الدرس 189 أحداث السنة الثامنة من الهجرة 59

المقال
التصنيف : تاريخ النشر: الثلاثاء 15 صفر 1438هـ | عدد الزيارات: 1353 القسم: الفوائد الكتابية

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

ثبت في صحيح البخاري عن أنس" أنَّ رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ دَخَلَ عَامَ الفَتْحِ وعلَى رَأْسِهِ المِغْفَرُ، فَلَمَّا نَزَعَهُ جَاءَ رَجُلٌ فَقالَ: إنَّ ابْنَ خَطَلٍ مُتَعَلِّقٌ بأَسْتَارِ الكَعْبَةِ، فَقالَ: اقْتُلُوهُ."

قال ابن عبد البر في الاستذكار: عن ابن إسحاق قال وأما قتل عبد الله بن خطل فقتله سعيد بن حريث المخزومي وأبو برزة الأسلمي اشتركا في دمه وهو رجل من بني تيم بن غالب. قال وإنما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتله لأنه بعثه مصدقا، وكان مسلما وبعث معه رجلا من الأنصار وكان معه مولى له يخدمه وكان مسلما، فنزل ابن خطل منزلا وأمر المولى أن يذبح له شاة ويصنع له طعاما. فنام واستيقظ ولم يصنع له شيئا فعدا عليه فقتله، ثم ارتد مشركا. قال أبو عمر فهذا القتل قود من مسلم. ومثل هذا قصة مقيس بن صبابة قتل مسلما بعد أخذ الدية وهو أيضا مما هدر رسول الله صلى الله عليه وسلم دمه في حين دخوله مكة، ... قال لما كان فتح يوم مكة أمن رسول الله أهل مكة إلا أربعة نفر... وقال: اقتلوهم وإن وجدتموهم متعلقين بأستار الكعبة عكرمة بن أبي جهل وعبد الله بن خطل ومقيس بن صبابة وعبد الله بن سعد بن أبي سرح. فأما عبد الله بن خطل فأُدرك وهو متعلق بأستار الكعبة، فاستبق إليه سعيد بن حُمريث وعمار بن ياسر فسبق سعيد عمارا وكان أشد الرجلين فقتله

روى مسلم عن عمرو بن حريث قال : كأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة وعليه عِمامة حرقانية سوداء قد أرخى طرفيها بين كتفيه

وروى أهل السنن الأربعة عن جابر قال : كان لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم دخل مكة أبيض

وروى ابن إسحاق عن عائشة قالت : كان لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح أبيض ، ورايته سوداء تسمى العقاب ، وكانت قطعة من مرط مرحل
وقال البخاري عن معاوية بن قُرة قال : سمعت عبد الله بن مُغفل يقول : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة على ناقته وهو يقرأ سورة " الفتح " يرجع وقال : لولا أن يجتمع الناس حولي لرجعت كما رجع "

وروى الحافظ البيهقي عن أنس قال : دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة يوم الفتح وذقنه على رحله متخشعا

وهذا التواضع في هذا الموطن عند دخوله صلى الله عليه وسلم مكة ، في مثل هذا الجيش الكثيف العرَمرم ، بخلاف ما اعتمده سفهاء بني إسرائيل ، حين أُمروا أن يدخلوا باب بيت المقدس وهم سجود ، أي ركع ، يقولون : حطة فدخلوا يزحفون على أستاههم وهم يقولون : حنطة في شعيرة

روى البخاري عن عائشة قالت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عام الفتح من كداء التي بأعلى مكة

وروى البخاري عن أسامة بن زيد ، أنه قال زمن الفتح : يا رسول الله ، أين تنزل غدا ؟ فقال : " وهل ترك لنا عقيل من رباع ؟ " ثم قال : " لا يرث المؤمن الكافر ولا الكافر المؤمن

ثم روى البخاري عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : منزلنا - إن شاء الله ، إذا فتح الله - الخيف ، حيث تقاسموا على الكفر

وروى الإمام أحمد عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : منزلنا غدا ، إن شاء الله ، بخيف بني كنانة حيث تقاسموا على الكفر. ورواه البخاري


وفي " صحيح مسلم " عن سعد بن أبي هند أن أبا مرة مولى عقيل حدثه أن أم هانئ بنت أبي طالب حدثته أنه لما كان عام الفتح ، فر إليها رجلان من بني مخزوم فأجارتهما ، قالت : فدخل علي علي فقال : أقتلهما فلما سمعته أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بأعلى مكة ، فلما رآني رحب ، وقال : " ما جاء بك ؟ " قلت : يا نبي الله ، كنت أمنت رجلين من أحمائي ، فأراد علي قتلهما فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " قد أجرنا من أجرت يا أم هانئ " ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى غسله فسترت عليه فاطمة ، ثم أخذ ثوبا فالتحف به ، ثم صلى ثماني ركعات سبحة الضحى

روى البخاري عن عبد الله بن مسعود قال : دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة يوم الفتح ، وحول البيت ستون وثلاثمائة نصب ، فجعل يطعنها بعود في يده ، ويقول : " جاء الحق وزهق الباطل ، جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد. ورواه مسلم

