الدرس رقم398 فضل شهر شعبان

المقال
التصنيف : تاريخ النشر: الإثنين 27 شعبان 1433هـ | عدد الزيارات: 2111 القسم: الفوائد الكتابية

الحمد لله وبعد
كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من الصيام في شهر شعبان؛ كما جاء ذلك في الصحيحين عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: "ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط إلا رمضان وما رأيته في شهر أكثر صياماً منه في شعبان فقد كان يصومه إلا قليلا منه ولهذا ينبغي للإنسان أن يكثر من الصوم في شعبان؛ تأسياً برسول الله صلى الله عليه وسلم، واحتسابا لثواب الله عز وجل، فإن الله يقول: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا[الأحزاب: 21]، فإما أن يصوم يوماً ويفطر يوماً، أو يصوم أياماً ويفطر أياماً، أو يصوم أياماً كثيراً ، متتابعةً حتى يبقى يوماً أو يومين على رمضان ثم يفطر؛ لأن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - لا يصوم شهرا كاملا إلا شهر رمضان، وهنا أشياء ينبغي التنبيه عليها مما يعتقده الناس في شعبان أو يقومون به من عمل، فمن ذلك: صيام النصف لحديث علي - رضي الله عنه - عند ابن ماجه : "إن في صوم النصف منه مزيةً على غيره"، ولكن هذا الحديث ضعيف، قال ذلك ابن رجب في اللطائف، وقال صاحب المنار: الصوابُ أنه موضوع - أي: مكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم - وعلى هذا فلا ينبغي أن نخصص يوم النصف من شعبان بصوم دون غيره من الأيام، ومن ذلك أيضا: فضل ليله النصف وردت فيها أخبار قال عنها ابن رجب في اللطائف: ضعفها الأكثرون، وقال الشيخ عبد العزيز بن باز: إنها ضعيفة لا يجوز الاعتماد عليها، ومن ذلك: قيام ليلة النصف من شعبان، لم يرد عن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - حديث يصح الاعتماد عليه في تخصيصها بقيام لا مطلقاً ولا مقيداً بعدد،وقال أيضا: لم يثبت فيها عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا عن أصحابه شيء، وقال صاحب المنار: إن الله لم يشفع للمؤمنين في كتابه ولا عن رسوله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ولا في سنته عملاً خاصاً بهذه الليلة، وقال الشيخ عبد العزيز بن باز: ما ورد في فضل الصلاة في تلك الليلة فكله موضوع، والموضوع عند العلماء هو المكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن ذلك: أنه اشتهر عند كثير من العوام أن ليلة النصف من شعبان يقدر فيها ما يكون في العام، وهذا باطل بأن الذي يقدر فيه ما يكون في العام إنماهي ليلة القدر، وليلة القدر هي التي قال الله فيها: ﴿فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ [الدخان: 4]، وهي في رمضان قطعاً؛ لقول الله تعالى: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُالبقرة 158

وكل مالا أصل له فهو بدعة وكل بدعة ضلالة.

وصل الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما .

۱٤۳۳/۸/۲٦ هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

2 + 9 =

/500