الدرس 170 أحداث السنة الثامنة من الهجرة (42)

المقال
التصنيف : تاريخ النشر: الثلاثاء 21 ربيع الأول 1438هـ | عدد الزيارات: 1717 القسم: الفوائد الكتابية

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد

إقامة الرسول صلى الله عليه وسلم بتبوك

قال ابن إسحاق : أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بضع عشرة ليلة بتبوك لم يجاوزها ، ثم انصرف قافلا إلى المدينة وكان في الطريق ماء يخرج من وشل ، يروي الراكب والراكبين والثلاثة ، بواد يقال له : وادي المشقق


روى ابن إسحاق عن أبي رهم كلثوم بن الحصين وكان من أصحاب الشجرة يقول : غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة تبوك ، فسرت ذات ليلة معه ونحن بالأخضر ، وألقى الله علي النعاس ، فطفقت أستيقظ وقد دنت راحلتي من راحلة النبي صلى الله عليه وسلم ، فيفزعني دنوها منه ; مخافة أن أصيب رجله في الغرز فطفقت أحوز راحلتي عنه حتى غلبتني عيني في بعض الطريق فزاحمت راحلتي راحلته ورجله في الغرز ، فلم أستيقظ إلا بقوله : " حس " فقلت : يا رسول الله استغفر لي قال : " سر " فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألني عمن تخلف عنه من بني غفار ، فأخبره به ، فقال وهو يسألني : " ما فعل النفر الحمر الطوال الثطاط الذين لا شعر في وجوههم ؟ " فحدثته بتخلفهم قال : " فما فعل النفر السود الجعاد القصار ؟ " قال : قلت : والله ما أعرف هؤلاء منا قال : " بلى ، الذين لهم نعم بشبكة شدخ " فتذكرتهم في بني غفار ، فلم أذكرهم ، حتى ذكرت أنهم رهط من أسلم كانوا حلفاء فينا ، فقلت: يا رسول الله أولئك رهط من أسلم حلفاء فينا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما منع أحد أولئك حين تخلف أن يحمل على بعير من إبله امرأ نشيطا في سبيل الله؟ إن أعز أهلي علي أن يتخلف عني ; المهاجرون والأنصار وغفار وأسلم

وروى البيهقي عن حذيفة بن اليمان قال : كنت آخذا بخطام ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم أقود به وعمار يسوق الناقة - أو أنا أسوق وعمار يقود به - حتى إذا كنا بالعقبة إذا أنا باثني عشر راكبا قد اعترضوه فيها قال : فأنبهت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فصرخ بهم فولوا مدبرين ، فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هل عرفتم القوم ؟ " قلنا : لا يا رسول الله قد كانوا متلثمين ، ولكنا قد عرفنا الركاب قال : " هؤلاء المنافقون إلى يوم القيامة وهل تدرون ما أرادوا ؟ " قلنا : لا قال : " أرادوا أن يزحموا رسول الله في العقبة فيلقوه منها " قلنا : يا رسول الله أو لا تبعث إلى عشائرهم حتى يبعث إليك كل قوم برأس صاحبهم ؟ قال : " لا ، أكره أن تحدث العرب بينها أن محمدا قاتل بقوم ، حتى إذا أظهره الله بهم أقبل عليهم يقتلهم " ثم قال : " اللهم ارمهم بالدبيلة " قلنا : يا رسول الله ، وما الدبيلة ؟ قال : شهاب من نار يقع على نياط قلب أحدهم فيهلك

وفي " صحيح مسلم " عن قيس بن عُبَاد قال : قلت لعمار : أرأيتم صنيعكم هذا فيما كان من أمر علي ; أرأيا رأيتموه أم شيئا عهده إليكم رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال : ما عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا لم يعهده إلى الناس كافة ، ولكن حذيفة أخبرني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " في أصحابي اثنا عشر منافقا ، منهم ثمانية لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط

وروى الإمام أحمد عن أبي الطفيل قال : لما أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك أمر مناديا فنادى : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم آخذ بالعقبة ، فلا يأخذها أحد فبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوده حذيفة ويسوقه عمار إذ أقبل رهط متلثمون على الرواحل ، فغشوا عمارا وهو يسوق برسول الله صلى الله عليه وسلم وأقبل عمار يضرب وجوه الرواحل ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لحذيفة : " قد قد " حتى هبط رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما هبط نزل ورجع عمار قال : " يا عمار هل عرفت القوم ؟ " قال : قد عرفت عامة الرواحل ، والقوم متلثمون قال : " هل تدري ما أرادوا ؟ " قال : الله ورسوله أعلم قال : " أرادوا أن ينفروا برسول الله فيطرحوه " قال : فسار عمار رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال : نشدتك بالله ، كم تعلم كان أصحاب العقبة ؟ قال : أربعة عشر فقال : إن كنت فيهم فقد كانوا خمسة عشر قال : فعذر رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم ثلاثة قالوا : ما سمعنا منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وما علمنا ما أراد القوم فقال عمار : أشهد أن الاثني عشر الباقين حرب لله ولرسوله في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد

وبالله التوفيق

وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

1438-03-21

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

9 + 1 =

/500
روابط ذات صلة
المقال السابق
الفوائد الكتابية المتشابهة المقال التالي