الحمد لله والصلاة على رسول الله وبعد
قد نص الله عز وجل على مصارف الزكاة بقوله تعالى إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم سورة التوبة الآيه60 فذكر الغارمين من أصناف أهل الزكاة والغارمون قسمان
قسم غرم لإصلاح ذات البين وإخماد الفتن والنزاعات التي يحصل بسببها التزامات مالية فالتزم بدفعها على نية الرجوع بها على الزكاة فهذا الصنف من الغارمين يعطى ما غرمه من الزكاة وإن كان غنيا
والقسم الثاني الغارم لإصلاح نفسه وحاله في مباح كمن يستدين لنفقته ونفقة من تلزمه مؤنته فإنه يعطى من الزكاة ما يسدد دينه
والقريب إذا كان فقيرا أولا يكفيه مرتبه ولا يستطيع الزواج فإنه يجوز إعانته من الزكاة
والطلبة الأيتام الذين ليس لهم مال يكفي لمصروفاتهم الضرورية فإنه يجوز دفع الزكاة لهم للنفقة والدراسة
وإذا كانت الأسرة فقيرة بأن يكون دخلها لا يكفي فإنه يجوز أن تدفع لهم من زكاتك قدر ما يكفيهم ولا تدفعها لهم على فترات إذا كان دفعها لهم بعد وجوبها عليك أما إذا كنت تدفعها لهم قبل وجوبها فلا مانع من دفعها لهم على فترات
يجب دفع الزكاة إلى مستحقيها وفق الصفات المذكورة في آية التوبة وهم يصرفونها فيما يحتاجون إليه من علاج وغيره ولا يجوز حبسها عند المزكي لتمويل علاج المريض منها إذا احتاج إلى علاج لأن هذا يقصرها على حالة خاصة من أحوال المحتاج في حين أن حاجاته كثيرة والله تعالى يقول وءاتوا الزكاة أي ادفعوها إلى مستحقيها فور وجوبها
لا يجوز صرف الزكاة في مشروع إفطار الصائم لأن الذين يأكلون من الطعام يكون فيهم الغني وغير المسلم ومن ليس من أهل الزكاة
إذا كان لا يعلم مقدار الأموال التي لم يزكها فيما مضى وهي تجب فيها الزكاة فإنه يقدرها بما يغلب على ظنه "ويحتاط ويخرج زكاتها وتبرأ ذمته بذلك إن شاء الله لقول الله تعالى "فاتقوا الله ما استطعتم
وبالله التوفيق
1440-6-21 هـ