رءوسكم فقد كان صلى الله عليه وسلم يسوي ظهره ورأسه لا يُنَزِّل رأسه ولا يرفعه وعظموا ربكم في ركوعكم فقولوا سبحان ربي العظيم وكرروا ذلك وكان صلى الله عليه وسلم يكثر في ركوعه و سجوده من قوله :سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفرلي ارفعوا من الركوع قائلين سمع الله لمن حمده رافعين أيديكم إلى المناكب أو إلى الأذنين وبعد القيام قولوا :اللهم ربنا لك الحمد ملء السموات وملء الأرض وملء ما بينهما وملء ما شئت من شئ بعد أهل الثناء و المجد أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد.

و المأموم لا يقول :سمع الله لمن حمده لقول النبي صلى الله عليه وسلم "إذا قال الإمام :سمع الله لمن حمده فقولوا: ربنا ولك الحمد"رواه البخاري و مسلم.

ثم اسجدوا مكبرين ولا ترفعوا أيديكم عند السجود اسجدوا على الأعضاء السبعة وهي : الجبهة مع الأنف و اليدين و الركبتين و أطراف القدمين و ضعوا أيديكم حال السجود على الأرض وأصابعها نحو القبلة مضمومة بعضها إلى بعض محاذية لمكان الجبهة و الأنف أو محاذية للمنكب اعتدلوا في سجودكم فارفعوا البطن عن الفخذين و الفخذين عن الساقين ونحُوا اليدين عن الجنبين فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم ينحيها حتى يرى بياض إبطه إلا إذا كان الإنسان مأموما فإنه لا ينحيها إذا كان يؤذي من بجنبه وارفعوا الذراعين عن الأرض فإن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن بسطها على الأرض وعظموا ربكم في السجود مع الدعاء وقولوا:سبحان ربي الأعلى وكرروها ،وقولوا : سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفرلي ولا تسجدوا على لباس عليكم من ثوب أو مشلح أو غترة إلا لحاجة كشدة حرارة الأرض و خشونتها أو نحو ذلك ثم ارفعوا من السجود مكبرين واجلسوا على قدم الرجل اليسرى و انصبوا قدم الرجل اليمنى وضعوا اليد اليمنى على فخذ الرجل اليمنى أو على ركبتها وضموا منها الخنصر و البنصر و حلقوا بإبهامها مع الوسطى وحركوا السبابة عند الدعاء وضعوا اليد اليسرى على فخذ الرجل اليسرى أو ركبتها مضمومة أصابعها إلى بعض وقولوا: رب اغفرلي و ارحمني و اهدني و ارزقني و اجبرني و عافني ثم اسجدوا السجدة الثانية مكبرين و اصنعوا كما صنعتم في السجدة الأولى قولا و فعلا ثم صلوا الركعة الثانيه بدون استفتاح ولا تعوذوا كالركعة الأولى ثم اجلسوا للتشهد و اصنعوا في جلوسكم كما فعلتم في الجلوس بين السجدتين و قولوا :التحيات لله و الصلوات و الطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

فإن كانت الصلاة ركعتين فسلموا على اليمين السلام عليكم ورحمة الله ، وسلموا على اليسار : السلام عليكم ورحمة الله وإن كانت الصلاة أكثر من ركعتين فقوموا بعد التشهد الأول مكبرين وارفعوا أيديكم عند القيام وصلوا ما بقي من صلاتكم على صفة ما سبق في الركعة الثانية، إلا أنكم تقتصرون على الفاتحة و تجلسون للتشهد الأخير متوركين بأن تنصبوا قدم الرجل اليمنى وتخرجوا الرجل اليسرى من تحت ساقها و تستقروا على الأرض وتقرأوا التشهد الأول ثم تتبعوه بالصلاة على النبي ثم الدعاء بما تيسر .

فهذه صفة الصلاة فأقيموها وأتقنوها لعلكم تفلحون فقد قال الله تعالى"قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ"المؤمنين:1-11

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ..

الخطبة الثانية

الحمدلله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له

وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه و على آله و أصحابه وسلم .

أما بعد ...

عباد الله:

"اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا و أنتم مسلمون"آل عمران:102 .

واعلموا أن أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة على صلاته .

فإن ردت رد سائر عمله كما قال ذلك صلى الله عليه وسلم

كيف لا وهي الركن الثاني من أركان الإسلام من تركها متعمداً أو كسلاً كفر لقول النبي صلى الله عليه وسلم " العهد الذي بيننا و بينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر"رواه الترمذي و صححه.

فحافظوا عليها مع الجماعة بأركانها و واجباتها .

هذا وصلوا على نبيكم خليل الله محمد اللهم صل وسلم عليه .

اللهم احفظ لنا ولي أمرنا و جنودنا على حدودنا و اجعل الرافضة في اليمن تحت اقدامهم .

"ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنه وقنا عذاب النار"البقرة:201 و أدخلنا الجنة مع الأبرار و اغفر لنا و لوالدينا و لوالد والدينا و لجميع المسلمين الأحياء منه و الميتين برحمتك يا أرحم الراحمين و قوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله.

1440-7-14

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

5 + 3 =

/500
جديد الخطب الكتابية
روابط ذات صلة
الخطب السابق
الخطب الكتابية المتشابهة الخطب التالي