وفي " صحيح مسلم " عن أبي هريرة ، في حديث فتح مكة قال : ، وأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أقبل إلى الحجر فاستلمه ، وطاف بالبيت ، وأتى إلى صنم إلى جنب البيت كانوا يعبدونه ، وفي يد رسول الله صلى الله عليه وسلم قوس ، وهو آخذ بسيتها ، فلما أتى على الصنم ، جعل يطعن في عينه ويقول : " جاء الحق وزهق الباطل ، إن الباطل كان زهوقا " فلما فرغ من طوافه أتى الصفا ، فعلا عليه ، حتى نظر إلى البيت ، فرفع يديه وجعل يحمد الله ويدعو بما شاء أن يدعو

وروى البخاري عن ابن عباس ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قدم مكة ، أبى أن يدخل البيت وفيه الآلهة ، فأمر بها فأخرجت ، فأخرج صورة إبراهيم وإسماعيل ، عليهما السلام ، وفي أيديهما من الأزلام ، فقال : " قاتلهم الله لقد علموا ما استقسما بها قط " ثم دخل البيت ، فكبر في نواحي البيت ، وخرج ولم يصل

وروى الإمام أحمد عن ابن عباس ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل الكعبة وفيها ست سوار ، فقام إلى كل سارية ، ودعا ولم يصل فيه ورواه مسلم

وفي صحيح البخاري عن ابن عباس" دَخَلَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ البَيْتَ، فَوَجَدَ فيه صُورَةَ إبْرَاهِيمَ، وصُورَةَ مَرْيَمَ، فَقالَ: أَمَا لهمْ! فقَدْ سَمِعُوا أنَّ المَلَائِكَةَ لا تَدْخُلُ بَيْتًا فيه صُورَةٌ، هذا إبْرَاهِيمُ مُصَوَّرٌ، فَما له يَسْتَقْسِمُ! "

وروى البخاري عن عبد الله بن عمر ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل يوم الفتح من أعلى مكة على راحلته ، مردفا أسامة بن زيد ، ومعه بلال ، ومعه عثمان بن طلحة ، من الحجبة ، حتى أناخ في المسجد ، فأمره أن يأتي بمفتاح الكعبة ، فدخل ومعه أسامة بن زيد وبلال وعثمان بن طلحة ، فمكث فيه نهارا طويلا ، ثم خرج فاستبق الناس ، فكان عبد الله بن عمر أول من دخل ، فوجد بلالا وراء الباب قائما ، فسأله : أين صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فأشار له إلى المكان الذي صلى فيه قال عبد الله : فنسيت أن أسأله كم صلى من سجدة

وثبت في صحيح البخاري أنه صلى الله عليه وسلم صلى في الكعبة تلقاء وجهة بابها من وراء ظهره ، فجعل عمودين عن يمينه ، وعمودا عن يساره ، وثلاثة أعمدة وراءه ، وكان البيت يومئذ على ستة أعمدة ، وكان بينه وبين الحائط الغربي مقدار ثلاثة أذرع

روى البخاري عن مجاهد ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله حرم مكة يوم خلق السماوات والأرض ، فهي حرام بحرام الله إلى يوم القيامة ، لا تحل لأحد قبلي ، ولا تحل لأحد بعدي ، ولم تحلل لي إلا ساعة من الدهر ، لا ينفر صيدها ، ولا يعضد شوكها ، ولا يختلى خلاها ، ولا تحل لقطتها ، إلا لمنشد " فقال العباس بن عبد المطلب : إلا الإذخر يا رسول الله ، فإنه لا بد منه للقين والبيوت فسكت ثم قال : إلا الإذخر فإنه حلال

روى البخاري عن أبي شريح العدوي ، أنه قال لعمرو بن سعيد ، وهو يبعث البعوث إلى مكة: " ائذن لي أيها الأمير ، أحدثك قولا قام به رسول الله صلى الله عليه وسلم الغد من يوم الفتح ، سمعته أذناي ووعاه قلبي وأبصرته عيناي حين تكلم به ، إنه حمد الله وأثنى عليه ثم قال : إن مكة حرمها الله ولم يحرمها الناس ، لا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك بها دما ، ولا يعضد بها شجرا ، فإن أحد ترخص لقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقولوا : إن الله أذن لرسوله ولم يأذن لكم وإنما أذن لي فيها ساعة من نهار ، وقد عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس ، فليبلغ الشاهد الغائب فقيل لأبي شريح : ماذا قال لك عمرو ؟ قال : قال : أنا أعلم بذلك منك يا أبا شريح ، إن الحرم لا يعيذ عاصيا ولا فارا بدم ، ولا فارا بخربة." ورواه مسلم

وفي " صحيح مسلم " عن مطيع بن الأسود العدوي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة : لا يُقتل قرشي صبرا بعد اليوم إلى يوم القيامة

وبالله التوفيق

وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين

15-02-1438 هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

9 + 9 =

/500
روابط ذات صلة
المقال السابق
الفوائد الكتابية المتشابهة المقال التالي