الدرس 222 زواج المصطفى من خديجة

المقال
التصنيف : تاريخ النشر: الإثنين 12 جمادى الآخرة 1437هـ | عدد الزيارات: 1901 القسم: الفوائد الكتابية

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

قال ابن إسحاق: كانت خديجة بنت خويلد امرأةً تاجرة ذات شرف ومالٍ، تستأجر الرجال على مالها مضاربة فلما بلغها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بلغها من صدق حديثه وعظم أمانته وكرم أخلاقه بعثت إليه فعرضت عليه أن يخرج لها في مالها تاجرا إلى الشام ، وتعطيه أفضل ما تعطي غيره من التجار مع غلام لها يقال له: ميسرة فقبله رسول الله صلى الله عليه وسلم منها ، وخرج في مالها ذاك ، وخرج معه غلامها ميسرة حتى نزل الشام فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم في ظل شجرة قريبا من صومعة راهب من الرهبان فاطلع الراهب إلى ميسرة فقال : من هذا الرجل الذي نزل تحت الشجرة ؟ فقال ميسرة : هذا رجل من قريش من أهل الحرم فقال له الراهب : ما نزل تحت هذه الشجرة إلا نبي ثم باع رسول الله صلى الله عليه وسلم سلعته - يعني تجارته - التي خرج بها ، واشترى ما أراد أن يشتري ، ثم أقبل قافلا إلى مكة ، ومعه ميسرة

فلما قدم مكة على خديجة بمالها ، باعت ما جاء به فأضعف أو قريبا ، وحدثها ميسرة عن قول الراهب ، وكانت خديجة امرأة حازمة شريفة لبيبة مع ما أراد الله بها من كرامتها فلما أخبرها ميسرة ما أخبرها بعثت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت له : - فيما يزعمون - يا ابن عم إني قد رغبت فيك; لقرابتك (إذ تلتقي معه في الجد الخامس) وسطتك في قومك ، وأمانتك وحسن خلقك ، وصدق حديثك ، ثم عرضت نفسها عليه وكانت أوسط نساء قريش نسبا ، وأعظمهن شرفا ، وأكثرهن مالا كل قومها كان حريصا على ذلك منها لو يقدر عليه.

قال ابن هشام : فأصدقها عشرين بكرة ، وكانت أول امرأة تزوجها ، ولم يتزوج عليها غيرها حتى ماتت قال ابن إسحاق : فولدت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولده كلهم إلا إبراهيم
روى البيهقي عن مصعب بن عبد الله الزبيري قال : أكبر ولده عليه الصلاة والسلام القاسم ثم زينب ثم عبد الله ثم أم كلثوم ثم فاطمة ثم رقية وكان أول من مات من ولده القاسم ثم عبد الله، وبلغ القاسم أن يركب الدابة والنجيبة (وهي الناقة القوية) ثم مات بعد النبوة
وروى يونس بن بكير عن ابن عباس قال : ولدت خديجة لرسول الله صلى الله عليه وسلم غلامين وأربع نسوة: القاسم وعبد الله وفاطمة وأم كلثوم وزينب ورقية ، وقال الزبير بن بكار: عبد الله هو الطيب وهو الطاهر، وقد أدركت بناتُه البعثة، ودخلن في الإسلام، وهاجرن معه صلى الله عليه وسلم قال: ابن هشام، وأما إبراهيم فمن مارية القبطية التي أهداها له المقوقس صاحب إسكندرية وهي من حفن من كورة أنصنا، ومارية تسرى بها النبي صلى الله عليه وسلم وهي على الرق، ومات عليه الصلاة والسلام ولم يعتقها فهي ليست من أمهات المؤمنين

قال ابن هشام : وكان عمر رسول الله صلى الله عليه وسلم حين تزوج خديجة خمسا وعشرين سنة فيما رواه أبو عمرو المدني ، وذكر يعقوب بن سفيان أن عمرو بن أسد زوج خديجة من رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمره خمسا وعشرين سنة ، وقريش تبني الكعبة

وروى البيهقي عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما بعث الله نبيا إلا راعي غنم فقال له أصحابه : وأنت يا رسول الله ؟ قال : وأنا رعيتها لأهل مكة بالقراريط

قال الموصلي : المجتمع عليه أن عمها عمرو بن أسد هو الذي زوجها منه وهذا هو الذي رجحه السهيلي ، وحكاه عن ابن عباس ، وعائشة قالت : وكان خويلد مات قبل الفجار وهو الذي نازع تُبَعا حين أراد أخذ الحجر الأسود إلى اليمن فقام في ذلك خويلد ، وقام معه جماعة من قريش ، ثم رأى تبع في منامه ما روعه فنزع عن ذلك ، وترك الحجر الأسود مكانه

وماتت أم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها وعمرها خمسا وستين سنة بعد أن قضت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسا وعشرين سنة، خمس عشرة سنة قبل النبوة وعشر سنين بعدها، إذ تزوجها الرسول صلى الله عليه وسلم وعمرها أربعون سنة

وبالله التوفيق

وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وأزواجه وصحبه أجمعين

1437/6/12 هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

4 + 6 =

/500
روابط ذات صلة
المقال السابق
الفوائد الكتابية المتشابهة المقال التالي