ﺟﺪﻳﺪ اﻟﻤﻮﻗﻊ

الدرس 224 حياة المصطفى في صغره

المقال
التصنيف : تاريخ النشر: الأربعاء 7 جمادى الآخرة 1437هـ | عدد الزيارات: 1599 القسم: الفوائد الكتابية

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

قال محمد بن إسحاق : شبَّ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يكلؤه الله ويحفظه ويحوطه من أقذار الجاهلية ، لما يريد من كرامته ، ورسالته حتى بلغ أن كان رجلا أفضلَ قومِهِ مروءةً ، وأحسنهم خلقا ، وأكرمهم حسبا ، وأحسنهم جوارا ، وأعظمهم حلما ، وأصدقهم حديثا ، وأعظمهم أمانة ، وأبعدهم من الفحش والأخلاق التي تدنس الرجال; تنزها وتكرما حتى ما اسمه في قومه إلا الأمين لما جمع الله فيه من الأمور الصالحة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث عما كان الله يحفظه به في صغره ، وأمْر جاهليته أنه قال لقد رأيتني في غلمان من قريش ، ننقل الحجارة لبعض ما يلعب الغلمان ، كلنا قد تعرى وأخذ إزاره وجعله على رقبته; يحمل عليه الحجارة فإني لأقبل معهم كذلك ، وأدبر إذ لكمني لاكم ما أراه لكمة وجيعة ، ثم قال : شد عليك إزارك قال : فأخذته فشددته علي ، ثم جعلت أحمل الحجارة على رقبتي وإزاري علي ، من بين أصحابي وهذه القصة شبيهة بما في الصحيح عند بناء الكعبة حين كان ينقل هو وعمه العباس فإن لم تكن هي فهي متقدمة عليها كالتوطئة لها والله أعلم .

روى البخاري في صحيحه عن جابر بن عبد الله قال: "أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يَنْقُلُ معهُمُ الحِجَارَةَ لِلْكَعْبَةِ وعليه إزَارُهُ، فَقالَ له العَبَّاسُ عَمُّهُ: يا ابْنَ أخِي، لو حَلَلْتَ إزَارَكَ فَجَعَلْتَ علَى مَنْكِبَيْكَ دُونَ الحِجَارَةِ، قالَ: فَحَلَّهُ فَجَعَلَهُ علَى مَنْكِبَيْهِ، فَسَقَطَ مَغْشِيًّا عليه، فَما رُئِيَ بَعْدَ ذلكَ عُرْيَانًا صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ."

وروى البيهقي عن ابن عباس عن أبيه أنه كان ينقل الحجارة إلى البيت ، حين بنت قريش البيت قال وأفردت قريش رجلين رجلين ، الرجال ينقلون الحجارة ، وكانت النساء تنقل الشيد (مادة يطلى بها الجدار) قال : فكنت أنا وابن أخي وكنا نحمل على رقابنا ، وأزرنا تحت الحجارة فإذا غشينا الناس ائتزرنا فبينما أنا أمشي ومحمد أمامي قال : فخر وانبطح على وجهه فجئت أسعى وألقيت حجري وهو ينظر إلى السماء فقلت : ما شأنك فقام وأخذ إزاره قال : إني نهيت أن أمشي عريانا قال ، وكنت أكتمها من الناس مخافة أن يقولوا مجنون

وثبت في الحديث أنه كان لا يقف بالمزدلفة ليلة عرفة بل كان يقف مع الناس بعرفات كما قال جبير بن مطعم : لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على دين قومه وهو يقف على بعير له بعرفات من بين قومه حتى يدفع معهم توفيقا من الله عز وجل له

قال البيهقي : معنى قوله على دين قومه ، ما كان بقي من إرث إبراهيم ، وإسماعيل عليهما السلام ، ولم يشرك بالله قط صلوات الله وسلامه عليه دائما.

ويفهم من قوله هذا أيضا أنه كان يقف بعرفات قبل أن يوحى إليه وهذا توفيق من الله له

وبالله التوفيق

وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وأزواجه وصحبه أجمعين

1437/6/7 هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

7 + 6 =

/500
روابط ذات صلة
المقال السابق
الفوائد الكتابية المتشابهة المقال التالي