الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .. وبعد
سورة الكافرون مكية وآياتها 6
بسم الله الرحمن الرحيم
قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2) وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (3) وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ (4) وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (5) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (6)
روى الترمذي عن عبد الله بن عباس ، رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُوَنَ تعدلُ رُبُعَ القرآنِ" صححه الألباني ، وعن فروة بن نوفل الأشجعي :أنَّهُ أتَى النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ فقالَ : يا رسولَ اللَّهِ علِّمني شيئًا أقولُهُ إذا أوَيتُ إلى فِراشي ، فقالَ : اقرأ : قل يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ فإنَّها براءةٌ منَ الشِّركِ " رواه الترمذي وصححه الألباني.
وفي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ في ركعتي الفجر(قل ياأيها الكافرون) ، (قل هو الله أحد) وكان يقرأ بهما في ركعتي الطواف.
قوله : قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ
الألف واللام في كلمة (الكافرون) ترجع إلى معنى المعهود ، وإن كانت للجنس ، من حيث إنها كانت صفة لأي ؛ لأنها مخاطبة لمن سبق في علم الله تعالى أنه سيموت على كفره ، فهي من الخصوص الذي جاء بلفظ العموم ونحوه ، وعنى بالكافرين قوما معينين لا جميع الكافرين ؛ لأن منهم من آمن ، فعبد الله ، ومنهم من مات أو قتل على كفره ، وهم المخاطبون بهذا القول ، وهم المذكورون ، لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ ، أي أتبَرّأ مما تعبدون من دون الله ظاهرا وباطنا ثم قال : ولا أنتم عابدون ما أعبد لعدم إخلاصكم في عبادتكم لله ، فعبادتكم له المقترنة بالشرك لا تسمَّى عبادة ، ولا أنا عابدٌ ما عبدتم * وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ ، كرر ذلك ؛ ليدل الأول على عدم وجود الفعل ، والثاني على أن ذلك قد صار وصفًا لازمًا .
قوله تعالى : لكم دينكم ولي دين لكم دينكم الذي أصررتم على اتباعه ولي ديني الذي لا أبغي غيره
اللهم احفظنا من الوقوع في الشرك .
تم تفسير سورة الكافرون ولله الحمد والمنة.
29 - 2 - 1436هـ