الأذكار بعد الصلاة

الخطب
التصنيف : تاريخ النشر: الثلاثاء 11 رجب 1439هـ | عدد الزيارات: 1997 القسم: خطب الجمعة

الحمد لله رب العالمين ، أمر بذكره في كل الأوقات ،وخاصةً في أدبار الصلوات ،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ،شهادةً أرجو بها النجاة ،وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وخيرته من جميع البريات ،صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً ما تعاقبت الأوقات .. أمابعد :

أيها الناس :

اتقوا الله تعالى ،واعلموا أنَّ الله أمركم بالإكثار من ذكره فقال سبحانه وتعالى (يا أيها الذين ءامنوا اذكروا الله ذكراً كثيراً *وسبحوه بكرة وأصيلا) الاحزاب :41

وخص سبحانه الأمر بذكره بعد أداء العبادات ،فأمر بذكره بعد الفراغ من الصلوات ،فقال سبحانه(فإذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبكم)النساء :103 وقال سبحانه(فإذا قُضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون) الجمعة :10

وأمر بذكره بعد إكمال صيام رمضان ،فقال سبحانه (ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون) البقرة :185

وأمر بذكره بعد قضاء مناسك الحج ،فقال سبحانه (فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم أباءكم أو أشد ذكرا)البقرة :200.

وذلك جبرٌ لما يحصُلُ في العبادة من النقص والوساوس ولإشعار الإنسان أنه مطلوب منه مواصلة الذكر والعبادة لئلا يظنَّ أنه إذا فرغ من العبادة فقد أدَّى ما عليه.

والذكر المشروع بعد صلاة الفريضة يجب أن يكون على الصفة الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم ،لا على الصفة المحدثة المبتدعة التي يفعلها الصوفية المبتدعة.

ففي صحيح مسلم عن ثوبان رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا انصرف من صلاته استغفر الله ثلاثاً ،وقال (اللهم أنت السلام ،ومنك السلام ،تباركت ياذا الجلال والإكرام)

وفي الصحيحين عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه :أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا فرغ من الصلاة قال (لا إله إلا الله وحده لا شريك له ،له الملك وله الحمد وهو على كل شيءٍ قدير اللهم لا مانع لما أعطيت ،ولا معطي لما منعت ،ولا ينفع ذا الجد منك الجد).

وفي صحيح مسلم عن عبد الله بن الزبير رضى الله عنهما :أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يهلل بعد كل صلاة حين يسلم بهؤلاء الكلمات (لا إله إلا الله وحده لا شريك له ،له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ،لا حول ولا قوة إلا بالله ،لا إله إلا الله ،ولا نعبد إلا إياه،له النعمة ،وله الفضل ،وله الثناء الحسن ،لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون).

وفي سنن ابي داود من حديث أبي ذر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قال في دبر صلاة الفجر وهو ثان رجليه قبل أن يتكلم "لا إله إلا الله وحده لا شريك له ،له الملك وله الحمد ،يحيي ويميت وهو على كل شيءٍ قدير عشر مرات كتب له عشر حسنات ،ومحي عنه عشر سيئات ،ورفع له عشر درجات ،وكان يومه ذلك كله في حرز من كل مكروه وحرز من كل شيطان ،ولم ينبغ لذنب أن يدركه في ذلك اليوم إلا الشرك بالله عز وجل :أخرجه أحمد وحسنه الألباني.

وورد أن هذه التهليلات العشر تقال بعد صلاة المغرب وصلاة الفجر أيضاً في حديث أم سلمة عند أحمد وحديث أبي أيوب الأنصاري في صحيح ابن حبان .

ثم يسبح الله بعد كل صلاة ثلاثاً وثلاثين ،ويحمده ثلاثاً وثلاثين ،ويكبره ثلاثاً وثلاثين ،ويقول تمام المئة (لا إله إلا الله وحده لا شريك له ،له الملك وله الحمد وهو على كل شيءٍ قدير )لما روى مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (من سبح الله دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين ،وحمد الله ثلاثاً وثلاثين ،وكبر الله ثلاثاً وثلاثين ،فتلك تسعةٌ وتسعون ،ثم قال تمام المائة لا إله إلا الله وحده لا شريك له ،له الملك وله الحمد ،وهو على كل شيءٍ قدير ؛غفرت ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر).

ثم يقرأ آية الكرسي ،وقل هو الله أحد ،وقل أعوذ برب الفلق ،وقل أعوذ برب الناس ؛لما رواه النسائي والطبراني عن أبي أُمامة رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت ) .

وفي السنن عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال : أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقرأ المعوذتين دبر كل صلاة .

عباد الله :

دلّت هذه الأحاديث الشريفة على مشروعية هذه الأذكار بعد الصلوات المكتوبة ،وعلى ما يحصل عليه من قالها من الأجر والثواب ،فينبغي لنا المحافظة عليها والإتيان بها على الصفة الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم ،وأن نأتي بها بعد السلام من الصلاة مباشرة قبل أن نقوم من المكان الذي صلينا فيه ،ونرتبها على هذا الترتيب .

فإذا سلمنا من الصلاة ،نستغفر الله ثلاثاً ،ثم نقول :اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت ياذا الجلال والإكرام ،لا إله إلا الله وحده لا شريك له ،له الملك وله الحمد وهو على كل شيءً قدير ،اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد . أي :لا ينفع الغنيَّ منك غناه ،وإنما ينفعه العمل الصالح.

