فضائل شهر الله المحرم

الخطب
التصنيف : تاريخ النشر: الخميس 17 محرم 1440هـ | عدد الزيارات: 1327 القسم: خطب الجمعة


الحمدُ للهِ مُصرِّفِ الأَيَّامِ والشُهُور، وأَشهدُ أن لا إِلهَ إلا اللهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لهُ، وأشهدُ محمدًا عبدُ اللهِ ورسولُه وخليلُه ، صلى اللهُ عليهِ وعلى آلهِ وأصحابهِ ومَنْ تَبِعَهُم بإِحسانٍ إلى يومِ الدين، وسَلَّمَ تَسلِيمًا.

أَمَّا بَعْدُ عِبادَ اللهِ..

" اتَّقَوْا اللهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ " آل عمران 102

نعيش هذه الأيام في شهر الله المحرم وهُوَ أَوَّلُ شُهورِ السَنَةِ الهِجرِيَةِ.. ولِهذا الَشهرِ فَضَائلُ :

الأُولى: شهر مُحرَّمُ إذ هو أحدُ الأشهُرِ الأَربعةِ الحُرُم الواردةِ في قولهِ تعالى: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ} التوبة :36.

وهذهِ الأشهرُ الأربعةُ هيَ ذُو القَعدةِ وذُو الحِجةِ ومُحرَّمُ ورجب.

الثانيةُ: شهرُ محرمٍ شهر فَاضِل, ومِنْ فَضلِهِ أن الله تعالى نَسَبَهُ إليه نسبة تشريف فقد قال النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ: " أَفْضَلُ الصِّيامِ، بَعْدَ رَمَضانَ، شَهْرُ اللهِ المُحَرَّمُ، وأَفْضَلُ الصَّلاةِ، بَعْدَ الفَرِيضَةِ، صَلاةُ اللَّيْلِ". رواه مسلم عن أبي هريرة.

قالَ ابن رجبٍ رحمه الله: “وقد سَمَّى النبيُ صلى الله عليه وسلم المُحرَّمَ شهرَ الله. وإضافتُهُ إلى اللهِ تَدُلُ على شرفِهِ وفَضْلِهِ، فإن اللهَ تعالى لا يُضيفُ إليهِ إلا خَوَاصَ مخلوقَاتِه، كما نَسَبَ مُحمَّداً وإبراهيمَ وإسحاقَ ويعقوبَ وغيرَهُم من الأنبياءِ إلى عُبُوديَتِهِ، ونسب إليه بيتَهُ وناقَتَهُ.

الثالثة: مِن أعظمِ الأيامِ التي جاءِ الحَثُّ على صِيامِها يومُ العاشِرِ من مُحَرَّم,كما روى البخاريُ ومسلم في صحيحيهما واللفظ للبخاري عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: " قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ، فَرَأَى الْيَهُودَ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ: مَا هَذَا، قَالُوا: هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ، هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ، فَصَامَهُ مُوسَى. قَالَ: فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ، فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ "

ولما روى مُسلمٌ في صحيحه عن أبي قتادةَ رضي الله عنه أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قالَ: (صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ).رواه مسلم

الرابعة: قال المحققون من أهل العلم في مراتب صيام يوم عاشوراء.

صيام يوم العاشر فقط يجزئ وصيام التاسع مع العاشر أفضل وصيام التاسع مع العاشر مع الحادي عشر أكمل .

بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ في الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ, وَنَفَعَنَا بِمَا فِيهِ مِنَ الآيات وَالذِّكْرَ الْحَكِيمَ, وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ

الخطبة الثانية:

الْحَمْدُ للهِ عَلَى إحْسَانِهِ وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَاِمْتِنَانِهِ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لاشريكَ لَهُ تَعْظِيمًا لِشَأْنِهِ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الداعي إِلَى رِضْوَانِهِ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آله وأصحابه , وَمَنْ تبعهم بإحسان إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

عباد الله:

اتقوا الله وعظموه في هذا الشهر شهر الله المحرم واجتنبوا فيه الذنوب والمعاصي فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم غالبية هذا الشهر وخير من نتأسى به خليل الله محمد صلى الله عليه وسلم ثم اِعْلَمُوا أَنَّ اللهَ تَعَالَى قَدْ أَمَرَنَا بِالصَّلَاَةِ عَلَى نَبِيهِ مُحَمٍّدِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَعَلَ لِلصَّلَاَةِ عَلَيْهِ فِي هَذَا الْيَوْمِ وَالْإكْثَارَ مِنْهَا مَزِيَّةً عَلَى غَيْرِهِ مِنَ الْأيَّامِ, فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : " إنَّ من أفضلِ أيَّامِكُم يومَ الجمعةِ فيهِ خُلِقَ آدمُ وفيهِ قُبِضَ وفيهِ النَّفخةُ وفيهِ الصَّعقةُ فأكْثِروا عليَّ منَ الصَّلاةِ فيهِ فإنَّ صلاتَكُم معروضةٌ عليَّ "رواه أبو داود ، و صححه الألباني .

فَاللهَمَّ صَلِّ وَسَلِّم وَبَارِك عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلهِ وَصَحبِهِ أَجَمْعَيْن .

اللهم أعز الإسلام والمسلمين واحم حوزة الدين اللهم انصر جنودنا في الحد الجنوبي واحفظ لنا ولي أمرنا ومتعه بالصحة والعافية وانفع به الإسلام والمسلمين واغفر اللهم لنا ولوالدين ووالدي والدينا ولجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين يا رب العالمين.

عِبَادَ اللهِ.. إِنَّ اللهَ يَأْمَرُ بِالْعَدْلِ وَالْإحْسَانِ وإيتاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكِرِ وَالْبَغِيِّ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ.النحل:90, فَاِذكُرُوا اللهَ الْعَظِيمَ الْجَلِيلَ يَذكُركُمْ, وَاُشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ, وَلَذِكرُ اللهُ أكْبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.العنكبوت:45..

1440/1/17هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

2 + 6 =

/500
جديد الخطب الكتابية
روابط ذات صلة
الخطب السابق
الخطب الكتابية المتشابهة الخطب التالي