ﺟﺪﻳﺪ اﻟﻤﻮﻗﻊ

الدرس 213 حمزة بن عبد المطلب ودخوله الإسلام

المقال
التصنيف : تاريخ النشر: الإثنين 13 شوال 1437هـ | عدد الزيارات: 1253 القسم: الفوائد الكتابية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حمزة بن عبد المطلب واسمه (شيبة) بن هاشم واسمه (عمرو) بن عبد مناف واسمه (المغيرة) بن قصي واسمه (زيد) بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فِهر بن مالك بن النضْر واسمه (قيس) وهو قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة واسمه (عامر) بن إلياس بن مُضَر بن نزار بن معد بن عدنان. هذا هو المتفق عليه من نسبه، وهو نسب الرسول محمدٍ نفسه تقريباً، فكلاهما من نسل عبد المطلب بن هاشم. أما ما فوق معد بن عدنان ففيه اختلاف كثير، غير أنه ثبت أن نسب عدنان ينتهي إلى إسماعيل بن إبراهيم، وهو شقيق صَفية بنت عبد المطلب أم الزبير بن العوام، وهو عم الرسول محمد وأخوه من الرضاعة، أرضعتهما ثويبة مولاة أبي لهب، فقد أرضعت حمزة بن عبد المطلب، ثم محمداً، ثم أبا سلمة عبد الله المخزومي القرشي، فكانوا جميعاً إخوة من الرضاعة. وكان حمزةُ أسنَّ من الرسولِ محمدٍ بسنتين.

أمه: «هالة بنت وهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مُرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فِهر بن مالك بن النضْر واسمه (قيس) وهو قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة واسمه (عامر) بن إلياس بن مُضر بن نِزار بن معد بن عدنان. وهي ابنة عم آمنة بنت وهب أم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم

تربى حمزة بن عبد المطلب في كنف والده عبد المطلب بن هاشم الذي كان سيد قريش وبني هاشم، ونشأ مع تِربه وابن أخيه عبد الله وأخيه من الرضاعة محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، وعاشا ينهلان من الشمائل والقيم العربية الأصيلة، من بطولة وشجاعة وكرم ونجدة وغيرها، وارتبطت بينهما صداقة متينة ووثيقة العُرا.

كان حمزة في الجاهلية فتىً شجاعاً كريماً سمحاً، وكان أشدَّ فتى في قريش وأعزَّهم شكيمةً، فقد شهد حرب الفجار التي وقعت بعد عام الفيل بعشرين سنة، وقد دارت بين قبيلة كنانة التي منها قريش، وبين قبيلة قيس عِيلان، وكانت حربُ الفجار أولَ تدريب عملي لحمزة بن عبد المطلب، حيث مارس التدريب على استعمال السلاح، وتحمل أعباء القتال ومشقات الحروب.

وقد رُوي أن خديجة بعثت إلى الرسول محمد فقالت له: «إني قد رغبت فيك لقرابتك مني، وشرفك في قومك، وأمانتك عندهم، وحسن خلقك، وصدق حديثك»، ثم عرضت عليه نفسها، وكانت أوسط نساء قريش نسباً، وأعظمهم شرفاً، وأكثرهم مالاً. فلما قالت للرسول محمد ما قالت ذكر ذلك لأعمامه: أبي طالب والعباس وحمزة، فذهبوا إلى عم خديخة عمرو بن أسد وخطبوها إليه وزوجه إياها ، فولدت خديجة له: القاسم وزينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة وعبد الله. وكان عُمْرُ الرسول حين تزوج خديجة خمساً وعشرين سنة، وكان عمرها حينئذ أربعين سنة، وأقامت معه أربعاً وعشرين سنة

قال محمد بن إسحاق حدثني رجل من أسلم وكان واعية أن أبا جهل اعترض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند الصفا ، فآذاه وشتمه ، ونال منه ما يكره من العيب لدينه ، فذكر ذلك لحمزة بن عبد المطلب فأقبل نحوه حتى إذا قام على رأسه رفع القوس فضربه بها ضربة شجه منها شجة منكرة ، وقامت رجال من قريش من بني مخزوم إلى حمزة ; لينصروا أبا جهل منه ، وقالوا : ما نراك يا حمزة إلا قد صبأت قال حمزة : ومن يمنعني وقد استبان لي منه ، وأنا أشهد أنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأن الذي يقول حق ، فوالله لا أنزع ، فامنعوني إن كنتم صادقين فقال أبو جهل : دعوا أبا عمارة ; فإني والله لقد سببت ابن أخيه سبا قبيحا فلما أسلم حمزة عرفت قريش أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد عز وامتنع ، فكفوا عما كانوا يتناولون منه.

قال ابن إسحاق: ثم رجع حمزة إلى بيته ، فأتاه الشيطان ، فقال : أنت سيد قريش ، اتبعت هذا الصابئ ، وتركت دين آبائك ، للموت خير لك مما صنعت فأقبل على حمزة بثه ، وقال : ما صنعت ! اللهم إن كان رشدا فاجعل تصديقه في قلبي ، وإلا فاجعل لي مما وقعت فيه مخرجا فبات بليلة لم يبت بمثلها من وسوسة الشيطان ، حتى أصبح فغدا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال يا بن أخي ، إني قد وقعت في أمر لا أعرف المخرج منه ، وإقامة مثلي على ما لا أدري ما هو أرشد هو أم غي ، شديد ، فحدثني حديثا فقد اشتهيت يا بن أخي أن تحدثني فأقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكره ووعظه ، وخوفه وبشره ، فألقى الله في قلبه الإيمان بما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : أشهد أنك الصادق شهادة الصدق ، فأظهر يا بن أخي دينك ، فوالله ما أحب أن لي ما أظلته السماء وأني على ديني الأول فكان حمزة ممن أعز الله به الدين رواه البيهقي.

وبالله التوفيق

1437/10/13 هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

5 + 3 =

/500
روابط ذات صلة
المقال السابق
الفوائد الكتابية المتشابهة المقال التالي