التحذير من تغيير العبادات

الخطب
التصنيف : تاريخ النشر: الخميس 27 رجب 1439هـ | عدد الزيارات: 1658 القسم: خطب الجمعة

الحمد لله أمرنا بطاعته واتباع رسوله .ونهانا عن اتباع أهوائنا والقول عليه بلا علم .وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .وأشهد أن محمداً عبده ورسوله القائل: (وإياكم ومحدثات الأمور. فإن كل محدثة بدعة . وكل بدعة ضلالة)صححه الألباني.صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً.

أما بعد :

أيها الناس:

اتقوا الله تعالى واتبعوا ما أنزل إليكم ربكم ولا تغيروا ولا تبدلوا قال الله تعالى (وما ءاتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا )الحشر :7 .

وقال صلى الله عليه وسلم :(من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)رواه مسلم. وإن بعض الناس في هذا الزمان يحاولون تغيير العبادات عن وضعها الشرعي ولذلك أمثلة كثيرة ،فمثلاً صدقة الفطر أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم باخراجها من الطعام في البلد الذي يوجد فيه المسلم وذلك ليلة العيد أو قبله بيومين فيخرجها في فقراء ذلك البلد وقد وجد من يفتي بإخراج القيمة بدلاً من الطعام .وهذا تغيير للعبادة عن وضعها الشرعي فصدقة الفطر لها وقت تخرج فيه ولها مكان تخرج فيه: وهو البلد الذي يوافي تمام الشهر والمسلم فيه ولها أهل تصرف فيهم ولها نوع تخرج منه وهو الطعام فلابد من التقيد بهذه الاعتبارات الشرعية وإلا فإنها لا تكون عبادة صحيحة ولا مبرئة للذمة ،وقد اتفق الأئمة الأربعة على وجوب إخراج صدقة الفطر في البلد الذي فيه الصائم ما دام فيه مستحقون لها.

وصدر بذلك قرار من هيئة كبار العلماء في المملكة فالواجب التقيد بذلك وعدم الالتفات إلى من ينادون بخلافه لأن المسلم يحرص على براءة ذمته والاحتياط لدينه وهكذا كل العبادات لا بد من أدائها على مقتضى الاعتبارات الشرعية نوعاً ووقتاً ومصرفاً فلا يغير نوع العبادة التي شرعها الله إلى نوع آخر فمثلاً :فدية الصيام بالنسبة للكبير الهرم الذي لم يفقد ذاكرته والمريض بمرض لا يرجى برؤه ،فاللذين لا يستطيعان الصيام قد أوجب الله عليهما الإطعام عن كل يوم نصف صاع أو كيلو ونصف من أصناف الزكاة مثل الأرز وهو من قوت البلد بدلاً من الصيام .قال تعالى (وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين)البقرة :184 .

وكذلك الإطعام في الكفارات ،كفارة الظهار وكفارة الجماع في نهار رمضان وكفارة اليمين ؛وكذلك إخراج الطعام في صدقة الفطر ، كل هذه العبادات لا بد من إخراج الطعام فيها ولا يجزيء عنه إخراج القيمة من النقود لأنه تغيير للعبادة عن نوعها الذي وجبت منه ؛لأن الله نص فيها على الإطعام فلابد من التقيد به ؛ومن لم يتقيد به فقد غيّر العبادة عن نوعها الذي أوجبه الله ،وكذلك الهدي والأضاحي والعقيقة عن المولود .

لابد في هذه العبادات أن يذيح فيها من بهيمة الأنعام النوع الذي يجزيء منها ولا يجزيء عنها إخراج القيمة أو التصدق بثمنها لأن الذبح عبادة ،قال تعالى (فصل لربك وانحر)الكوثر:2 ،وقال تعالى (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين)الأنعام:162 .

والأكل من هذه الذبائح والتصدق من لحومها عبادة مستحبة،قال تعالى (فكلوا منها وأطعموا البائِس الفقير)الحج :28 .

