ﺟﺪﻳﺪ اﻟﻤﻮﻗﻊ

الدرس 391 فضل الأشهر الحرم

المقال
التصنيف : تاريخ النشر: الأربعاء 7 شهر رمضان 1433هـ | عدد الزيارات: 2231 القسم: الفوائد الكتابية

الحمد لله وبعد

الأشهر الحرم نصَّ الله عليها في كتابه العزيز؛ فقال تعالى: ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَاللَّهِ اثْنَاعَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُالتوبة: 36 هٰذه الأربعة الحُرُم بيَّنها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بأنها ثلاثة متوالية، وواحد منفرد؛ أمَّا الثلاثة المتوالية: فإنها ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، وأما المنفرد فهو رجب؛ ولهٰذا يلقِّبُه بعض الناس بـ "رجب الفرد"؛ لأنه انفرد عن الأشهر الثلاثة .وإنما كانت هٰذه الأشهر الثلاثة حُرُمًا؛ لأن الناس يقصدون فيها بيت الله -عزَّ وجلَّ- فذو القعدة والمحرم للسفر إلي البيت، وذو الحجة لأداء مشاعر الحج، ولهذا كانت حُرُمًا يحرُمُ القتال فيها، وتخص بعناية في تجنب ظلم النفس؛ ولهذا قال: ﴿فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْالتوبة: 36 ، وسميت حُرم؛ لأن الناس يحجون ويعتمرون؛ والحج يحتاج لذهاب وإياب وبقاء في مكة؛ قالوا:الشهر الذي قبل ذي الحجة للذهاب والشهر ذو الحجة لأداء النسك، وشهر محرم للإياب؛ هذه ثلاث أشهر يحرم فيها القتال، ويأمن فيها الناس؛ حتى أن الواحد من الناس يشاهد قاتل أبيه في هذه الأشهر ولا يقتله! فهل العبادة في الأشهر الحرم الأجر فيها مضاعف عن بقية الشهور الأخرى؟

الجواب:
قال الله تبارك وتعالىٰ: ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ[التوبة: 36].
قال أهل العلم: الضمير في قوله: ﴿فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ﴾ يعود على الأشهر الحرم. فإذا كان قد نُهي عن ظلم النفس بخصوص هٰذه الأشهر؛ دلَّ ذٰلك على أن العمل الصالح فيهنَّ أفضل. ومن العبارات المشهورة عند العلماء؛ قولهم: "تضاعف الحسنة في كل زمان ومكان فاضل". وهل ارتكاب المعاصي في الأشهر الحرم ذنبها أعظم؟
الجواب:
هذا ينبني علىٰ قوله تعالى: ﴿فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ﴾.
لاشك أن الذنوب في الأشهر الحُرُم أعظم؛ لأنَّ الضمير يدلُّ علىٰ تأكيد النهي عن الظلم في هذه الأشهر الأربعة، وللعلماء قاعدة في هٰذه المسألة يقولون: تضاعف الحسنات والسيئات في كلِّ زمان ومكان فاضل.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم
1433-9-6 هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

9 + 7 =

/500
روابط ذات صلة
المقال السابق
الفوائد الكتابية المتشابهة المقال التالي