الدرس 226 وفاة أم المصطفى عليه السلام

المقال
التصنيف : تاريخ النشر: الإثنين 5 جمادى الآخرة 1437هـ | عدد الزيارات: 1374 القسم: الفوائد الكتابية

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

قال ابن إسحاق بعد ذكر رجوعه عليه الصلاة والسلام ، إلى أمه آمنة بعد رضاعة حليمة له : فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، مع أمه آمنة بنتِ وهب وجده عبد المطلب في كلاءة الله وحفظه ، ينبته الله نباتا حسنا لما يريد به من كرامته فلما بلغ ست سنين توفيت أمه آمنة بنت وهب .

وقال ابن إسحاق أيضاً: أن أم رسول الله صلى الله عليه وسلم آمنة ، توفيت وهو ابن ست سنين ، بالأبواء بين مكة والمدينة كانت قد قدمت به على أخواله من بني عدي بن النجار تُزِيرُهُ إياهم فماتت وهي راجعة به إلى مكة وذكر الواقدي بأسانيده أن النبي صلى الله عليه وسلم خرجت به أمه إلى المدينة ، ومعه أم أيمن ، وله ست سنين فزارت أخواله قالت أم أيمن : فجاءني ذات يوم رجلان من يهود المدينة فقالا لي : أخرجي إلينا أحمد ننظر إليه فنظرا إليه وقلباه فقال أحدهما لصاحبه : هذا نبي هذه الأمة ، وهذه دار هجرته ، وسيكون بها من القتل والسبي أمر عظيم فلما سمعت أمه خافت وانصرفت به فماتت بالأبواء وهي راجعة

روى الإمام أحمد عن ابن بُرَيدة عن أبيه قال "خرَجتُ مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حتى إذا كُنَّا بوَدَّانَ، قال: مكانَكم حتى آتِيَكم، فانطَلَقَ، ثم جاءَنا وهو ثَقيلٌ، فقال: إنِّي أتَيتُ قَبرَ أُمَّ مُحمَّدٍ، فسَأَلتُ ربِّيَ الشَّفاعةَ فمَنَعْنيها، وإنِّي كُنتُ نَهيُتكم عن زيارةِ القُبورِ فزُورُوها، ونَهيتُكم عن لُحومِ الأضاحيِّ بعدَ ثلاثةِ أيَّامٍ فكُلوا، وأمْسِكوا ما بَدا لكم، ونَهيتُكم عن هذه الأشربةِ في هذه الأوعيةِ، فاشْرَبوا فيما بَدا لكم. " صحيح المسند لشعيب الأرنؤوط

وروى مسلم عن أبي هريرة قال:" زار النبي صلى الله عليه وسلم قبر أمه فبكى وأبكى من حوله ، ثم قال : استأذنت ربي في زيارة قبر أمي فأذن لي ، واستأذنته في الاستغفار لها فلم يأذن لي فزوروا القبور تذكركم الموت وروى مسلم أيضاً عن أنس أن رجلا قال : يا رسول الله أين أبي ؟ قال : في النار فلما قفى دعاه فقال : إن أبي وأباك في النار "

وإخباره صلى الله عليه وسلم عن أبويه وجده عبد المطلب بأنهم من أهل النار ، لا ينافي الحديث الوارد عنه من طرق متعددة أن أهل الفترة والأطفال والمجانين والصم يمتحنون في العرصات يوم القيامة ، لقوله تعالى (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا) الإسراء : 15 فيكون منهم من يجيب ومنهم من لا يجيب فيكون هؤلاء من جملة من لا يجيب فلا منافاة ولله الحمد والمنة

وبالله التوفيق

وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وأزواجه وصحبه أجمعين

1437/6/5 هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

8 + 2 =

/500
روابط ذات صلة
المقال السابق
الفوائد الكتابية المتشابهة المقال التالي