الدرس 165 أحداث السنة الثامنة من الهجرة (37)

المقال
التصنيف : تاريخ النشر: الأحد 26 ربيع الأول 1438هـ | عدد الزيارات: 1493 القسم: الفوائد الكتابية

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد

وفد بني عبد القيس

روى البخاري عن أبي جمرة قال : قلت لابن عباس : إن لي جرة ينتبذ لي فيها نبيذ فأشربه حلوا في جر ، إن أكثرت منه فجالست القوم فأطلت الجلوس ، خشيت أن أفتضح فقال : قدم وفد عبد القيس على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " مرحبا بالقوم غير خزايا ولا الندامى " فقال : يا رسول الله ، إن بيننا وبينك المشركين من مُضر ، وإنا لا نصل إليك إلا في الشهر الحرام ، فحدثنا بجمل من الأمر إن عملنا به دخلنا الجنة ، وندعو به مَن وراءنا قال : " آمركم بأربع وأنهاكم عن أربع ; الإيمان بالله هل تدرون ما الإيمان بالله ؟ شهادة أن لا إله إلا الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان ، وأن تعطوا من المغانم الخمس ، وأنهاكم عن أربع ; ما ينتبذ في الدُباء والنقير والحنتم والمُزفَت " .

وروى الإمام أحمد عن هند بنت الوازع قالت: أنها سمعت الوازع يقول : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم والأشج المنذر بن عامر أو عامر بن المنذر ومعهم رجل مصاب ، فانتهوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وثبوا من رواحلهم ، فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبلوا يده ، ثم نزل الأشج فعقل راحلته ، وأخرج عيبته ففتحها ، فأخرج ثوبين أبيضين من ثيابه فلبسهما ، ثم أتى رواحلهم فعقلها ، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " يا أشج إن فيك خصلتين يحبهما الله ، عز وجل ، ورسوله ; الحلم والأناة " فقال : يا رسول الله أنا تخلقتهما أو جبلني الله عليهما ؟ فقال : " بل جبلك الله عليهما " قال : الحمد لله الذي جبلني على خلقين يحبهما الله ، عز وجل ، ورسوله فقال الوازع : يا رسول الله ، إن معي خالا لي مصابا فادع الله له فقال : " أين هو ؟ ائتني به " قال : فصنعت مثل ما صنع الأشج ; ألبسته ثوبيه ، وأتيته ، فأخذ طائفة من ردائه يرفعها حتى رأينا بياض إبطه ، ثم ضرب بظهره فقال : " اخرج عدو الله " فولى وجهه وهو ينظر بنظر رجل صحيح

وقال ابن إسحاق : قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم الجارود بن عمرو بن حنش أخو عبد القيس قال ابن هشام هو الجارود بن بشر بن المعلى في وفد عبد القيس وكان نصرانيا

وروى ابن إسحاق عن الحسن قال : فلما انتهى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمه ، فعرض عليه الإسلام ، ودعاه إليه ، ورغبه فيه ، فقال : يا محمد ، إني كنت على دين ، وإني تارك ديني لدينك ، أفتضمن لي ديني ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعم ، أنا ضامن أن قد هداك الله إلى ما هو خير منه، قال: فأسلم وأسلم أصحابه ، ثم سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحُملان فقال: والله ما عندي ما أحملكم عليه، قال: يا رسول الله إن بيننا وبين بلادنا ضوال من ضوال الناس أفنتبلغ عليها إلى بلادنا؟ قال لا ، إياك وإياها فإنما تلك حرق النار، قال : فخرج الجارود راجعا إلى قومه ، وكان حسن الإسلام صلبا على دينه ، حتى هلك وقد أدرك الردة ، فلما رجع من قومه من كان أسلم منهم إلى دينهم الأول مع الغرور بن المنذر بن النعمان بن المنذر قام الجارود فتشهد شهادة الحق ودعا إلى الإسلام ، فقال : أيها الناس إني أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا عبده ورسوله وأكفر من لم يشهد وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث العلاء بن الحضرمي قبل فتح مكة إلى المنذر بن ساوى العبدي فأسلم فحسن إسلامه ثم هلك بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل ردة أهل البحرين والعلاء عنده أميرا لرسول الله صلى الله عليه وسلم على البحرين

ولهذا روى البخاري عن ابن عباس قال : أول جمعة جمعت - بعد جمعة جمعت في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم - في مسجد عبد القيس بجواثى من البحرين

وروى البخاري عن أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخَّرَ الركعتين بعد الظهر بسبب وفد عبد القيس ، حتى صلاهما بعد العصر في بيتها

وبالله التوفيق

وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

1438-03-26 هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

2 + 4 =

/500
روابط ذات صلة
المقال السابق
الفوائد الكتابية المتشابهة المقال التالي