ﺟﺪﻳﺪ اﻟﻤﻮﻗﻊ

فضل العلم الشرعي

الخطب
التصنيف : تاريخ النشر: الثلاثاء 24 ربيع الثاني 1440هـ | عدد الزيارات: 1715 القسم: خطب الجمعة

إن الحمدلله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له رفع شأن العلم الشرعي وأعلى قدر أهله وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه والتابعين الذين كانوا بعلمهم وعملهم مناراً للسالكين وقدوة للعاملين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد؛ أيها المسلمون:

اتقوا الله فإن تقوى الله سبحانه سبب موصل إلى العلم الذي هو سلم النجاة بإذن الله قال الله تعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِن تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَانًا"الأنفال :29. أي علماً تفرقون به بين الحق والباطل.

أيها الأحبة:

إن مما لا شك فيه أن العلم شرف ونور وفضيلة وأن العلم النافع مصدر الفضائل وينبوعها وأعذب الموارد ومجمع الشوارد وبالعلم النافع يتحقق للأفراد والمجتمعات بناء الأمجاد وتشييد الحضارات ولما للعلم من شرف المكانة وعظيم المنزلة ،جاء ديننا الإسلامي الحنيف بالحث على العلم والترغيب فيه والتشجيع على سلوك سبيله وأن سلوك سبيله طريق إلى دخول الجنة بإذن الله .

فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من سلك طريقا يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة"رواه مسلم.

كما كان الأمر بالقراءة أول صيحة مجلجلة أطلقها الإسلام تنويهاً بقيمة العلم وقدره وتكوينا بقاعدة البناء المعنوي في الأمة وتشييداً لصرح حضارتها وسر ازدهارها ونمو كيانها إنه العلم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

العلم بكل ما تحتاج إليه الأمة الإسلامية في مسيرتها لتواكب بحضارتها عصرها الذي تعيشه مع تمسكها بأصول عقيدتها وتعاليم دينها.

أمة الإسلام:

كم في كتاب الله عز وجل من الآيات الكريمة في هذا الموضوع تأملوا قوله سبحانه"أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَىٰ ۚ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُواْ الْأَلْبَابِ" الرعد:19. وقوله جل وعلا " وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا"طه:114. وقوله سبحانه "إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ"فاطر:28. وقال تعالى "قُل هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ"الزمر:9. وقوله جل وعلا "يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ"المجادلة:11. كذلكم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو المعلم الأول قدوة حسنة في هذا المجال فجاء في سنته القولية والعملية ما يبين المقام الأسمى في هذا الأمر العظيم.

أما سلفنا الصالح رحمهم الله فقد سطروا أنصع الصفحات وضربوا أروع الأمثلة في الحرص على العلم وقطعوا الفيافي والقفار للرحلة في طلبه حتى خلف ذلك الجهد حضارة علمية متنوعة لم يشهد التأريخ لها مثيلا وتبوأت المكتبة الإسلامية في شتى العلوم والفنون أوج مكانتها وما ذلك إلا بتوفيق الله سبحانه ثم بالإخلاص في طلب العلم حيث لم تدنسه الأطماع الدنيوية والمطامع المادية ثم بالمنهج السليم والجد والمثابرة مما يتطلب من طلاب العلم اليوم التأسي والاقتداء.

أمة العلم :

إن أعظم بَلية بُلي بها كثير من المسلمين اليوم الجهل بدين الله فهو سبب كلِ مشكلة وطريق كل معضلة.

فصاحب الجهل إذا عاش فهو غير معدود وإذا مات فهو غير مفقود .

فكل شر وبلاء وفساد وداء في عقيدة الأمة وعباداتها وتصوراتها وأفكارها وسلوكها وأخلاقها فالجهل مصدره والعي مورده ومن أحب نجاته فطريق العلم سلم الوصول لذلك بإذن الله.

والعلم الذي نريده العلم بكتاب الله تلاوة وحفظاً وتدبراً وتفسيراً والعلم بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم رواية ودراية وتطبيقاً والعناية بالفقه في دين الله في العقيدة والعبادات والمعاملات ونحوها ليكون المسلم على بصيرة من أمره كذلك العلم بلغة القرآن الكريم اللغة العربية الفصحى التي زهد فيها بعض الناس وزاحموها بغيرها من اللغات .

