الدرس 155 أحداث السنة الثامنة من الهجرة (27)

المقال
التصنيف : تاريخ النشر: الأربعاء 6 ربيع الثاني 1438هـ | عدد الزيارات: 2023 القسم: الفوائد الكتابية

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد

وفادة وائل بن حجر بن ربيعة بن وائل بن يعمر الحضرمي أبي هنيد ، أحد ملوك اليمن ، على رسول الله صلى الله عليه وسلم

قال أبو عمر بن عبد البر : كان أحد أقيال حضرموت ، وكان أبوه من ملوكهم ، بشر به النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه قبل قدومه به وقال : " يأتيكم بقية أبناء الملوك " فلما دخل رحب به وأدناه من نفسه ، وقرب مجلسه ، وبسط له رداءه ، وقال : " اللهم بارك في وائل وولده وولد ولده " واستعمله على الأقيال من حضرموت ، وكتب معه ثلاث كتب ; منها كتاب إلى المهاجر بن أبي أمية وكتاب إلى الأقيال والعباهلة ، وأقطعه أرضا ، وأرسل معه معاوية بن أبي سفيان ، فخرج معه راجلا ، فشكى إليه معاوية حر الرمضاء ، فقال : انتعل ظل الناقة فقال : وما يغني عني ذلك ؟ لو جعلتني ردفا فقال له وائل : اسكت فلست من أرداف الملوك، والظاهِرُ أنَّ الذي حَمَلَ وائِلَ بنَ حُجْرٍ على ذلك كَونُه حَديثَ العَهدِ بالإسلامِ، لم يَمضِ عليه زَمَنٌ يَدرُسُ فيه آدابَ الإسلامِ وتَعاليمَه، وكان فيه بَقيَّةٌ مِن عَظَمةِ مُلوكِ الجاهِليَّةِ، ولو عَلِمَ أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يُردِفُ خادِمَه خَلفَه في السَّفَرِ، وكانَا يَتبادَلانَ النِّعالَ كذلك، لَمَا فَعَلَ كُلَّ ذلك

ثم عاش وائل بن حجر حتى وفد على معاوية وهو أمير المؤمنين فعرفه معاوية ، فرحب به وقربه وأدناه ، وأذكره الحديث ، وعرض عليه جائزة سنية فأبى أن يأخذها ، وقال : أعطها من هو أحوج إليها مني وأورد الحافظ البيهقي بعض هذا ، وأشار إلى أن البخاري في كتابه " التاريخ الكبير " روى في ذلك شيئا . وفي الحديثِ: بيانُ ما كان عليه مُعاويةُ مِنَ الحِلمِ والتَّواضُعِ وحِفظِ الفَضلِ لِأصحابِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.،

وبالله التوفيق

وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

1438-04-06هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

9 + 8 =

/500
روابط ذات صلة
المقال السابق
الفوائد الكتابية المتشابهة المقال التالي