367 كتاب الصيام

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

الواجب على المسلمين في أي مكان أن يصوموا ويفطروا برؤية الهلال أو رؤية البلد القريب منهم فإن لم يروه فإنهم يكملون الشهر ثلاثين يوما عملاً بقول النبي صلى الله عليه وسلم صوموا لرؤيته و أفطروا لرؤيته فإن غم عليكم فاكملوا المدة ثلاثون يوماً فعلى الإخوة في المعهد العربي الإسلامي التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في طوكيو اليابان أن يرجعوا في الأمر إلى المركز الإسلامي في تلك الدولة لأن المركز الإسلامي إذا كان في دولة غير إسلامية يقوم مقام الدولة الإسلامية بالنسبة لمن يعيش في تلك الدولة من المسلمين وعلى المركز الإسلامي العناية بتحري الهلال.

العبرة في تفطير الصوام بالأغلبية فإذا كان أغلبهم ممن يحافظون على الصلاة فلا ينظر إلى من قد يكون معهم ممن ليس كذلك ولعل في ذلك دعوة له بالتوبة.

إغتسال المرأة بعد أن رأت الطهر و صومها بعده عمل صحيح يتعين القيام به حيث إنها قد صارت بطهرها من أهل وجوب الصلاة و الصيام والدم اليسير الذي رأته في نهاية اليوم الثاني من طهرها لاأثر له على صحة صيامها فهو دم فساد لا أثر له على الصيام .

لا يجوز الفطر في نهار رمضان بسبب الطلعات التدريبيه فوق مدينة الرياض لأنها لا تعتبر سفراً لكن لو أن احداً فرض عليه من قبل الجهة التابع لها القيام بهذه الطلعات و احتاج إلى الفطر في أثناء اليوم ولو لم يفطر خاف على نفسه الهلاك فيجوز له الفطر ويقضي اليوم الذي أفطره لعموم قوله تعالى "لا يكلف الله نفساً إلا وسعها"البقرة:286 .

النية من الليل شرط لصحة الصيام الواجب فعن ابن عمر عن حفصة رضي الله عنهم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال"من لم يجمع الصيام قبل الفجر فلا صيام له" أخرجه أحمد وصححه ابن خزيمة.

وكان الواجب عليك أن تنوي الصيام قبل طلوع الفجر فإذا تحقق السفر جاز لك الفطر لأن رخص السفر لا يجوز الترخص بها قبل بدء السفر إذا كان يترتب على القيام بجهة الطيران أثناء صيام رمضان هلاك أو تلف أو غلبة جوع أو عطش تخاف على نفسك منهما فلا يجوز لك أن تصوم لقوله تعالى"ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة"البقرة:195.

وقال سبحانه"ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما"النساء:29.

يجوز لقائد الوحدة أو قائد الطائرة إلزام بقية طاقم الطائرة بالفطر في رمضان وذلك بشرطين:

1-أن يكون الطيران ضرورياً في نهار رمضان بحيث إذا ترك ترتب عليه مفاسد عظيمة.

2-تحقق وجود الضرر على طاقم الطائرة من الصوم أثناء الطيران أو غلبة الظن في ذلك وإذا دخل دخان السجائر إلى الحلق من غير قصد فلا يؤثر على صحة صيامك و عليكم مناصحة أخيكم المدخن بالتوبة إلى الله من شرب الدخان لأنه حرام و معصية وتحذيره من الإثم المترتب على أذية جلسائه بدخان سجائره و تذكيره بقول الله تعالى"والذين يؤذون المؤمنين و المؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً و إثماً مبيناً"الأحزاب:58.

إذا أفطرتم بعد أذان المغرب ثم طارت الطائرة و رأيتم الشمس فصيامكم صحيح لأنكم أفطرتم بعد غروب الشمس وأتممتم الصيام إلى الليل كما أمركم الله عز وجل في قوله "ثم أتموا الصيام إلى الليل"البقرة:187.

إذا أكملتم صيام رمضان في بلدكم و أفطرتم يوم العيد ثم سافرتم إلى بلد لازالوا صائمين فاستمروا في فطركم لأنكم أفطرتم بحكم شرعي

لكن الأولى استتاركم لكيلا يكون ذلك سبباً للفتنة إذا صمتم في بلدكم ثمانية وعشرين يوماً ثم سافرتم إلى بلد و وجدتم أهلها قد أفطروا فأفطروا معهم إذا كان صومهم و فطرهم مبنياً على رؤية شرعية وحكمكم حكم أهل البلد التي سافرتم إليها فإن صاموا تسعة وعشرين يوماً فعليكم قضاء يوم واحد بعد العيد وإن صاموا ثلاثين يوماً فعليكم قضاء يومين .

