ﺟﺪﻳﺪ اﻟﻤﻮﻗﻊ

الدرس 195 أحداث السنة الثامنة من الهجرة 65

المقال
التصنيف : تاريخ النشر: الإثنين 7 صفر 1438هـ | عدد الزيارات: 986 القسم: الفوائد الكتابية

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وبعد

رسائل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الملوك

روى مسلم عن أنس بن مالك ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب قبل موته إلى كسرى وقيصر وإلى النجاشي ، وإلى كل جبار ، يدعوهم إلى الله ، عز وجل ، وليس بالنجاشي الذي صلى عليه

روى البخاري عن أبي سفيان أخبره أن هرقل أرسل إليه في ركب من قريش ، وكانوا تجارا بالشام في المدة التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ماد فيها أبا سفيان وكفار قريش ، فأتوه وهم بإيلياء ، فدعاهم في مجلسه وحوله عظماء الروم ، ثم دعاهم ودعا بالترجمان فقال : أيكم أقرب نسبا بهذا الرجل الذي يزعم أنه نبي ؟ قال أبو سفيان : فقلت : أنا أقربهم نسبا قال : أدنوه مني ، وقربوا أصحابه ، فاجعلوهم عند ظهره ثم قال لترجمانه : قل لهم : إني سائل هذا عن هذا الرجل ، فإن كذبني فكذبوه فوالله لولا أن يأثروا عني كذبا لكذبت عنه ، ثم كان أول ما سألني عنه أن قال : كيف نسبه فيكم ؟ قلت : هو فينا ذو نسب قال : فهل قال هذا القول منكم أحد قط قبله ؟ قلت : لا قال : فهل كان من آبائه من مَلِك ؟ قلت : لا قال : فأشراف الناس اتبعوه أم ضعفاؤهم ؟ قلت : بل ضعفاؤهم قال : أيزيدون أم ينقصون ؟ قلت : بل يزيدون قال : فهل يرتد أحد منهم سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه ؟ قلت : لا قال : فهل كنتم تَتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال ؟ قلت : لا قال : فهل يغدر ؟ قلت : لا ، ونحن منه في مدة لا ندري ما هو فاعل فيها قال : ولم تمكني كلمة أُدخل فيها شيئا غير هذه الكلمة قال : فهل قاتلتموه ؟ قلت : نعم قال : فكيف كان قتالكم إياه ؟ قلت : الحرب بيننا وبينه سجال ، ينال منا وننال منه قال : ماذا يأمركم ؟ قلت : يقول : اعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيئا ، واتركوا ما يقول آباؤكم ، ويأمرنا بالصلاة والصدق والعفاف والصلة فقال للترجمان : قل له : سألتك عن نسبه ، فزعمت أنه فيكم ذو نسب ، وكذلك الرسل تبعث في نسب قومها ، وسألتك هل قال أحد منكم هذا القول قبله ، فذكرت أن لا ، فقلت : لو كان أحد قال هذا القول قبله ، لقلت : رجل يتأسى بقول قيل قبله وسألتك هل كان من آبائه من مَلِك ، فذكرت أن لا ، فلو كان من آبائه من مَلِك ، قلت : رجل يطلب ملك أبيه وسألتك هل كنتم تَتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال ، فذكرت أن لا ، فقد أعرف أنه لم يكن ليذر الكذب على الناس ويكذب على الله وسألتك أشراف الناس اتَبعوه أم ضعفاؤهم ، فذكرت أن ضعفاءهم اتبعوه ، وهم أتباع الرسل وسألتك أيزيدون أم ينقصون ، فذكرت أنهم يزيدون ، وكذلك أَمر الإيمان حتى يتم ، وسألتك أيرتد أحد منهم سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه ، فذكرت أن لا ، وكذلك الإيمان حين تخالط بشاشته القلوب وسألتك : هل يغدر ، فذكرت أن لا ، وكذلك الرسل لا تغدر وسألتك بما يأمركم ، فذكرت أنه يأمركم أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا ، وينهاكم عن عبادة الأوثان ، ويأمركم بالصلاة والصدق والعفاف ، فإن كان ما تقول حقا ، فسيملك موضع قدمَي هاتين ، وقد كنت أعلم أنه خارج ، لم أكن أظن أنه منكم ، فلو أعلم أني أخلص إليه ، لتجشمت لقاءه ، ولو كنت عنده ، لغَسَلْتُ عن قدميه ثم دعا بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي بعث به مع دحية إلى عظيم بَصرى ، فدفعه إلى هرقل ، فإذا فيه : بسم الله الرحمن الرحيم ، من محمد عبد الله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم ، سلام على من اتبع الهدى ، أما بعد ، فإني أدعوك بدعاية الإسلام ، أسلم تسلم ، يؤتك الله أجرك مرتين ، فإن توليت فإن عليك إثم الأريسيين ، و : يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون (آل عمران: 64) قال أبو سفيان : فلما قال ما قال ، وفرغ من قراءة الكتاب ، كثر عنده الصخب ، وارتفعت الأصوات ، وأُخرجنا ، فقلت لأصحابي حين أخرجنا : لقد أمر أمر ابن أبي كبشة ! إنه يخافه ملك بني الأصفر ! فما زلت موقنا أنه سيظهر ، حتى أدخل الله علي الإسلام قال : وكان ابن الناطور - صاحب إيلياء وهرقل - سُقُفا على نصارى الشام ، يُحدث أن هرقل حين قدم إيلياء أصبح يوما خبيث النفس ، فقال بعض بطارقته ، قد استنكرنا هيئتك قال ابن الناطور : وكان هرقل حزاء ينظر في النجوم ، فقال لهم حين سألوه : إني رأيت حين نظرت في النجوم مَلك الختان قد ظهر ، فمن يختتن من هذه الأمة ؟ قالوا : ليس يختتن إلا اليهود ، فلا يهمنك شأنهم ، واكتب إلى مدائن ملكك فليقتلوا من فيهم من اليهود فبينما هم على أمرهم ، أتى هرقل برجل أرسل به ملك غسان ، يخبر عن خبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما استخبره هرقل قال : اذهبوا فانظروا أمختتن هو أم لا ؟ فنظروا إليه ، فحدثوه أنه مختتِن وسأله عن العرب ، فقال : هم يختتنون فقال هرقل : هذا ملك هذه الأمة قد ظهر ثم كتب هرقل إلى صاحب له برومية ، وكان نظيره في العلم ، وسار هرقل إلى حمص ، فلم يرم حمص حتى أتاه كتاب من صاحبه ، يوافق رأي هرقل على خروج النبي صلى الله عليه وسلم وأنه نبي ، فأذن هرقل لعظماء الروم في دسكرة له بحمص ، ثم أمر بأبوابها فغلقت ثم اطلع فقال : يا معشر الروم ، هل لكم في الفلاح والرشد ، وأن يثْبت لكم ملككم ، فتُبايعوا لهذا النبي فحاصوا حيصة حمر الوحش إلى الأبواب ، فوجدوها قد غلقت ، فلما رأى هرقل نفرتهم ، وأيس من الإيمان قال : ردوهم علي وقال : إني إنما قلت مقالتي آنفا أختبر بها شدتكم على دينكم ، فقد رأيت فسجدوا له ورضوا عنه ، فكان ذلك آخر شأن هرقل "

وبالله التوفيق

وصل اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

07-02-1438 هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

7 + 1 =

/500
روابط ذات صلة
المقال السابق
الفوائد الكتابية المتشابهة المقال التالي