الدرس 158 أحداث السنة الثامنة من الهجرة (30)

المقال
التصنيف : تاريخ النشر: الإثنين 4 ربيع الثاني 1438هـ | عدد الزيارات: 2150 القسم: الفوائد الكتابية

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد

قدوم الأشعث بن قيس في وفد كندة

قال ابن إسحاق : قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم الأشعث بن قيس في وفد كندة ، فحدثني الزهري أنه قدم في ثمانين راكبا من كندة ، فدخلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم مسجده قد رجلوا جممهم وتكحلوا ، عليهم جبب الحبرة قد كففوها بالحرير ، فلما دخلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لهم : " ألم تسلموا ؟ " قالوا : بلى قال : " فما بال هذا الحرير في أعناقكم ؟ " فشقوه منها فألقوه ، ثم قال له الأشعث بن قيس : يا رسول الله ، نحن بنو آكل المرار ، وأنت ابن آكل المرار، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : " ناسبوا بهذا النسب العباس بن عبد المطلب وربيعة بن الحارث " وكانا تاجرين ، إذا شاعا في العرب فسئلا : ممن أنتما ؟ قالا : نحن بنو آكل المرار يعني ينتسبان إلى كندة ليعزا في تلك البلاد ; لأن كندة كانوا ملوكا ، فاعتقدت كندة أن قريشا منهم لقول عباس وربيعة : نحن بنو آكل المرار وهو الحارث بن عمرو بن حُجر بن عمرو بن معاوية بن الحارث بن معاوية بن ثور بن مرتع بن معاوية بن كندي، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم : " لا ، نحن بنو النضْر بن كنانة ، لا نقفوا أمنا ، ولا ننتفي من أبينا " فقال لهم الأشعث بن قيس : والله يا معشر كندة لا أسمع رجلا يقولها إلا ضربته ثمانين

وقد روي هذا الحديث متصلا من وجه آخر ، فقال الإمام أحمد : عن الأشعث بن قيس أنه قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد كندة - قال عفان : لا يروني أفضلهم - قلت : يا رسول الله ، إنا نزعم أنكم منا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " نحن بنو النضر بن كنانة لا نقفو أمنا ولا ننتفي من أبينا " قال الأشعث : فوالله لا أسمع أحدا نفى قريشا من النضر بن كنانة إلا جلدته الحد. ورواه ابن ماجه

وروى الإمام أحمد عن الأشعث بن قيس قال : قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد كندة فقال لي : " هل لك من ولد ؟ " قلت : غلام ولد لي في مخرجي إليك من ابنة جمد ، ولوددت أن مكانه شبع القوم قال : " لا تقولن ; ذلك فإن فيهم قرة عين ، وأجرا إذا قبضوا ثم ، ولئن قلت ذاك إنهم لمجبنة محزنة ، إنهم لمجبنة محزنة " قال ابن كثير حديث حسن جيد الإسناد

قدوم صرد بن عبد الله الأزدي في نفر من قومه ثم وفود أهلُ جُرَشَ بعدهم

قال ابن إسحاق : قدم صرد بن عبد الله الأزدي على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد من الأزد ، فأسلم وحسن إسلامه ، وأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم على من أسلم من قومه ، وأمره أن يجاهد بمن أسلم من يليه من أهل الشرك من قبائل اليمن ، فذهب فحاصر جرش وبها قبائل من اليمن ، وقد ضوت إليهم خثعم حين سمعوا بمسيره إليهم ، فأقام عليهم قريبا من شهر ، فامتنعوا فيها منه ، ثم رجع عنهم حتى إذا كان قريبا من جبل يقال له : شكر فظنوا أنه قد ولى عنهم منهزما ، فخرجوا في طلبه ، فعطف عليهم فقتلهم قتلا شديدا ، وقد كان أهل جرش بعثوا منهم رجلين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ، فبينما هم عنده بعد العصر إذ قال : " بأي بلاد الله شكر ؟ " فقام الجُرشيان ، فقالا : يا رسول الله ، ببلادنا جبل يقال له : كشر ، وكذلك يسميه أهل جرش فقال : " إنه ليس بكشر ، ولكنه شكر " قالا : فما شأنه يا رسول الله ؟ فقال : " إن بدن الله لتنحر عنده الآن " فجلس الرجلان إلى أبي بكر ، أو إلى عثمان ، فقال لهما : ويحكما! إن رسول الله صلى الله عليه وسلم الآن لينعى لكما قومكما ، فقوما إليه ، فاسألاه أن يدعو الله فيرفع عن قومكما فقاما إليه فسألاه ذلك فقال : " اللهم ارفع عنهم " فرجعا ، فوجدا قومهما قد أصيبوا يوم أخبر عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم جاء وفد أهل جرش بمن بقي منهم حتى قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأسلموا وحسن إسلامهم ، وحمى لهم حول قريتهم

وبالله التوفيق

وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

1438-04-04 هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

4 + 2 =

/500
روابط ذات صلة
المقال السابق
الفوائد الكتابية المتشابهة المقال التالي