يمكن معرفة دخول شهر رمضان في الدولة غير المسلمة بمراجعة المركز الاسلامي في تلك الدولة الظاهر من الأدلة الشرعية أن من سافر إلى بلد لزمه الصوم مع أهلها لقول النبي صلى الله عليه وسلم"الصوم يوم تصومون والإفطار يوم تفطرون و الأضحى يوم تضحون "أخرجه أبو داود و الترمذي بأسناد حسن لأن في صيامه مع أهل تلك البلدة جمعاً للكلمة و ابتعاداً عن الاختلاف و الفرقه رغم أن تلك البلدة يصومون على التقويم لاعلى الرؤية .

غاز الأوكسجين الصناعي الذي يستنشقه الطيار لا يبطل الصيام لأنه ليس أكلا ولا شرباً ولا في معنى الأكل و الشرب إذا غلب الطيار القيء بغير اختياره فلا يؤثر ذلك على صحة صيامه أما إذا تعمد القيء فإنه يفطر بذلك وعليه القضاء.

لقول النبي صلى الله عليه وسلم "من ذرعه القيء فلا قضاء عليه ومن استقاء فعليه القضاء "أخرجه أصحاب السنن الأربعة و صححه ابن حبان والحاكم .

يجب على الطيار الإفطار إذا كانت الرحلة لابد منها وكان الضرر من عدم الإفطار متحققا أو غالباً فإن صام وأصيب بحادث ووافاه الأجل بسبب صيامه فيعتبر آثماً لقول الله تعالى" ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة"البقرة:195.

وقال تعالى "ولا تقتلوا أنفسكم"النساء:29.

وإن كان من عادتك الصوم تطوعاً وأفطرت من أجل سلامة الطيران فإن أجر الصيام يكتب لك إن شاء الله فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا مرض العبد أو سافر كُتب له مثل ما كان يعمل مقيماً صحيحاً "أخرجه البخاري .

وإذا دخل وقت الإفطار ولم تجد ما تفطر به ولو ماءً فالسنة أن تفطر بالنية لحديث سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال"لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر " أخرجه البخاري و مسلم وإذا كانت هناك غيوم تمنعك من رؤية الشمس فالواجب عليك الإمساك عن الأكل و الشرب وجميع المفطرات حتى يغلب على ظنك أن الشمس قد غربت فإن غلبت الظن تنزل منزلة اليقين.

والعبرة في الإفطار بتحقق غروب الشمس لا بتوقيت البلد التي تطيرون فوقها لقول الله تعالى" ثم أتموا الصيام إلى الليل"البقرة:187.

ولحديث عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" إذا أقبل الليل من ها هنا وأدبر النهار من ها هنا وغربت الشمس فقد أفطر الصائم"أخرجه البخاري و مسلم .

ومن كان مسافرا عن محل إقامته مسافة ثمانين كيلو ومدة إقامته لا تزيد عن أربعة أيام فهذا مسافر فيجوز له الفطر و أما من لم يكن مسافراً ولا مريضا فيجب عليه الصيام ولو كان الوقت حاراً لأن صوم رمضان ركن من أركان الإسلام و العمل في الثغور وحده ليس عذراً للفطر إلا إذا ترتب على عدم الإفطار ضعف شديد يؤثر على قدرتهم على مواجهة و تتبع المهربين و المتسللين فإنهم يفطرون ويقضون.

إذا أصاب الصائم مشقة من الصوم مع مباشرة الحادث أو كان في صومه إضعاف له عن القيام بواجبه تجاه إنقاذ النفس المعصومة او المال المعصوم فإنه يفطر و يقضي يوماً مكانه.

المشقة التي تجيز الفطر هي التي تكون بحيث لو لم يفطر لعجز عن أداء عمله أو ضعف عنه ضعفاً يؤثر في الإنقاذ أما إذا كان إرهاقاً و تعباً محتملا فهذا لا يبيح الفطر ولا يقطع الصوم إلا إذا وقعت المشقة.

الدخان و الأبخرة و الغازات تدخل الأنف بغير اختيار فلا يؤثر على صحة الصوم.

وبالله التوفيق .

1440-7-9هـ