الدرس 333 شرح بعض أسماء الله

المقال
التصنيف : تاريخ النشر: الأحد 1 جمادى الأولى 1435هـ | عدد الزيارات: 1463 القسم: الفوائد الكتابية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الله سبحانه لا شريك له في جميع صفاته ولا مضاهي له في أسمائه وتقديراته فهو "الله" الذي تألهه القلوب بالمحبة والود والتعظيم

وهو "الرحمن الرحيم" الذي أرحم بعباده من الوالدة بولدها فما من نعمة وجدت إلا من رحمته وما من نقمة دفعت إلا من آثار رحمته

وهو "الملك" مالك العالم كله علوه وسفله لا يتحرك متحرك إلا بعلمه وإرادته وما يسكن من ساكن إلا بعلمه وإرادته

وهو "القدوس" الذي تقدس وتنزه عن النقائص والعيوب فلقد خلق السموات بما فيها من النجوم والأفلاك وخلق الأرض بما فيها من البحار والأشجار والجبال والمصالح والأقوات خلق كل ذلك وما بين السموات والأرض في ستة أيام سواء للسائلين وما مسه من تعب ولا لغوب

وهو "القوي القهار" فما من مخلوق إلا وتحت قدرته وقهره وما من جبروت إلا وقد ذل لعظمته وسطوته

هو "العليم" الذي يعلم السر وأخفى ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه يعلم ما توسوس به نفس العبد قبل أن يتكلم به وهو الرقيب الشاهد عليه في كل حالاته وما يغيب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ولا أًصغر من ذلك ولا أكبر

وهو "العلي الأعلى" هو العلي في ذاته فوق عرشه العلي في صفاته فما يشبهه أحد من خلقه

وهو "الجبار" الذي يجبر الكسير والضعيف ويأخذ القوي بالقهر المنيف

وهو "الغفور" الذي يغفر الذنوب وإن عظمت ويستر العيوب وإن كثرت

وفي الحديث القدسي "قالَ اللَّهُ تبارَكَ وتعالى يا ابنَ آدمَ إنَّكَ ما دعوتَني ورجوتَني غفَرتُ لَكَ على ما كانَ فيكَ ولا أبالي، يا ابنَ آدمَ لو بلغت ذنوبُكَ عَنانَ السَّماءِ ثمَّ استغفرتَني غفرتُ لَكَ، ولا أبالي، يا ابنَ آدمَ إنَّكَ لو أتيتَني بقرابِ الأرضِ خطايا ثمَّ لقيتَني لا تشرِكُ بي شيئًا لأتيتُكَ بقرابِها مغفرةً " صحيح الترمذي للألباني .

وهو "الخلاق القدير" الذي أمسك بقدرته السموات والأرض أن تزولا ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه

وهو "الحكيم" في شرعه وقدره فما خلق شيئاً عبثاً ولا شرع عبادة لهواً ولعباً ومع ذلك فله الحكم آخراً وأولاً

وهو "الغني" بذاته عن جميع مخلوقاته

وهو "الكريم" بجزيل عطائه وهباته فيده لا تغيضها نفقة

أرأيتم ما أنفق منذ خلق السموات والأرض وفي الحديث القدسي قال الله تعالى: " يا عِبَادِي لو أنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وإنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ قَامُوا في صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِي فأعْطَيْتُ كُلَّ إنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ، ما نَقَصَ ذلكَ ممَّا عِندِي إلَّا كما يَنْقُصُ المِخْيَطُ إذَا أُدْخِلَ البَحْرَ، "، صحيح مسلم.

ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون

فمن أسمائه تعالى "الحي القيوم" وهو اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى فهو الحي الكامل في حياته حياة لم يسبقها عدم ولا يلحقها زوال فهو الحي لا يموت وهو الباقي وكل من عليها فان أما القيوم فهو الذي قام بنفسه فاستغنى عن جميع خلقه وفي الحديث القدسي إن الله تعالى يقول "يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئاً يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئاً

وللقيوم معنى آخر وهو القائم على غيره فكل ما في السموات والأرض فإنه مضطر إلى الله لا قيام له ولا ثبات ولا وجود إلا بالله

وصل اللهم على نبينا محمد.

1435/5/1 هـ

التعليقات : 0 تعليق
إضافة تعليق

9 + 8 =

/500