الدرس 191 أحداث السنة الثامنة من الهجرة 61

المقال
التصنيف : تاريخ النشر: الأحد 13 صفر 1438هـ | عدد الزيارات: 1371 القسم: الفوائد الكتابية

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

قصة حاطب بن أبي بلتعة

روى البخاري عن علي بن أبي طالب قال : بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا والزبير والمقداد فقال : " انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ ، فإن بها ظعينة معها كتاب فخذوه منها " فانطلقنا تعادى بنا خيلنا حتى أتينا الروضة ، فإذا نحن بالظعينة ، فقلنا : أخرجي الكتاب فقالت : ما معي كتاب فقلنا : لتخرجن الكتاب أو لنلقين الثياب قال : فأخرجته من عقاصها ، فأتينا به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإذا فيه : من حاطب بن أبي بلتعة إلى ناس بمكة من المشركين ، يخبرهم ببعض أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : " يا حاطب ، ما هذا ؟ " فقال : يا رسول الله ، لا تعجل علي ، إني كنت امرأ ملصقا في قريش - أي: كنت حليفا ولم أكن من أنفسها - وكان من معك من المهاجرين من لهم قرابات يحمون بها أهليهم وأموالهم ، فأحببت إذ فاتني ذلك من النسب فيهم أن أتخذ عندهم يدا يحمون قرابتي ، ولم أفعله ارتدادا عن ديني ، ولا رضا بالكفر بعد الإسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أما إنه قد صدقكم " فقال عمر : يا رسول الله ، دعني أضرب عنق هذا المنافق فقال : " إنه قد شهد بدرا ، وما يدريك لعل الله قد اطلع على من شهد بدرا فقال : اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم " فأنزل الله السورة يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء إلى قوله: فقد ضل سواء السبيل "

وفي "تفسير يحيى بن سلام التيمي البصري القيرواني" أن حاطبا كتب : إن محمدا قد نفر ، فإما إليكم وإما إلى غيركم ، فعليكم الحذر

ميقات خروج النبي

رو ى البخاري عن ابن عباس قال :" سافر رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان ، فصام حتى بلغ عسفان ، ثم دعا بإناء فشرب نهارا ليراه الناس ، فأفطر حتى قدم مكة، وكان ابن عباس يقول : صام رسول الله صلى الله عليه وسلم في السفر ، وأفطر ، فمن شاء صام ، ومن شاء أفطر"

قال الزهري: غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة الفتح فخرج من المدينة في رمضان ومعه من المسلمين عشرة آلاف ، وذلك على رأس ثماني سنين ونصف سنة من مقدمه المدينة ، وافتتح مكة لثلاث عشرة بقين من رمضان

وروى البيهقي عن أبي سعيد الخدري قال :" آذننا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرحيل عام الفتح لليلتين خلتا من رمضان ، فخرجنا صواما حتى بلغنا الكديد ، فأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالفطر ، فأصبح الناس شرجين ، منهم الصائم ومنهم المفطر ، حتى إذا بلغنا المنزل الذي نلقى العدو فيه ، أمرنا بالفطر فأفطرنا أجمعون "

روى أبو داود الطيالسي عن جابر بن عبد الله قال :" خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح صائما حتى أتى كراع الغميم ، والناس معه مشاة وركبانا ، وذلك في شهر رمضان ، فقيل : يا رسول الله ، إن الناس قد اشتد عليهم الصوم ، وإنما ينظرون إليك كيف فعلت فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقدح فيه ماء فرفعه ، فشرب والناس ينظرون ، فصام بعض الناس وأفطر البعض ، حتى أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن بعضهم صائم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أولئك العصاة" ورواه مسلم

وبالله التوفيق

وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين

13-02-1438 هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

3 + 5 =

/500
روابط ذات صلة
المقال السابق
الفوائد الكتابية المتشابهة المقال التالي