ثم نقول :لا حول ولا قوة إلا بالله ،لا إله إلا الله ،ولا نعبد إلا إياه ،له النعمة ،وله الفضل ،وله الثناء الحسن ،لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون .

ثم نسبح الله ثلاثاً وثلاثين ،ونحمده ثلاثاً وثلاثين ،ونكبره ثلاثاً وثلاثين ،ونقول تمام المئة :لا إله إلا الله وحده لا شريك له ،له الملك وله الحمد وهو على كل شيءٍ قدير .

وبعد صلاة المغرب وصلاة الفجر نأتي بالتهليلات العشر ،ثم بعد أن نفرغ من هذه الأذكار على هذا الترتيب نقرأ آية الكرسي،وسور :قل هو الله أحد والمعوذتين ويستحب تكرار قراءة هذه السور بعد صلاة المغرب وصلاة الفجر ثلاث مراتٍ ،ويستعين على ضبط التهليلات وعدد التسبيح والتحميد والتكبير بعقد الأصابع ،لأن الأصابع مسؤولات مستنطقات يوم القيامة .

ثم بعد الفراغ من هذه الأذكار يدعوا سراً بما شاء ،ولا يرفع يديه بالدعاء بعد الفريضة كما يفعل بعض الناس ،فإن ذلك بدعة ،وإنما يفعل هذا بعد النافلة أحياناً ؛ولا يجهر بالدعاء ،بل يخفيه ،لأن في ذلك أقرب إلى الإخلاص والخشوع ،وأبعد عن الرياء ؛وما يفعله بعض الناس في بعض البلاد من الدعاء الجماعي بعد الصلوات بأصوات مرتفعة مع رفع الأيدي ،أو يدعو الإمام والحاضرون يؤمنون رافعي أيديهم ،فهذا العمل بدعة منكرة ،لأنه لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا صلى بالناس يدعو بعد الفراغ من الصلاة على هذه الصفة لا في الفجر ولا في العصر ولا غيرهما من الصلوات ؛ولا استحب ذلك أحد الأئمة.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروا إنه هو الغفور الرحيم

الخطبة الثانية

الحمد لله الذي هدانا للإسلام وما كنا لنهتدي لو لا أن هدانا الله وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده رسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيرا.

أما بعد ....

عباد الله :

اتقوا الله تعالى ،وأكثروا من الحسنات تمحوا السيئات ،ورطبوا ألسنتكم بكثرة الاذكار فإن الحسنات تذهبن السيئات

هذا وصلوا على نبيكم كما أمركم الله بذلك في محكم كتابه بقوله "إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين ءامنوا صلوا عليه وسلموا تسليما"الأحزاب:56. وقال عليه الصلاة والسلام من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا.رواه مسلم. اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وارض اللهم عن الأربعة الخلفاء الأئمة الحنفاء أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن الصحابة أجمعين وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين وانصر عبادك الموحدين وأعل بفضلك كلمة الحق والدين وانصر المجاهدين في كل مكان وانصر من نصرهم واخذل من خذلهم وعاد من عاداهم ووال من والاهم واجمع شمل المسلمين على كلمة التوحيد وأوقف نزيف دمائهم اللهم كن لإخواننا المستضعفين في كل مكان اللهم من أرادهم بسوء فاجعل كيده في نحره واجعل تدبيره تدميراً له اللهم ول على المسلمين خيارهم واكفف عنهم شرارهم اللهم كن لإخواننا في مصر واجمع شملهم على كلمة التوحيد اللهم كن لإخواننا في سوريا وانصرهم على النصيرية والرافضة اللهم ارزق إخواننا في ليبيا من يحكم بشرعك اللهم احفظ جنودنا المرابطين على الحد الجنوبي وانصرهم على الحوثيين الرافضة المشركين اللهم كن لإخواننا في كشمير وانصرهم على من ظلمهم اللهم اجمع شمل المسلمين في فلسطين وانصرهم على اليهود وطهر الأقصى من دنسهم اللهم كن لإخواننا أهل السنة في العراق وإيران والأحواز وانصرهم على الرافضة اللهم كن لإخواننا الأراكانيين في بورما وانصرهم على من ظلمهم اللهم فك أسر المأسورين واغفر ذنب المذنبين واقبل توبة التائبين اللهم لا تدع لنا في هذا المقام من ذنب إلا غفرته ولا هماً إلا فرجته ولا كرباً إلا نفسته ولا ديناً إلا قضيته ولا مريضاً إلا شفيته ولا أيماً إلا زوجته ولا ضالاً إلا هديته ولا حاجة من حوائج الدنيا هي لك رضا ولنا صلاح إلا اعنتنا على قضائها ويسرتها لنا واغفر اللهم لنا ولوالدينا ووالدي والدينا ولجميع المسلمين الأحياء منهم والميتين برحمتك يا أرحم الراحمين

عباد الله:

اذكروا الله يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون وقوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله


10/7/1439 هـــ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

6 + 7 =

/500
جديد الخطب الكتابية
روابط ذات صلة
الخطب السابق
الخطب الكتابية المتشابهة الخطب التالي