فيا طلبة العلم يا من شرفكم الله بالنهل من ميراث النبوة اتقوا الله عز وجل في طلبكم واعتنوا بالعلم الشرعي واسلكوا منهجه الصحيح واطلبوه من أهله الموثوقين.

أما من منَّ الله عليهم بالعلم الشرعي فإن واجبهم عظيم في البلاغ والبيان وتعليم المسلمين أمور دينهم .

والله نسأل أن يرزق الجميع العلم النافع والعمل الصالح إنه جواد كريم.

هذا واستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم...

الخطبة الثانية.

الحمد لله الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم وأشهد أن لا إله إلا الله الأعز الأكرم وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله الداعي إلى السبيل الأقوم صلى الله وبارك عليه وعلى آله وصحبه وسلم.

أما بعد؛ عباد الله:

اتقوا الله واعرفوا للعلم قدره واجتهدوا ما استطعتم تفقهاً في دينكم فعن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"من يرد الله به خيراً يفقه في الدين"رواه البخاري ومسلم. واسألوا أهل العلم عما أشكل عليكم واعمروا أوقاتكم بالعلم النافع فليس العلم محدوداً بسن معينة ولا مقيداً بمرحلة محدودة لا منتهياً بنيل شهادة عالية.

واعلموا أنكم في زمان لا مخرج لكم من فتنه إلا بالتسلح بالعلم النافع وإذا كان العالم بحمد الله وفضله يشهد إقبالا وصحوة فينبغي أن يتوج هذا بالعلم النافع ليرسي قواعده ويضبط مسالكه ويعصمه من الانحراف بإذن الله.

وكذا يجب على القائمين بالدعوة إلى الله أن يكونوا على علم بما يدعون إليه وطريقة الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة حتى لا تحصل مجاوزة للحكمة أو وقوع في المضرة نتيجة قلة البضاعة في العلم .

فاتقوا الله عباد الله وتعلموا ما ينفعكم واتبعوا العلم بالعمل والدعوة إلى الله كل ذلك بخطى متوازنة لا إفراط فيها ولا تفريط وبذلك يحصل النفع العظيم والخير العميم بإذن الله.

هذا وصلوا وسلموا رحمكم الله على معلم الناس الخير النبي المجتبى والرسول المصطفى كما أمركم بذلك ربكم جل وعلا فقال عز من قائل "إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا"الأحزاب:56.

وقال عليه الصلاة والسلام"من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا"رواه مسلم. اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وارض اللهم عن الأربعة الخلفاء الأئمة الحنفاء أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن الصحابة أجمعين وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين وانصر عبادك الموحدين وأعل بفضلك كلمة الحق والدين وانصر المظلومين في كل مكان وانصر من نصرهم واخذل من خذلهم وعاد من عاداهم ووال من والاهم واجمع شمل المسلمين على كلمة التوحيد وأوقف نزيف دمائهم اللهم كن لإخواننا المستضعفين في كل مكان اللهم من أرادهم بسوء فاجعل كيده في نحره واجعل تدبيره تدميراً له اللهم ول على المسلمين خيارهم واكفف عنهم شرارهم اللهم فك أسر المأسورين واغفر ذنب المذنبين واقبل توبة التائبين اللهم لا تدع لنا في هذا المقام من ذنب إلا غفرته ولا هماً إلا فرجته ولا كرباً إلا نفسته ولا ديناً إلا قضيته ولا مريضاً إلا شفيته ولا أيماً إلا زوجته ولا ضالاً إلا هديته ولا حاجة من حوائج الدنيا هي لك رضا ولنا صلاح إلا اعنتنا على قضائها ويسرتها لنا واغفر اللهم لنا ولوالدينا ووالدي والدينا ولجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين برحمتك يا أرحم الراحمين

عباد الله:

اذكروا الله يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم "وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون"العنكبوت:45.

1440-4-25

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

6 + 6 =

/500
جديد الخطب الكتابية
روابط ذات صلة
الخطب السابق
الخطب الكتابية المتشابهة الخطب التالي