الدرس 221 تجديد بناء الكعبة

المقال
التصنيف : تاريخ النشر: السبت 17 جمادى الآخرة 1437هـ | عدد الزيارات: 1524 القسم: الفوائد الكتابية


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
ذكر البيهقي في بناء الكعبة ، قبل تزويجه عليه الصلاة والسلام خديجة والمشهور أن بناء قريش الكعبة بعد تزويج خديجة بعشر سنين ، وظاهر القرآن يقتضي أن إبراهيم أول من بناه مبتدئا ، وأول من أسسه ، وكانت بقعته معظمة قبل ذلك معتنى بها مشرفة في سائر الأعصار والأوقات قال الله تعالى:" إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا " آل عمران : 96 وثبت في الصحيحين عن أبي ذر قال قلت : يا رسول الله أي مسجد وضع أول ؟ قال : المسجد الحرام قلت : ثم أي ؟ قال : المسجد الأقصى قلت : كم بينهما ؟ قال أربعون سنة، والمسجد الأقصى أسسه إسرائيل وهو يعقوب عليه السلام

روى أبو داود الطيالسي عن خالد بن عرعرة عن علي بن أبي طالب قال : لما انهدم البيت بعد جرهم بنته قريش فلما أرادوا وضع الحجر تشاجروا من يضعه ؟ فاتفقوا أن يضعه أول من يدخل من هذا الباب فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم من باب بني شيبة فأمر بثوب فوضع الحجر في وسطه ، وأمر كل فخذ أن يأخذوا بطائفة من الثوب فرفعوه وأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعه.


والمشهور أن هذا كان ورسول الله صلى الله عليه وسلم عمره خمس وثلاثون سنة ، وهو الذي نص عليه محمد بن إسحاق بن يسار رحمه الله

وقال موسى بن عقبة كان بين الفجار وبين بناء الكعبة خمس عشرة سنة أ.هـ

وكان الفجار ، وحلف الفضول في سنة واحدة إذ كان عمر رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرون سنة وهذا يؤيد ما قال محمد بن إسحاق والله أعلم

قال ابن إسحاق : وكانت الكعبة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ثماني عشرة ذراعا ، وكانت تكسى القباطي ، ثم كسيت بعد البرود ، وأول من كساها الديباج الحجاج بن يوسف

وقد كانوا أخرجوا منها الحجر وهو ستة أذرع أو سبعة أذرع من ناحية الشام - وذلك لما قصرت بهم النفقة أي لم يتمكنوا أن يبنوه على قواعد إبراهيم ، وجعلوا للكعبة بابا واحدا من ناحية الشرق ، وجعلوه مرتفعا لئلا يدخل إليها كل أحد فيدخلوا من شاءوا ، ويمنعوا من شاءوا

وقد ثبت في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ألم تري أن قومك قصرت بهم النفقة ، ولولا حدثان قومك بكفر لنقضت الكعبة ، وجعلت لها بابا شرقيا وبابا غربيا ، وأدخلت فيها الحجر ولهذا لما تمكن ابن الزبير بناها على ما أشار إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وجاءت في غاية البهاء والحسن والسناء كاملة على قواعد الخليل لها بابان ملتصقان بالأرض شرقيا ، وغربيا يدخل الناس من هذا ، ويخرجون من الآخر فلما قتل الحجاجُ ابنَ الزبير كتب إلى عبد الملك بن مروان وهو الخليفة يومئذ فيما صنعه ابنُ الزبير ، واعتقدوا أنه فعل ذلك من تلقاء نفسه فأمر بإعادتها إلى ما كانت عليه فعمدوا إلى الحائط الشامي فحصوه ، وأخرجوا منه الحجر ، ورصوا حجارته في أرض الكعبة فارتفع بابها ، وسدوا الغربي ، واستمر الشرقي على ما كان عليه فلما كان في زمن المهدي أو أبيه المنصور استشار مالكا في إعادتها على ما كان صنعه ابن الزبير فقال مالك رحمه الله : إني أكره أن يتخذها الملوك ملعبة فتركها على ما هي عليه فهي إلى الآن كذلك

وأما المسجد الحرام فأول من أخر البيوت من حول الكعبة عمر بن الخطاب رضي الله عنه اشتراها من أهلها وهدمها فلما كان عثمان اشترى دورا وزادها فيه فلما ولي ابن الزبير أحكم بنيانه وحسن جدرانه وأكثر أبوابه ، ولم يوسعه شيئا آخر فلما استبد بالأمر عبد الملك بن مروان زاد في ارتفاع جدرانه ، وأمر بالكعبة فكسيت الديباج وكان الذي تولى ذلك بأمره الحجاج بن يوسف

وبالله التوفيق

وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وأزواجه وصحبه أجمعين

1437/6/17 هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

3 + 9 =

/500
روابط ذات صلة
المقال السابق
الفوائد الكتابية المتشابهة المقال التالي