أهمية التوحيد

الخطب
التصنيف : تاريخ النشر: الأربعاء 7 رجب 1440هـ | عدد الزيارات: 1323 القسم: خطب الجمعة

الحمدلله رب العالمين الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد.

أحمده تعالى وأشكره على نعمه العظمى التي لا تعد ولا تحصى وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله أفضل من وحد الله وقدره حق قدره.

اللهم صل وسلم وبارك عليه و على آله وأصحابه الذين بذلوا أموالهم وأرواحهم في سبيل الله.

أما بعد...

عباد الله

إن أنفع ما وعظ به الواعظون توحيد الله تعالى إذ لا حياة للقلوب ولا لذة ولا نعيم إلا بأن تعتقد إعتقاداً لا يساوره شك بأن الله وحده لا شريك له .أمر بذلك في مواضع كثيرة من كتابه "وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا"النساء36.وقال تعالى"وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴿٥٦﴾"الذاريات.

وقد أمر الله تعالى العباد بذلك لصالحهم وليظهر آثار عدله وعفوه وجزائه فيمن أحسن ومن أساء وإلا فالخلق كلهم عبيده آمنوا أم كفروا لا تضره معصيتهم ولا تنفعه طاعتهم بل هو النافع الضار.

وأعظم عبادته وأجلها توحيده الذي لا يكون المرء مؤمناً حقاً حتى يأتي به خالصاً من شوائب الشرك والبدع ولن يكون كذلك حتى يوحد الله تعالى بكل ما للتوحيد من معنى متجنباً كل ما يناقض التوحيد أو ينقصه كالمحدثات و المعاصي.

لذا يجب على المسلم أن يعتقد أن الله رب كل شيء ومالكه وخالقه يحي ويميت وهو على كل شيء قدير يُلجأ إليه في الضراء والسراء ويتوكل عليه كما قال تعالى:"وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلِّ ۖ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا (111)"الإسراء..

فيجب على المسلم أن يعتقد أن الله هو المستحق أن يعبد وحده لا شريك له ، فلا يدعو إلا إياه ولا ينفق إلا في سبيله ولا يذبح إلا له تعالى أنزل الله تعالى كتبه وأرسل رسله من أولهم نوح "عليه السلام"إلى أن اختتموا بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم وكلهم متفقون في الدعوة إليه "وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴿٢٥﴾"الأنبياء.

كما أن توحيد الأسماء والصفات هو الإيمان بكل ما ورد في القرآن الكريم و الأحاديث الصحيحة من صفات الله التي وصف بها نفسه ووصفه بها رسوله على الحقيقة وعدم التعرض لها بشيء من التكييف او التمثيل أو التشبيه أو التأويل أو التحريف أو التعطيل و اعتقاد إن الله تعالى"لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (11)"الشورى. وقال تعالى:"قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)"الإخلاص.

وقال سبحانه وتعالى :" وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا ۖ وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ ۚ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (180)"الأعراف.هذا هو التوحيد الذي جاء به الإسلام وسعدت به البشرية حيث سلكت سبيل الرشاد في طريق مستقيم لا عوج فيه ولا التواء.

عباد الله

اعلموا إنه كلما قوي توحيد العبد قوي إيمانه وصلته بربه وكلما ضعف توحيده ولُوث بالمعاصي والمحدثات ضعف إيمانه وبعدت الصلة بينه وبين الله تعالى.

فأخلصوا العبادة لله وحققوا توحيده الذي دعت إليه رسل الله يحقق لكم ما وعدكم به من وعده الذي قطعه على نفسه تفضلاً منه وإحساناً فعن معاذ بن جبل رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئاً"متفق عليه .

"يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21) الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ ۖ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ (22)"البقرة.

وأستغفروا الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب ، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية..

الحمدلله رب العالمين واشهد أن لا آله إلا الله وحده لا شريك له و اشهد أن محمداً عبده و رسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً.

أما بعد..

عباد الله

اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا و أنتم مسلمون و اعلموا أن من شروط قبول العمل أن يكون خالصاً لوجه الله موافقاً لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم .

فاحرصوا على الإخلاص في العمل بعيداً عن الرياء و السمعة وعن الولوغ في المعاصي والبدع والمنكرات.

هذا وصلوا على نبيكم خليل الله محمد اللهم صل وسلم عليه .

اللهم احفظ لنا ولي أمرنا و جنودنا على حدودنا و اجعل الرافضة عبرة للمعتبرين .

ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنه وقنا عذاب النار و أدخلنا الجنة مع الأبرار و اغفر لنا و لوالدينا و لجميع المسلمين الأحياء منه و الميتين و قوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله.

1440-7-6

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

4 + 5 =

/500
جديد الخطب الكتابية
روابط ذات صلة
الخطب السابق
الخطب الكتابية المتشابهة الخطب التالي