الدرس 149 أحداث السنة التاسعة من الهجرة (21)

المقال
التصنيف : تاريخ النشر: الثلاثاء 24 ذو الحجة 1439هـ | عدد الزيارات: 1257 القسم: الفوائد الكتابية

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين ... أما بعد؛

قال ابن إسحاق: إن رسول الله ﷺ دعا خالد بن الوليد، فبعثه إلى أكيدر دومة، وهو أكيدر بن عبد الملك، رجل من بني كنانة، كان ملكا عليها، وكان نصرانيا. وقال رسول الله ﷺ لخالد: «إنك ستجده يصيد البقر». فخرج خالد حتى إذا كان من حصنه بمنظر العين، وفي ليلة مقمرة صائفة، وهو على سطح له ومعه امرأته، وباتت البقر تحك بقرونها باب القصر. فقالت له امرأته: هل رأيت مثل هذا قط؟ قال: لا والله. قالت: فمن يترك هذا؟ قال: لا أحد، فنزل فأمر بفرسه، فأسرج له، وركب معه نفر من أهل بيته، فيهم أخ له، يقال له: حسان، فركب وخرجوا معه بمطاردهم. فلما خرجوا تلقتهم خيل النبي ﷺ فأخذته وقتلوا أخاه، وكان عليه قباء من ديباج مخوص بالذهب، فاستلبه خالد فبعث به إلى رسول الله ﷺ قبل قدومه عليه.

وروى ابن اسحاق عن أنس بن مالك قال: رأيت قباء أكيدر حين قدم به على رسول الله ﷺ فجعل المسلمون يلمسونه بأيديهم ويتعجبون منه.

فقال رسول الله ﷺ: «أتعجبون من هذا فوالذي نفسي بيده لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن من هذا».

قال ابن إسحاق: ثم إن خالد بن الوليد لما قدم بأكيدر على رسول الله ﷺ حقن له دمه، فصالحه على الجزية، ثم خلى سبيله، فرجع إلى قريته، فقال رجل من بني طيء يقال له: بجير بن بجرة في ذلك:

تبارك سائق البقرات إني * رأيت الله يهدي كل هاد

فمن يك حائدا عن ذي تبوك * فإنا قد أمرنا بالجهاد

وقد حكى البيهقي أن رسول الله ﷺ قال لهذا الشاعر: «لا يفضض الله فاك».

فأتت عليه سبعون سنة ما تحرك له فيها ضرس ولا سن.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

8 + 9 =

/500
روابط ذات صلة