الدرس 330 النهي عن البدع في شهر رجب

المقال
التصنيف : تاريخ النشر: الأحد 1 جمادى الأولى 1435هـ | عدد الزيارات: 1424 القسم: الفوائد الكتابية

أيها الإخوة الأفاضل؛

البدع والمحدثات في الدين أصل كل بلاء وفتنة وإن الشيطان يحرص كل الحرص على صد الناس عن الدين الصحيح فإن رأى منهم عدم رغبة في الدين شجعهم على ذلك وزين لهم المعاصي والشهوات وفتح لهم أبواب الشبهات وإن رأى منهم محبة للدين أدخل عليهم من البدع والزيادات ما يفسده عليهم فتنبهوا لذلك واعلموا أن الشريعة جاءت كاملة لا تحتمل الزيادة والنقصان لأن الله تعالى يقول " الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ" (المائدة 3)، فلا مكان للبدعة في دين الله قال الإمام مالك رحمه الله "من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمداً صلى الله عليه وسلم خان الرسالة لأن الله يقول "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ " فما لم يكن يومئذ دينا فلا يكون اليوم دينا إن المبتدع معاند لله مشاق له لأن الله حدد الطرق الموصلة إلى الخير وحصرها وهذا المبتدع يريد أن يزيد عليها أو ينقص منها فجعل نفسه شريكاً لله في تشريعه وكفى بذلك ضلالاً وإثماً مبينا، والله أمر باتباع ما شرعه فأبى المبتدع ذلك واتبع هواه بغير هدى من الله.

ومن هذه البدع ما يفعل في شهر رجب من العادات الجاهلية والأمور البدعية التي يزعم مرتكبوها أن لشهر رجب خاصية على غيره وليس الأمر كذلك فإن شهر رجب أحد الأشهر الحرم وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا دخل شهر رجب قال اللهم بارك لنا في شهري رجب وشعبان وبلغنا رمضان ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضل رجب حديث بل عامة الأحاديث المأثورة فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم كلها كذب

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: وقد أحدث الناس في هذا الشهر عبادات لم يشرعها الله ولا رسوله من ذلك تعظيم أول خميس منه وليلة أول جمعة منه فإن تعظيم هذا اليوم وتلك الليلة من رجب إنما حدث في الإسلام بعد المائة الرابعة والحديث المروي في ذلك كذب باتفاق العلماء ولا يجوز تعظيم هذا اليوم لأنه مثل غيره من الأيام

وقال الحافظ ابن رجب: فأما الصلاة فلم يصح في شهر رجب صلاة مخصوصة تختص به والأحاديث المروية في فضل صلاة الرغائب في أول ليلة جمعة من شهر رجب كذب وباطل لا تصح وهذه الصلاة بدعة عند جمهور العلماء

وأما الصيام فلم يصح في فضل صوم رجب بخصوصه شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه وروي عن عمر رضي الله عنه أنه كان :" يَضرِبُ أكُفَّ النَّاسِ في رَجَبٍ، حتى يَضَعوها في الجِفانِ، ويقولُ: كُلُوا؛ فإنما هو شهرٌ كان يُعَظِّمُه أهلُ الجاهليَّةِ" صحح إسناده الألباني في النصيحة .

وأما العمرة فلم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه اعتمر في رجب فلا فضل للعمرة في رجب على العمرة في غيره من الشهور كما يظنه بعض الناس.

حفظنا الله وإياكم من البدع.

1435/5/1هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

8 + 7 =

/500
روابط ذات صلة
المقال السابق
الفوائد الكتابية المتشابهة المقال التالي