فلا يجوز ولا يجزيء إخراج القيمة أو التصدق بالدراهم بدلاً من الذبح لأن هذا تغيير عن نوعها الذي شرعه الله ،ولابد أيضاً أن تذبح هذه الذبائح في المكان الذي شرع الله ذبحها فيه .فالهدي يذبح في الحرم ،قال تعالى(ثم محلها إلى البيت العتيق)الحج :33.

وقال تعالى في المحرمين الذين ساقوا معهم الهدي (ولا تحلقوا رءوسكم حتى يبلغ الهدي محله) البقرة :196 .

هذا واستغفر الله لي ولكم .

الخطبة الثانية :

الحمد لله رب العالمين ؛أكمل لنا الدين ؛وأتم علينا النعمة .وأوضح لنا الأحكام .وأمرنا بتعلمها والتقيد بها وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن اتبع هديه وتمسك بسنته وسلم تسليماً كثيراً .

أما بعد :أيها الناس اتقوا الله تعالى كما أمركم الله واعبدوه على نور من هدي كتابه وسنة نبيه واحذروا القول عليه بلا علم والفتوى في دينه بغير بصيرة ؛فإن ذلك من أعظم المحرمات ؛وإذا أشكل عليكم شيءٌ من أمور دينكم فراجعوا فيه أهل العلم كما أمركم الله بذلك في قوله (فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) الأنبياء:7.

فالفتوى في الدين لا تؤخذ من كل أحد ،وإنما تؤخذ من أهل الذكر ،وأهل الذكر هم العلماء بكتاب الله وسنة رسوله ،وإننا نرى في هذه الأزمنة تساهلاً في أمر الفتوى وقبولها من كل أحد ،فعندما يخطب خطيب أو يتكلم متكلم في مسألة من مسائل الدين يبادر بعض من الناس إلى قبولها والعمل بها دون رجوع إلى أهل العلم وهذا الأمر ينذر بخطورة شديدة .

إن البعض ممن يخطبون أويتكلمون أو يعظون ليسوا فقهاء والفقهاء قليل ،وقد جاء في الحديث أنه في آخر الزمان يكثر القراء ويقل الفقهاء فعليكم عباد الله بالتثبت في أمور الأحكام الشرعية ،فإن هذا من دينكم .

هذا وصلوا وسلموا رحمكم الله على قائد الغر المحجلين محمد بن عبد الله، كما أمركم الله بذلك في كتابه، فقال (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين ءامنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) الأحزاب: 56

اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين الأئمة المهديين، أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بمنك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، وانصر من نصر دينك وكتابك وسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، اللهم انصر إخواننا في الحد الجنوبي على الحوثيين

اللهم فرج هم المهمومين من المسلمين، ونفس كرب المكروبين، واقض الدين عن المدينين، واشف مرضانا ومرضى المسلمين يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام

اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك، واتبع رضاك يا رب العالمين

اللهم وفق ولي أمرنا لما تحب وترضى، وأعنه على البر والتقوى، ومن العمل ما ترضى، وارزقه البطانة الصالحة يا حي يا قيوم، اللهم وفق جميع ولاة أمور المسلمين للعمل بكتابك، واتباع سنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم واجعلهم رحمة على عبادك المؤمنين

اللهم آت نفوسنا تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها، اللهم أصلح ذات بيننا، وألف بين قلوبنا، واهدنا سبل السلام، وبارك لنا في أسماعنا وأبصارنا وقواتنا أبدا ما أحييتنا

اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا، وما أسررنا وما أعلنا، وما أسرفنا وما أنت أعلم به منا، أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت، اللهم اغفر ذنوب المذنبين من المسلمين وتب على التائبين، اللهم اغفر لنا ولوالدينا، وللمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات

.ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

وقوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله .

26/7/1439هــــ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

6 + 2 =

/500
جديد الخطب الكتابية