الدرس 332 التحذير من المجاهرة بالمعصية

المقال
التصنيف : تاريخ النشر: الأحد 1 جمادى الأولى 1435هـ | عدد الزيارات: 1711 القسم: الفوائد الكتابية

أيها الأخ الكريم.

إن المجاهرة بالمعصية والاستهتار بعقوبة الزلة إثم عظيم وحوب كبير يترفع عنها المؤمنون ويقدم عليها كل من ضل عن سواء السبيل ولقد ذم الله الأمم في العصور الخوالي ممن جاهر الله بالعصيان وأمن مكر الملك الديان فأخذهم بالعذاب على غرة وهم في غيهم يعمهون

ووجه أنظار عباده إلى مصيرهم ليحذروا مجالب سخط الله ولئلا يصيبهم ما أصاب الأمم قبلهم فقال "أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتاً وهم نائمون أو أمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحاً وهم يلعبون أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون" (الأعراف 97، 98) فال بعض مفسري السلف: بغت القوم أمر الله وما أخذ الله قوماً قط إلا عند سلوتهم ونعمتهم وغرتهم فلا تغتروا بالله

وفي الحديثإ "إذا رأيت الله يعطي العبد من الدنيا على معاصيه ما يحب ، فإنما هو استدراج" (صححه الألباني في صحيح الجامع ).

ويقول تعالى "فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون"(الأنعام 44) ، والمعصية يا عباد الله قبيحة في وضعها ومظهرها قبيحة بالنسبة لمولي النعم الكريم لأنها خروج على أمره وجحود لفضله وأقبح منها المجاهرة وإعلانها والاستهتار بعقوبتها فهو طغيان ليس وراءه من طغيان ولذلك عظم الله الجزاء لعظم الذنب وتوعد المجاهر بالعصيان مع الإصرار عليه بالحرمان من المغفرة وبالمؤاخذة بجريرة المجاهرة كما جاء في الحديث "كل أمتي معافى إلا المجاهرون" أي لا يكون المجاهرون في عافية من عذاب الله ونقمته جزاء جرأتهم عليه ومجاهرتهم بمعصيته وشقهم الطريق لغيرهم في الانحراف إلى مسلك الرذيلة فكانوا بذلك قدوة سيئة عليهم وزر من أضلوه وانحرفوا به إلى جانب أوزارهم كما جاء في الحديث " مَن دَعا إلى ضَلالَةٍ، كانَ عليه مِنَ الإثْمِ مِثْلُ آثامِ مَن تَبِعَهُ، لا يَنْقُصُ ذلكَ مِن آثامِهِمْ شيئًا." (صحيح مسلم)

ولقد صور رسول الهدى لوناً من ألوان المجاهرة على سبيل المثال فقال "ومن المجاهرة أن يعمل الرجل عملاً بالليل ثم يصبح وقد ستر الله عليه فيقول: يا فلان عملت البارحة كذا وكذا وقد بات يستره ربه فأصبح يكشف ستر ربه عليه

أما الأمثلة على المجاهرة بالمعصية فإنها في دنيا الناس تتجاوز الحصر وتطغى على كل حساب فآكل الربا الذي توعد الله متعاطيه بإعلان الحرب عليه تتعامل به البنوك ويحتال البعض على أكله بطرق ملتوية جهاراً واستهتاراً إلا من عصم الله

وبيع الذمم بالرشوة تبارى البعض من الناس فيه لإزالة معالم الحق ورفع رايات الباطل يعمدون إليه دون الخشية من عذاب ولا عقاب وتحلل النساء من الحشمة وإعلانهن التبرج المحرم إغراء بالفتنة وسيرا في ر كاب الشيطان وغير ذلك مما نترفع عن ذكره ونطهر ألسنتنا عن التلوث بنطقه ولن نذكر أمثلة مما يتحدث به البعض المجاهرون بالمعاصي حتى لا نكون من المشيعين للفاحشة بين الناس.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

1435/5/1 هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

5 + 2 =

/500
روابط ذات صلة
المقال السابق
الفوائد الكتابية المتشابهة المقال التالي